«لَحْسُ الكوع» السودانية!

أحمد عبدالملك
من سوء طالع الشعوب العربية، أنها تكون «مُحترمة» إذا أذعنت للسلطة، وأبدت الـ(نعم) في كل محفل، وبعد كل خطاب سياسي للرئيس أو الحاكم! لكن ما إن تضيق بها الحِيل وتتقطّع بها السُبل في العيش الكريم وترفع صوتها مُطالبة بحقوقها أو إصلاح أوضاعها برفع الـ(لا)؛ فإنها تكون «إرهابية» و«مارقة» و«مُخربة» و«مأجورة» و«تحركها أجندات خارجية»!.
وللأسف، هذا هو الحال الذي شهدناه في خطب كل من (بن علي) قبل الإطاحة به، و(القذافي) قبل قتله، و(علي صالح) قبل تفجيره في المسجد وبالتالي تنحيه، و(مبارك) بعد تنحيه، وهذا ما نشهده اليوم مع (بشار الأسد) قبل الإطاحة به.
السودانيون لهم طريقتهم في التعبير عن حالة تردي الأوضاع، وسوء تطبيق خطط التنمية -رغم ما تدفق على (البشير) من أموال- وغلاء المعيشة، وخنق الحريات. فلقد ظهر مصطلح (لحس الكوع) في ردة فعل لما صدر عن مساعد رئيس الجمهورية (نافع علي نافع) الذي كان قد تحدّى من يريد الإطاحة بالنظام، بلحس كوعه أولاً! وهذا يعني استحالة تحقيق تغيّر النظام.
وفي هذه الجزئية نستحضر الزعماء العرب الذين أطاحت بهم شعوبهم! وكيف كان (بن علي) يماطل لكنه لم يُطل البقاء وفهمَ شعبه أخيراً ورحل، أما (القذافي) فقد ماطل كثيراً وكابرَ كثيراً واتهم شعبه المطالب بالحرية أنه من الجرذان والمحببين (متعاطي الحبوب المخدرة) ما أدى إلى قتله، أيضاً كان (مبارك) قد ماطلَ كثيراً وراهن على الوقت وعلى الجيش، لكن إرادة الشعب ألزمته بالتنحي، ومن ثم السجن المؤبد. (علي صالح) أيضاً راوغ كثيراً، حتى وصله الموت في المسجد فأخطأه، وعاد على أمل أن يستعيد عرشه المهزوز الذي لم يحافظ عليه، مثلهُ مثل عبدالله الصغير آخر ملوك (بني الأحمر) في الأندلس.
السودان يعيش هذه الأيام ربيعاً عربياً، قد لا يعرف العرب عنه كثيراً، لأن علاقات السودان مع بعض الدول العربية حتّمت ألا تكون هنالك تغطية إعلامية مكثفة كالتي شاهدناها في تونس وليبيا ومصر واليمن وسوريا!
فلقد شهدت الخرطوم الأسبوع قبل الماضي مظاهرات شعبية حاشدة سُميت بجمعة (لحس الكوع) حيث نددّت بالأوضاع الاقتصادية المتردية، وطالب المتظاهرون بإسقاط النظام! (البشير يحكم السودان منذ 22 عاماً إثر انقلاب عسكري، وهو مُلاحَق دولياً لاتهامات تتعلق بعمليات الإبادة الجماعية). ووصف المتظاهرون سياسيات حكومة (البشير) بأنها فاشلة. ولقد توعدت السلطات الأمنية بحسم أية تظاهرات تستهدف أمن واستقرار العاصمة وتؤدي إلى تخريب المُمتلكات. كما شهدت مدن (أم درمان) و(الخرطوم بحري) و(كسلا) و(كريمة ) و(سنار) على النيل الأزرق مظاهرات مماثلة كررت نفسَ المطالب التي طالبت بها مظاهرات الخرطوم ولقد تصدّت قوات الأمن السودانية للمتظاهرين الذي خرجوا من المساجد في عديد من المدن السودانية، والذين طالبوا بإسقاط النظام، وأطلقت عليهم الغاز المُسيّل للدموع الذي طال داخلَ المساجد أيضاً وأدى إلى اختناق المصلين من كبار السن!. (للتذكير فقط: نظام البشير نظام إسلامي -كما يكرر- ولا بد لمثل هذا النظام أن يحترم حرمة المساجد وكرامة كبار السن)!. وقامت السلطات الأمنية باعتقال حوالي ألف شخص من المتظاهرين؛ كما أصيب عدد من المتظاهرين بالرصاص المطاطي وقنابل الغاز والضرب بالهراوات.
كما حدثت اشتباكات في (الخرطوم بحري) وعند مسجد (عبدالرحمن المهدي) في (أم درمان). كما قامت السلطات الأمنية باعتقال خمسة من كوادر (حزب المؤتمر الشعبي المعارض) بمدينة (الأُبيّض) شمال (كردفان).
