الخالدون و خالد..!!

:: يوم الثلاثاء الفائت، وسط دموع بعض أفرادها كما قالت الصحف، ودعت هيئة الجمارك مديرها السابق اللواء (م) سيف الدين عمر سليمان، بعد (34 عاما) و (6 أشهر) هي عمر مسيرته في شرطة الجمارك.. وسبع سنوات هي عمر مسيرته في المنصب المدير العام للجمارك، وهذا ما لم يكن يحدث في إدارة الجمارك طوال العهود الفائتة، و- طبعاً – لا يحدث إلا في السودان..سبع سنوات، لأي مدير وليس لمدير الجمارك فقط، تكفي بأن تمنح هذا المدير إحساسا بأنه يمتلك هذا المنصب وما تحته من هيئة أو إدارة .. !!

:: خالد بن الوليد، سيف الله المسلول، رضي الله عنه، عاش قبل وبعد الإسلام فارساً شجاعاً وذكياً..ولم يُهزم جيشاً قائده خالد،هكذا وثقت كتب التاريخ الإسلامي..ومع ذلك، بعد أن تولى أمر المؤمنين، أصدر الفاروق عمر رضي الله عنه قراراً بعزل خالد عن قيادة جيش المسلمين رغم إنتصار الجيش في كل المعارك..قرار عزل خالد كان صادماً ومدهشاً، ولكن أبطل الفروق عمر مفعول الصدمة والدهشة في نفوس الصحابة رضوان الله عليهم بقوله : ( إني لم أعزل خالداً عن سخطة ولكن الناس فتنوا به)..!!

:: نعم، كان الفاروق راضياً عن آداء خالد..ومع ذلك عزله ليُحي الثقة في نفوس الصحابة بحيث لايذهب بهم الظن أن خالد فقط هو مفتاح النصر..حكمة الفاروق تلك هي المسماة حالياً في الدول الديمقراطية بالتجديد والتغيير..وليس سخطاً على زيد من المسؤولين أو عبيد، ولكن ترسيخاً لروح القيادة الجماعية في الشعوب، تمارس أجهزة الدولة فضيلة التغيير والتجديد في المناصب العامة..و بغض النظر عن سوء الآداء ومحاسبة المخطئ والمتقاعس بالعزل، فالغاية العظمى من التنافس الشريف على تداول السلطات والمناصب والمسؤوليات بتجديد المسؤولين وتغييرهم هي إشعار كل فرد في المجتمع بأنه (قائد) و (مدير)..!!

:: وليست من سلامة تربية الأجيال ونخبها و ترسيخ ثقافة أن هذا المسؤول (على كل شئ قدير)، ولذلك يجب أن يبقى في منصبه مدى الحياة أو ينتقل إلى منصب آخر، أي من المنصب إلى اللحد .. هذا النهج – وهو ماثل في أرض الواقع – يُجرد الشعوب و شبابها من روح العطاء ..فالتغيير من سنن الكون، لكي لا تتجمدت الحياة وتتحجر وتتقوقع كما حياتنا العامة حالياً.. والمياه تكتسب عذوبتها من بالجريان في مجارييها، وتفسد بالركود في المستنقعات و البرك الآسنة ..وكذلك الهواء في الغرف، مالم يتجدد على مدار اليوم والساعة يخنقك لحد الموت..إنها طبيعة الأشياء ..!!

:: وليس بعيداً عن كل هذا، فالتعداد السكاني الأخير وصف السودان ب (الدولة الشابة)، أي نسبة الشباب هي الأعلى .. وقد تعلموا وتأهلوا في مجالات الحياة بما فيها إدارة الجمارك، ويبحثون عن موطئ قدم في دولتهم ليخدموا..ولن تستفيد الناس والبلد من هؤلاء الشباب ما لم يؤمن النهج الحاكم بفضيلتي التغيير والتجديد في كل أوجه الحياة العامة..دورة الحياة العامة ومسار عجلاتها على أرصفة التجديد والتغيير هي التي تنهض بالشعوب و تكافح الفساد وترسخ الإبداع في المجتمع وترفع نسب الإنتاج ومعدلات العطاء.. ولا قيمة للشباب المؤهل في بلاد يُعد فيها متوسط أعمار المسؤولين في المناصب القيادية بالعقود ..!!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ماعندك موضوع. الزول قعد في الجمارك 34 سنة من زمن حفرو البحر وخدم في مليون مكان لغاية بقي مدير جمارك 7 سنوات وهو راجل مجتهد وقدم الكثير واخر انجازاتو هي ربط انظمة الجمارك بالبنوك ونظم الدفع الالكتروني وحاليا كل التعاملات المالية بتتم عبر البنوك والراجل ليهو انجازات ضخمة في تحسين صورة السودان في مجال مكافحة تهريب البشر والامم المتحدة زاتها شهدت بكده والرجل له اسهامات في مكافحة تهريب المخدرات والذهب والمواد المسلطنة وكلنا نتذكر قضية حاوية المخدرات القبضها.

