لا يا سيدي علي:- الدولار يؤثر في الأرزاق

أسامه السماني

حرضني على الكتابة رغم زخمي ومشاغلي ما قاله نائب رئيس الجمهورية-الشيخ علي عثمان محمد طه بكادقلي ففي يوم السبت 14/يوليو2012- 24 شعبان1433هـ ولأن الموضوع بالنسبة لي يمثل شهادة دكتوراه بحالها-وزمن تفكر طويل منذ(1984-2012)
أنا أستصرخ وأكتب وأوصي لكل الصحف والقنوات ورؤساء التحرير بأن يفهموا حرب الدولار الخفية على العالم الثالث والخرطوم خصوصاً- وللأسف المحزن وقع شيخ علي المحبوب في عبارة وهو حسن النية- وأنا العبد الفقير قد حسبتها سهواً منه لشدة ما كان يعجبني كلامه الموزون والرصين منذ أن كان في المعارضة وليسمح لي شيخ علي الدؤوب والصابر هذه الأيام؟! بأن أقولها له قد أخطأت تماماً إن كان حديثك في غيرصحيفة واحدة متطابقاً-هو الآتي””إن الأرزاق لا ينقصها ولا يزيدها انخفاض أو ارتفاع الدولار لأنها مكتوبة عند الله الذي لا تنفذ خزائنه-ودعا المصلين بمسجد كادقلى العتيق عقب افتتاحه أمس للتمسك بقيم الدين والعقيدة والثقة بالله حتى لا يدخل عليهم باب من الشرك ولا تجزعوا من ارتفاع الأسعار والإجراءات الاقتصادية “”وهذا الحديث مبثوث في صحيفة السوداني/الانتباهة/الجريدة و…..
وخطأ حديث النائب الشيخ يتمركز- إن قبله بصدره الرحيب- للوطن وللمواطن وآمر الدين الحق- يتمركز في هذه العبارة الكبيرة “أن الأرزاق لا ينقصها ولا يزيدها انخفاض أو ارتفاع الدولار” كيف؟؟
هل يعقل أن يكون هذا الحديث صحيحً وقد مر على ما يسمون بالخبراء الاقتصاديين أو محترفي لعبة الدولار في بلدي المنكوب؟! أين طلاب السنة الأولى في قسم الاقتصاد؟ وأين خريجو كليات الاقتصاد المحسوبين بالملايين؟ وأين موظفو المدارس والبنوك؟ وأين حتى أفراد الأمن الاقتصادي؟- من هذه العبارة البسيطة الحروف وكبيرة الأثر والمعنى؟؟؟؟
شيخ علي أتمنى له من سويداء القلب والعقل ألا يكون قاصداً لهذه العباره بمعناها المتطابق- إذ لا يتناطح عنزان بعد الوعي الكبير والاقتصادي الذي عم أفراد شعبي الفضل “بأن الأرزاق بيد الله صحيح” وعلى نياتكم ترزقون؟وووووووبالله العظيم صبي الاورنيش قد زاد سعره من 500 قرش إلى جنيه 1000 قرش بحجة أن الدولار قد زاد؟! وبالأمس القريب….وبالنسبة لأهلنا في كادقلي وبارا والقضارف والدبة أصبحوا يدركون أثر ارتفاع الدولار علي زراعتهم متناسين تماماً ارتفاع الجاز “المحروقات” كيف؟؟ فلنفترض بكل أريحية وهدوء بأنه لم يكن هناك رفعاً للدعم ولاتقشفاً ولا هيكلة ولا يحزنون- ولكن ارتفع الدولار من 4700 جنيه إلى 6200 ستة آلاف ومئتي جنيه كما حدث في 28/4/2012- والآن 15/6/2012 أيضاً 6200 رغم (رغم تخبطات البنك المركزي غير المكتوبة-ماذا يفعل أهلنا المزارعون في تلك المدن عندما يسمعون توا بارتفاع الدولار بالخرطوم (كل زول موبايلو في ايدو) فوراً يقومون برفع سعر محصولهم حتى لو عم المطر الرباني حلفا القديمة ولم يأتِ الإنتاج الجديد؟! لأنهم ببساطة يا شيخ علي تتأثر قواعد حياتهم الأساسية (سكر زيت/ قمح/ علاج (ملاريا) بالزيادة السريعة- وتأكيداً لهذه المعلومة المجربة والبسيط أمر النائب الأول جموع المصلين بكادقلي فحتي لا يدخل عليهم باب من الشرك ولا يجزعوا من ارتفاع الأسعار والإجراءات الاقتصادية”!!! ولكن الإجراءات الاقتصادية لم تدخل ولم تمس حياتهم بعد؟! فإذا كنا دولة تقوم على المؤسسية والشفافية لما ظللنا نخاطب الشعب بالسوق الموازي بديلاً للسوق الأسود وهوأس الداء ويعيش بيننا وبينه كان سوقاً أسود للدولار فقط بل يتبعه ربا وكسر وكنفلي وهو أبوهم وعمهم- شيخ علي يدرك يقيناً أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة على جموع أهلنا المزارعين والعمال باركان السودان الأربعة؟ وإلا فليخبرنا الشيخ الرصين إن لم يكن للدولار تأثير لماذا خاطب السيد الرئيس عمر البشير أولئك الجموع في 28/4/2012 بأنه سوف يقوم بتخفيض الدولار إلى ثلاثة آلاف بالقديم من 6200- وإن لم يكن هناك تأثير لسعر الدولار الأسود على حياة كل الناس فلماذا تم إعدام ذلك التاجر مجدي محجوب؟؟في بداية المشروع الحضاري 1989