ولقد علقت الحكومة السودانية على تلك المظاهرات، وقللت من أهميتها! كما هو في النموذج السوري، وأكدت أنها لن تكون نسخة من (الربيع العربي).
وقد أشاد نائب الرئيس السوداني (الحاج آدم يوسف) بوعي المواطنين، ورفضهم الخوضَ في «تخريب» و»زعزعة استقرار الأوضاع الأمنية»، وعدم استجابة المواطنين لـ(دعاة التخريب)، كما استخف (النائب) بدعوات الشباب السوداني -عبر مواقع التواصل الاجتماعي- مؤكداً أن الاحتجاجات «لن تُؤتي أُكلها»، وأن سقوط حكومته مستحيل! في الوقت الذي أكد وزير الداخلية السوداني (إبراهيم محمود حامد) على استقرار الأوضاع الأمنية، وعدم الالتفات إلى «دعوات المخربين» التي تستهدف السودان واستقراره. كما اتهم أحزاباً وجهات «أجنبية» باتخاذ قضية رفع الدعم عن المحروقات مطيةً لتحقيق مآربها في تقويض النظام، واصفاً المظاهرات التي تجتاح البلاد بأنها «مظاهرات تأييد لتحرير (هجليج) من الجيش الجنوبي»!
كل هذه «الأدبيات السياسية» قد مرّت على شعوب عربية أطاحت برؤسائها الفاسدين، ومازال النظام في (سوريا) يستخدم نفس عبارات النظام في السودان، من حيث استقرار الأوضاع، وعدم الاستجابة لدعوات «المخربين» أو «القاعديين»، أو المُموَلين من الخارج والذين يستهدفون أمن واستقرار البلاد. بل ولا يشيرون إلى فساد الإدارة وخنق الحريات وبطش الجيش وقوات الأمن ضد المواطنين الأبرياء الذي يطالبون بحقوقهم الأساسية.
(بن علي) لم يعترف في البداية بالثورة، ولا (القذافي) ولا (مبارك) ولا (علي صالح)، وها هو (بشار الأسد) أيضاً لا يعترف أن الشعب لا يريده، حيث يحرّك دباباته لهدم بيوت السوريين على رؤوس أهلها دون رحمة أو اعتبار لكرامة شعبه.
وهذه إشكالية الحكام الديكتاتوريين الذين يريدون البقاء في الكرسي حتى يأخذ الله أمانته، وهذا تفكير غير سليم في ظل (الربيع العربي)!
أحمد عبدالملك
أكاديمي وإعلامي قطري
الشرق
شكرا استاذى الجليل أحمد عبدالملك، هكذا ينبغي ان يكون الاكاديمي…. لكن هناك سال يطرح نفسه، هو هل ان القيادة القطرية تعي بما تفعل بالشعب السوداني؟ ……. فهي اخر الداعمين ماديا لحكومة القتلي ومجرمي الحرب ومطلوبي العدالة الدولية. اعتقد ان التاريخ سوف يذكر قطر عندما يتحدث الاجيال القادمة عن هذه الحكومة الفاشلة. نعم الفاشلة في كل شئ.
لا ادري ما هي مصلحة قطر في حماية مجرم مطلوب للعدالة الدولية؟
علي ماذا يراهن القطريون؟ الا اذا كان الغرض صوملة السودان….
اعتقد مراهنة قطر علي حكومة المجرمين خاطئة تحتاج الي تصحيح.
سلمت يدك التي كتبت هذا المقال الجاد والذي يكشف تواطؤ حكومات عربية مع الخرطوم وأولها حكومة قطر وقناتها الجزيرة التي خذلت الشعب السوداني
نعم قطر خذلت الشعب السوداني ودعمت المجرمين القتله وقناة الجزيرة لا تنقل المظارات وتسميها إحتجاحات كما يقول الرباطة. لكن لا أستوعب مصلحة قطر في حمايةنظام أباد شعبه ونكل به وشردة وجوعه. أرى أن قطر لها مصلحة كبرى وربما معها جهات أخرى أجنبية في تمزيق السودان وتعطيل تنميته وتطوره فبدعمها للرباطة تكون ارتكبت خطا في حقنا كشعب ولن ولم نغفر لها ذلك ونطالبها برفع يدها الداعمة للعصابة في الخرطو وإلا سوف تخسر الشعب السوداني. ونلفت إنتباه قطر أن النظام زائل لا محالة ولكن الشعب باقي فكوني مع العشب وإلا سوف نصنفك في خانة أعجاء السودان.
