دور النكات القبلية في تمزيق النسيج الاجتماعي

لا أرتاح أبداً للنكات القبلية التي يتم تداولها في بعض صفحات الفيسبوك وأغلب قروبات الواتساب .. وأسارع بحذفها فوراً قبل قراءتها ..
,ومن المؤسف أن هذه النكات قد انتشرت في المجتمع السوداني انتشاراً كبيراً وراجت رواجاً عظيماً في السنوات الأخيرة ، ربما كنوع من التنفيس من الإحباط الذي تعيشه أغلب فئات المجتمع .. وللأسف كذلك أن بعض هذه النكات لا يكون الهدف منها مجرد الضحك البريء بل تهدف أحياناً إلى التفشي من قبائل بعينها والحط من قدرها ومحاولة وضعها في صورة نمطية تمتهن حقوقها الإنسانية والاجتماعية.
في السابق ، كانت دول الجوار تنظر إلى السودان كبلد متمدن، لا يُسأل فيه أحد عن قبيلته ، ثم أتى علينا حين من الدهر أصبحت الدولة نفسها تصر على سؤال مواطنيها عن قبائلهم عند استخراج هوياتهم (الرقم الوطني على سبيل المثال) وتفتح قنواتها الإعلامية وتلفزيوناتها الرسمية لمن ينهش في جسد الأمة بنكاته الممجوجة ، ويمارس هوايته في تمزيق النسيج الاجتماعي ، ويعيد البلاد إلى عصور القبلية والجهوية ..
..
فإذا كانت للدولة أهدافها في تكريس التشرذم بين أبناء الوطن الواحد فلماذا نساهم نحن في ذلك بتدوير هذه النكات ؟ لماذا أصبحنا شعباً يضحك من نفسه ، بل مجموعة شعوب تسخر من نفسها وتصف ذاتها بكل قبيح وذميم ؟؟.. شعوب تتندر على بعضها استعلاء وتكبراً ؟؟
أما يكفينا التمزق والتشرذم والحروب المشتعلة في أطراف البلاد بسبب هذه القبلية والجهوية والعنصرية ؟؟
لماذا لا نحيي صفات الكرم والامانة والشجاعة فينا ؟؟
لماذا أصبحنا نحن إما بخلاء أو حمقى أو متهورين أو سذج أو أغبياء أو مستهترين بالدين وشعائره ؟؟
متى تكبر عقولنا لكي تعي أن هذه النكات السخيفة تساهم في إثارة النعرات القبلية بين أبناء الوطن الواحد وتعمق أزماته وجراحه ؟
متى نعي أن هذه النكات وترسباتها كانت واحدة من الأسباب التي أدت إلى انفصال الجنوب ، وقد تساهم في انفصال أجزاء أخرى من الوطن إن لم نتصدى لها بالوعي والحزم اللازمين؟
؟؟
لقد غرست هذه النكات في أذهان الجبل الناشئ ذي الثقافة المحدودة أن السوداني إما بخيل أو أحمق أو مستهتر بدينه وشعائره وعباداته .. واصطنعت عداوات غير حقيقية بين الشوايقة والجعليين على سبيل المثال.. بل غرست هذه المفاهيم المغلوطة في أذهان الكبار أيضاً .. كنت ذات مرة – هنا في الرياض – في طريقي الى صلاة الجمعة في مسجد بعيد ، وكان الجو شديد الحرارة .. رأيت مجموعة من الأشخاص في طريقهم إلى المسجد (ثلاثة باكستانيين والرابع سوداني) .. توقفت وأركبتهم معي ابتغاء الأجر.
ركب الآسيويون الثلاثة في المقعد الخلفي بينما اختار السوداني أن يجلس بجواري وبمجرد أن لفحه هواء المكيف مدد رجليه إلى الآخر وسألني: من وين في السودان يا اللخو ؟؟
تضايقت جداً من السؤال ، فنحن في الغربة كلنا سودانيون ، أو من المفترض أن نكون كذلك .. لذلك فقد صمت طويلاً وانشغلت عن السؤال بالتركيز على الطريق أمامي ، قبل أن أجيبه قائلاً:
– من الشمالية.
– وين في الشمالية؟
– من حلفا
– حلفا ياتا ؟ القديمة ولا الجديدة؟
– القديمة
– لكن شكلك ما حلفاوي ؟ بترطن؟
– لا .. نحن أساساً من منطقة الدبة .. بديرية ..
فقال : قالوا الشايقي لما يكون عايز يزوغ من قبيلتو بيقول أنا بديري دهمشي..
..
هكذا وبدون مقدمات ودون سابق معرفة بيني وبينه .. يقول مثل هذا الكلام وهو في طريقه الى صلاة الجمعة ..
..
سئل الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي حفظه الله ..
