وكر علينا البكور

ستبدأ البلاد غداً الأول من نوفمبر العمل بالتوقيت الشتوي الذي أعلنته الأمانة العامة لمجلس الوزراء، ويمتد العمل به حتى نهاية مارس من العام القادم، وبمقتضى هذا التوقيت فإن مواعيد العمل ستبدأ عند الثامنة صباحاً، وهو موعد مبكر جداً مع طول ليالي الشتاء وتأخر شروق الشمس، الأمر الذي سيتسبب في معاناة كبيرة للعاملين للوصول إلى مقار عملهم في هذا الوقت الشتوي المبكر، ولا شك أنه سيتسبب أيضاً في معاناة أكبر للأسر التي سيقلق هذا التوقيت منامها ويجعلها تصحو من (النجمة والنباه الأول)، لتجهيز أطفالها للذهاب إلى المدارس وهم بين اليقظة والأحلام، ويقيني أن ربات البيوت الآن يتصايحن غاضبات (كر علينا من البكور)، والمشكلة هنا ليست في (البكور) في ذاته، وإنما هي في تلك العملية القردية التي جرت الساعة إلى الوراء ساعة كاملة عن التوقيت الذي عرفه وألفه أهل السودان، وكان يتماشى وينسجم مع ظروف البلاد الطبيعية وموقعها الجغرافي، وما يحير في أمر هذا البكور أنه لايزال سارياً رغم أن سوءه وخطأه قد استبان باكراً منذ أيامه الأولى قبل نحو خمسة عشر عاماً…
الذي يحير أكثر (وما يتحير إلا مغير)، هو هذه السطوة التي اكتسبها البكور رغم الصرخات والاحتجاجات التي لم تنقطع عليه، فالصحف جأرت وصرخت وماتزال، وكذلك الأسر والتلاميذ والأساتذة وخبراء وعلماء التربية والتعليم، بل إن هذا البكور وصل مرحلة أن يمد لسانه ساخراً حتى على تلك اللجنة الحكومية الرسمية التي سبق تكوينها قبل سنوات عديدة لدراسة وإعادة تقييم التجربة والتوصية بشأنها، وكان أن عكفت تلك اللجنة المكونة بأمر من مجلس الوزراء على عملها بطريقة علمية، خلصت في نهايتها إلى تأكيد فشل تجربة البكور وخطأ تقديم الساعة، وأوصت بالعودة إلى استخدام التوقيت الدولي، أي إعادة الساعة المجرورة إلى مكانها الطبيعي، كما أوصت بالإبقاء على تقديم وقت العمل ساعة، صيفاً من أبريل إلى سبتمبر، بحيث يبدأ العمل الساعة (6:30 صباحاً)، بالتوقيت الدولي، دون الحاجة إلى (جر الساعة)، وكذلك يبدأ العمل في الشتاء الساعة (7:30 صباحاً)، ومن أهم ما خلصت إليه اللجنة كان هو ضرورة مراجعة التجربة وتقويمها، باعتبار أن البكور وحده ليس عاملاً حاسماً في دفع الأداء وزيادة الإنتاج، ولكن يبدو أن (كجور) البكور قد أعمى بصيرة المسؤولين أو ربما أعمى بصرهم من النظر في مخرجات هذه اللجنة التي كونوها بأنفسهم وبقناعة منهم بضرورة مراجعة التجربة بعد الإفرازات السالبة التي صاحبتها…

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. من المدهش باقان اموم حينما كان وزيرا برئاسة الجمهورية اشاد بها ومطبقة حرفيا ف دولتة سوف يبقي البكور معلقا ف رقابنا وهم لا محالة ذاهبون هلاكا او موتا ربانيا

  2. تعديل زمن الدوام الان معمول به من 7 صباحا الي 8 صباحا صيفا وشتاءا كما اوصت اللجنه من 6:30 صباحا الى 7:30 صيفا وشتاءا . اين المشكة ؟ الان ليس هناك جر للساعة صيفا وشتاءا كما يحدث في مصر مثلا ,,

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..