فلكي لا ندخل في حديث وجدل بيزنطي أو صوفي أو بوربوني- فالأمر أصبح مفهوماً للملايين من أبناء جلدتي- وليستفسر أو يغشى شيخ علي إن عاوده الحنين لحي الديوم”القنا”حيث الأم والأهل- ليرى مستوى الذل والسباق للأطباء والأستاذة الجامعيين بوكالات السفر بالعمارات يسبقهم الخوف قبل الرجاء للهروب من الجحيم المتوقع والكل يردد :بأن ارتفاع الدولار سوف يسوق البلد إلى هاوية؟؟
فيا شيخنا العزيز إن حديثك إن ذكرته هكذا فكأنك قد قلته لغريق”إياك أن تبتل بالماء”؟! فكأي مواطن يبتغي حلالاً سيدى علي أردت أن أخاطبك بدون لقب علمي ولا زرقاء يمامه-لكي لا يختلط علينا عمرو بعمر…فسوق الدولار الأسود في الخرطوم حرب خفية أكبر من كل المخططات ومؤامرات بنى صهيون ! ولاحظ استكانة شعبك وثبات الأسعار منذ استخراج البترول (2003—2011) فكما كتب الزميل الظافر أن الشعب تعود على حياة لا يمكنه أن يتقشف بدل مسؤوليها ولا يمكن أن يعيش حياة أدنى- بعبارة أخرى إن كانت هذه الاحتجاجات مضخمة فوعي المواطن صار أكبر رغم الإثنية والقبلية في عدم توحد الشارع ولكن إن زاد الدولار في السوق الأسود إلى سبعة جنيهات مثالاً فسوف يتحد الجميع في الخروج لأن الحرب سوف تدخل بطونهم وما أشبه الليلة بالبارحة حيث لم يتحد الناس على النميري إلا بعد أن قال في لقائه المشهور(( البياكل تلاته وجبات سوف يأكل وجبتين والبياكل وجبتين يأكل وجبه)) اتذكر قيمة هذا الحديث في توحد الشارع يومئذ في مارس 1985
سيدي علي وأعوذ بالله من الأنا مواطن بسيط لا انتمي إلا لله ولا أبدل أهلي الكرام بكيان أو جهة أو تنظيم- وهذا حديث تذكره لأنها تنفع من أمثالك حسب ما أعلمه عنك ولكني أتضجر من كلمتي خبير وموازي-لأن الأولى تخدمها المخصصات والبدلات والحوافز المهولة والثانية كلمة كذوبة خادعة تعطي الشرعية في الحرب الخفية على مواطنك المضطرب الآن- فلماذا لا يحارب الجميع هذا السوق اللعين-الذي لا تنفعه نظريات كينز وآدم سميث ولا تلك النظريات المجربة(الروشتات) سواء من البنك المركزي أو البنك الدولي- وأعجب وأندهش سيدي من آلاف الأفندية الذين إن زاد الدولار في السوق الأسود فهم أول المكتوين بنيرانه مهما أعطوا من منح وزيادة أجر- لأنهم يعلمون ذلك؟؟
سيدي علي أعتذر إليك حتى لوكنت محقاً ليس على طريقة أصابت امرأة واخطأ عمر- لأن الأمر واضح فارتفاع الدولار في السوق الأسود يزيد شعبي الكريم بؤساً وأنيناً سريعاً وليت حديثك هذا قلته في الخرطوم-لأن المسألة أضحت وعياً وتكنولوجيا والعالم يا سيدي أصبح غرفة صغيرة وليس قرية منذ زمن بعيد!!
فالحرب على سوق الدولار الأسود وأبناء عمومته الربا والكسر أهم من الهيكلة والتقشف والفساد المؤسسي- ليس لأننا دولة شريعة وحضارة بل لأن ذلك يؤثر تاثيراً ملموساً على هيكل الاقتصاد العام ومن ثم ملايين الغلابة بما فيهم الطبقة المتلاشية (الوسطى)- ألم أقل قبلاً بأن الغني فعلاً ازداد غنى والفقير ازداد فقراً إن كان هذا السوق الأسود مستمراً-ونحن ندلعه بالموازي-وتشابه علينا البقر بأسعار الدولار في البنك /الصرافة/الجمركي/الأسود(الموازي)…حتى سوق السجانة مكان السلع الكمالية “السيخ والأسمنت” يطالبك التاجر فيه بأنك إذا تخطيت برندة دكانه (ثلاثة أمتار) ستجد سعراً جديداً- فيا سيدي أسئلة كثيرة يسألها المواطن البسيط غير متحرر من رزقه-من الذي يقيس نسبة التضخم وكيف؟؟ ولماذا يظل سوق الدولار الأسود شرعياً بمناداته في كل قنواتنا الإعلامية بالموازي وهوينخر في أرزاقنا وينقصها؟؟؟ وللحديث بقايا..