ما حكم النكتة إذا تم تسمية بلد معين أو قبيلة معينة كقولنا كان هناك رجل من قبيلة كذا فعل كذا وكذا على سبيل السخرية ؟
فأجاب: هذه غيبة لكل أفراد القبيلة وكلهم غرماؤك يوم القيامة ويقتصون منك عند الله في يوم عظيم يقتص الله فيه للبهائم من بعضها فكيف بالبشر الأسوياء المكلفين !!!
ويزداد الامر سوءا إن كانت النكتة ضد قومية أو جنسية معينة فعندها يزيد غرماؤك يوم القيامة .. أنت في ذلك اليوم تحتاج الحسنة الواحدة فكيف ستواجه هؤلاء الغرماء جميعا يوم القيامة ؟..
[email][email protected][/email]
تحياتي.. السؤال من وين يا اللخو في العادة ما بكون مشكلة كبيرة فالكثير منا يبدأ به كمدخل للونسة وبعدها وين دي ممكن تكون حتة في العاصمة مثلاً وتطلع ساكن جمب معارف أو أقرباء للشخص الذي يحادثك.. بس بقية كلامه وحكاية بترطن وما بترطين والشايقي لما يدور يزوغ دي بالجد بالغ فيها الراجل وفعلاً ده كلام ما عنده طعم..
من مصادر اثق فيها علمت ان جهاز الامن هومن يروج للنكات القبلية خاصة تلك التي تنبش الشايقية و التي مصدرها الامنجية الجعليه.
ابو رؤى كلام ميه في الميه صاح لو الناس خلت القبلية كان كل مشاكل السودان اتحلت و ما كان الجنوب انفصل.
تسلم يا اخي الغالي علي هذا المقال الجيد لتناوله شرخ كبير وكبير جدا في الحاضر والمستقبل سوف يكون شرخ لتمزيق سودانا وبلدنا وحتي قبائلنا وهويتنا ك سودانيين لما له من بالغ الاثر في النفوس والضغينة والتكبر واتهام الناس بما ليس فيهم وزيادة الهوة بينهم في التفرق والتمزق وكلنا شركاء في هذا الداء من الدولة والحكومة وجميع وسائل الاعلام والاعلامين والكتاب والصحفين وحتي اهل الثقافة وجميع افراد المجتمع .
بالجد النكات دي هي الكرهت أبناء الشعب الواحد في بعضه و الامنجية هم سببها و للأسف ان حتى أفراد الشعب بتداولوها فيما بينهم و بنشروها و بشمتوا و بتندروا بيها من بعضهم و الواحد إذا عايز ينال من التاني أو يغيظه بينكت فيه
لا اوافق كاتب المقال الراى وهذه النكات لم تظهر اليوم او الامس بس هى قديمه قدم القبائل ولم تتعدى وظيفة الاضحاك وهى على كل حال افضل من الاشتباك بالسلاح الماشى فى البلد اليومين ديل بين القبايل
يا خ ماتحمل الموضوع اكتر مما يحتمل… بصراحة انا من اكتر قبيلة قالوا فيها نكات (ماشايقي مع احترامي لاهلي الشوايقة) لكن بصراحة ماخد الموضوع ببساطة ومجرد نكتة وضحك بس طبعا الاساءة والاستخفاف دا مرفوض مافي شك..وتحياتي لكل السودانيين من بير (شلاتين) شرقا وحتي الجنينة غربا ومن (اشكيت) شمالا وحتي (أبيي) جنوبا..
فعلا موضوع مهم وعلينا العمل علي ايقافه فهو يدعو لمصائب كثيرة وشعبنا ما ناقص وللاستاذه امال عباس اكثر مقال في هذه الناحية بل مارست عمليا وسلوكيا حين ربطت بالسودان دون قبيلة واصرت علي ذلك في اي مكان نحتاج لوقفه جادة لهذا العبثحتي لو كان ضد رغبة الدولة .
مقال هادف ونريد طرح مثل هذه النكات التي تعمق للجهوية والعنصريه بمقاطعة تداولها والاستماع لها كما يجب علينا محاربة مثل هذه السفاسف وزجر كل من يقولها أو يستمع لها وين القوانين الرادعة لكل من تسول له نفسه مثل هذا السخف ولكي نكون عملين علينا مقاطع أي عمل يتم بهذه الصورة ونبذ من يقوم بذلك وعلى حزب الأمة وشئون الأنصار تبني مثل هذا المنهج بتربية الأعضاء على نبذ مثل هذه الأفكار الهدامة والعمل على أن يكون الدين هو الانتماء والله أكبر ولله الحمد
انا ضد هذا النوع من النكات. الانكي من ذلك يتم استضافتهم في القنوات الرسمية مما يدل علي اننا شعب غير جاد
لو نظرت الي عمالقة الكوميديا في السودان تجدهم اكثر وعيا في تقديمهم لفنهم فلا احد منهم سمى نفسه باسم حقيقي قد يسئ لشخص ما. في حين نجد واحد مثل ابكرويا يقول ان اسمه ابكر ادم حسين ويصر على ذلك مما يسئ لاشخاص بهذا الاسم ويصبحون موضعا تندر!