    خلاص نسينا ليهو كل ده ومسكنا في رقبتو عشان مدير مكتبه طلع فاسد يا ناس؟ مدير مكتبه الفاسد ده حيتحاسب ويتعاقب اما هو فحسابو انو شالوهو للمعاش لأنو فشل في رقابة وكشف مدير مكتبه وعاقبوه بالفصل والمعاش مخصوص عشان تكون رسالة لكل المسؤولين انهم يخلو بالهم من مدراء مكاتبهم وموظفيهم.

    الحصل ده يؤكد انو الحكومة جااااادة في الاصلاح ومكافحة الفساد وبعد شوية لو في غفير في وزارة سرق حق ست الشاي حيفصلوا الوزير لانو ما شاف شغلو مع الغفير.

    أرحموا الناس عشان ربنا يرحمكم. انا مع الحصل ده كلو وراضي علي فصل اللواء لكن ضد اننا نشوه سمعته ونطعنو بالشكل ده. الزول مشي بيتو خلاص قولوا ليهو كتر خيرك وأذكروا انجازاتو شوية. هسع المسكين تلقاهو كل يوم يقرأ الجرائد ويتحسر علي خدمة بلدو لمدة 34 سنة ويكون جزاءه في النهاية كده.

    ملحوظة: هسع واحد يجي يقول لي أنت قريب اللواء أو لاهط معاهو! طبعاً توزيع الاتهامات سااااهل ولا يحتاج غير إسم مستعار وشوية واتساب مع خيال واسع: عمارتين في كافوري و13 قطعة أرض في وين ما عارف ووو.

  2. كلامك ده يا إبراهيم عثمان أحسن منو الفساد .انت ما قريب مدير الجمارك ، إنت مدير الجمارك ذاااتو .يعني انت يا حبيب حسب فهمك العجيب بتقول حضرة مدير الجمارك ما عندو خبر البيحصل في مكتبو وهو صاحب إنجاز في محاربة تجارة البشر ومكافحة المخدرات ؟؟ . يعني إنت هسة زعلان عشان إحساس حضرة المدير لمان يقرأ الجرائد وهو مستريح في بيتو ؟! ياخي م تحمد ربك إنو راقد في بيتو مش في السجن .
    إذا
    فرضنا إنو ما سرق مش مفروض يتحاكم على الإهمال ؟! ثم إنت ليه بتتهم مدراء المكاتب وما عندك رحمة فيهم ورحيم أوي على المدراء زي مدير الجمارك . ياخي فهمك كلو ثقوب بس ما عندي زمن .

  3. كلامك جميل ومقبول وموزون .. لكن القاعد على قلبنا 26 سنه دا وداخل بينا من فشل لي فشل وكلام زي الناس ما بعرف يتكلموا نظام هوت دوق وتحت جزمتي … والبلد كلها حاله واقف بسببه أي حاجه دوليه موقوفه من السودان بسبب رئيس مطلوب دولياً رئيس يكذب من أول يوم سرق الحكم .. ويا ريت قدم حاجه لمواطن السودان … غير الفشل والفشل للشعب والوطن ما عمل شي … جاب أهله واخوانوا مسكم مناصب وعمل ليهو مزرعه وبيتين في كافوري والطايف وشقه في النصر … ويتبجح انو ما في فساد وهو أكبر فاسد … تعيناته أغلبها لي ناس فاسدين وفاشلين وما في زول يحاسبه ويحملوا المسئوليه .. الله ينتقم منه ومن بطانته

  4. في الزمن المضى عندما يحال شخص إلى التقاعد الزملاء بعملوا ليهو حفلة وداع وبتكون كلمات شكر وساعات سمر وينفض السامر بعد اللقاء ويبقى الود، لكن المحيرني في الزمن الحالي لما يحيلو مسؤول للتقاعد أو يعفوه من منصبه ولما يودعوه زملاءه ببكو ليه؟ ماسر البكاء هذا؟

  5. هذا هو سبب أكبر المشاكل في السودان وهو مكوث المسئول في منصبه إلى يفعل الله أمره. لذا تجد الواحد بقى زي السمكة لا يستطيع العيش خارج الماء ليس لعيب فيه ولكن كما يعلم الجميع من أصعب الأمور التي تتعلق باللطفل هو صعوبة فطامه عن الرضاعة. لإانت حينما تترك مسئول فترة طويلة في نفس المنصب يتولد احساس لهذا المسئول أن هذه الدائرة التي يعمل فيها ملك له وهو الآمر والناهي فيها خاصة أننا بلد لا يحاسب في المسئول عن أي شيء يتركبه وطبعا لا تسأل عن تطوير ذلك المرفق أو الدائرة لأنه بطول المدة يكون قد أعطى كل ما لديه في سنواته الأولى. عشان كده الناس دي كلها مكنكشة في الوظائف لأنهم لا يجيدون غيرها فمثلا طبيب الأسنان مصطفى اسماعيل لا يمكن بعد كل هذه المدة التي قضاها متنقلا من عاصة لأخرى ومقيما في أفخم الفنادق ويتقاضى نثيرات بالدولار لا يمكن أن تطلب من شخص مثل هذا أن يترك الوظيفة لذا يكثر الفساد لأنه كما ذكرت هناك احساس تولد للمسئول أن هذه الدائرة ملك له وهو لا شعوريا يتصرف على هذا الأساس.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..