السوداني
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اسامة السمانى ….و . شيخ على … و سيدى على …..

    ترسيخ لمفهوم … الدين افيون الشعوب…

    سنظل متخلفين طالما بيننا امثالك

  2. لفت نظري في المقال :(وقع شيخ علي المحبوب في عبارة وهو حسن النية)
    تذكرت بشار الأسد والقذافي وهمايرددون جملتهم : الشعب بيحبني! إلا أن سقطوا سقطة مدوية، ورمضان كريم .

  3. اقول لاخونا السماني ولشيخنا الكبير نائب الرذيس لادولار ولا بلدوزر سوف يكنس الانقاذ ويخلص العاباد من فسادها المقنن وشيخوها الذين اصابهم الزهايمر – هو الفساد وحمايه الفساد وتقنين الفساد ويتلخص ( التمكين – المحسوبيه – تفشي الرشوه – الغلاء واخوه الرزيله ) التمكين والمحسوبيه وهما من ابشع انواع الظلم ومن افرازاتهم تفصيل العطاءت والقروض الحسنه وغيرهما كتير شيخك ادري بيهم ياسماني وهم كما قلت لك من ابشع انواع الظلم الذي احلته الانقاذ باسم فقه الضرورات – الظلم والفساد هما ما سوف يكنس الانقاذ ويرمي بها في مزبله التاريخ وليس التقلبات الاقتصاديه او عواء احزاب المعارضه الكرتونيه الظلم والفساد والسباحه عكس التيار ( مصادره الحريات والاعتقالات واغلاق الصحف – والاكثار من الكذب علي العامه ) شيخك يالسماني فقد البوصله قبل سته شهور شيخو قال ليه الجمهوريه الثانيه لن تستمر ما لم مالم ما لم مالم ايييييييههه ما لم يقطع راس الفساد والفساد بدل راس بقي ليه راسين مراحع عام ونائب عام يسهرون الليالي لتقنين الفساد وتبرئه كل من تحوم حوله تهمه فساد يعاونهم في ذلك برلمان التطبيل والتصفيق للغلاء

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..