نعم قطر خذلت الشعب السوداني ودعمت المجرمين القتله وقناة الجزيرة لا تنقل المظاهرات وتسميها إحتجاحات كما يقول الرباطة. لكن لا أستوعب مصلحة قطر في حمايةنظام أباد شعبه ونكل به وشردة وجوعه. أرى أن قطر لها مصلحة كبرى وربما معها جهات أخرى أجنبية في تمزيق السودان وتعطيل تنميته وتطوره فبدعمها للرباطة تكون ارتكبت خطا في حقنا كشعب ولن ولم نغفر لها ذلك ونطالبها برفع يدها الداعمة للعصابة في الخرطو وإلا سوف تخسر الشعب السوداني. ونلفت إنتباه قطر أن النظام زائل لا محالة ولكن الشعب باقي فكوني مع العشب وإلا سوف نصنفك في خانة أعجاء السودان.
اشكرك على المقال و اقول ان الحكام العرب الحاليين لا يستطيعون ان يحكموا مع مجريات العصر الحالى لان عصر الدكتاتورية انتهى ; يعنى الشعوب اصبحت واعية تعرف حقوقها و تصتطيع ان تاخذ حقوقها و هم ما زالوا لا يدركون ذالك . نحن فى السودان لا نريد حاكم مصاص دما واموال كالبشير و اعوانه و لا عبقريات الترابى التى خدع بها الشعب ولا المهدى ولا الميرغنى كلهم لديهم تجارب فشلوا فيها ; نريد حاكما عادلا يراعى حقوق الشعب و يعطى كل زى حق حقه نسال الله ان يوفقنا.
وانت مالك ايه الحشرك ؟ خليك في بلدك – مابعيد يجيكم يوم انتو كمان ياناس قطر — الله يلعنكم لانكم حتستضيفوا كأس العالم 2020 – طزز في قطر وفي الجزيرة
شكراعلى مقالك المحترم والمنصف للشعوب لكن
نطلب منك فقط أن تتوجه
بالسؤال معنا تجاه دولتك
وموقفها المريب والمساند
لنظام اللص عمر لماذا
الوقوف والدعم لهذا النظام الأسوأ حسب سياساته وتصرفاته فى كل العالم والذى فاق نظام الأسد فى القمع والقتل والتشريدوالهجره
والنزوح والارقام تؤكدذلك
قتل 2مليون فى (الجنوب)
أبان الحرب الأهليه قبل
الإنفصال وتشريدالملايين
أبادة 200ألف ونزوح 4ملايين فى الحرب الدائره فى دارفور الآن
ولم يكتفى بهذا بل فتح
نافذة حرب جديده فى النيل الأزرق جبال النوبه
وجنوب كردفان ومازالت
طائراته تحصدفى الأرواح! خلاف النزوح والتشريد؟!
لماذاقطرتقف مع البشير؟! لماذا الكيل بمكيالين هى وقناتها الجزيره؟!
أى أجندة تنفذها قطرفى
المنطقه ؟!ولصالح من؟!
إن الوقوف ومساندة هذا
النظام تعنى الوقوف والمسانده لتمزيق وتفتيت
هذا البلدالشاسع الذى حباه الله سبحانه وتعالى
بمواردطبيعيه ندرماتجدها
فى كل بلادالدنيا؟!
فياقطرأرفعى يدك عنا
فربيعنا الآتى لن يغفرلك
هذه الفعله.
الشعب السودانى فى سنه 1964 عندما فجر ثورته لم يدخل التلفزيون لكثير من الدول العربية , نحن لاننتظر لاحد ليعرفنا حقوقنا ادونا كمان يومين والعالم كله حتفرج كيف المعلم السودانى بيسحق الطغاه جوه الجك نحكوا حك .
بارك الله في كل صوت ضد الظلم والظالمين ولنعلم ان الناس ليس سواء بل هناك من يرى الحقيقه ويحب ان يذهب الظلم والظالمين قاتل الله الظلالمين في كل مكان وحقا لن يذهب حق الشعب السوداني هباء بل سنرى في بشير الظلم يوما تشخص فيه الأبصار ..
الاخ احمد عبدالملك
نحن ضيعنا الفرصة لحالنا او بالاحرى الحكومة اضاعت الفرصة حسب اعتراف مستشار رئيس الجمهورية فى عدم استغلال عائدات النفط
لكن كان الاجدى ان نحرر طلب بعد تدفق البترول للانضمام الى دول مجلس التعاون الخليجى ونغير الزى السودانى للشماغ بديلا للعمامة
ونترك الحكم ملكى يتوارثة الابناء والاحفاد ( ال بانقا) على وزن ال سعود وال الصباح
وكدة يكون الدش مات فى يد الشعب وماحدى يحلم بحكم البلد الا ال البيت ونرتاح من حكاية حزب الامة والصادق المهدى والمؤتمر الشعبى والشيخ الطفشان
ومافى اى واحد يصرح لا لحس كوع ولا شذاذ افاق والبرفع راسوا فالسيف اولى بة