علي الزراعة وعلي وزرائها  ،،السلام !

@ في احدي امسيات التسوق في القاهرة و تحديدا في سوق خان الخليلي في موسم خلي تماما من السواح و المتسوقين ، جلس اصحاب متاجر الاناتيك و المنحوتات وكناتين السوفينير و اكشاك التيشيرتات السياحية جميعهم امام متاجرهم ( ينشون في الدبان) ولا يوجد زبون او مشتري يهوب ناحييتهم . الصدفة وحدها قادتني للسير في ذلك الشارع والصمت يعلو  المكان رغم كثرة التجار الجالسين. علي بعد عشرة امتار امامي كان يسير صديقي ،قصي احمد مساعد يتجاذب اطراف الحديث من الدكتور وائل حداد خبير الطب الرياضي ،لا يعبهان بنظرات تجار السوق التي تسمرت عليهما بينما التجار لا يشعرون اني اسير خلف اصحابي  وبعد عبورهما اطلق احد التجار صوته عاليا مخاطبا زميله الآخر في نهاية الشارع وهو يومي باشارة ذكية لصديقاي السودانيين الذان عبرا من امامه قائلا لزميله ” يا لا ،، السياحة انضربت في مصر.”
@ قبل يومين بالامانة العامة لمجلس الوزراء ، التقي نائب رئيس الجمهورية الاستاذ حسبو محمد عبدالرحمن مع وزراء الزراعة الاتحاديين والولائين ، استبشر الجميع خيرا بهذا الاجتماع والبلاد تواجه مشاكل في الموسم الزراعي والصيفي في القطاعين المروي والمطري وقيام المزارعون في الجزيرة و المناقل باعلان رفض زراعة محصول القمح هذا الموسم الشتوي اعتراضا علي سياسة التمويل التعجيزية التي فرضتها المالية و ادارة مشروع الجزيرة التي فشلت ايضا في ادارة ملف الري الذي انهار تماما منذ انتزاعه من وزارة الري بموجب قانون 2005  لمشروع الجزيرة  حيث اصبح العطش المهدد الاول لاي زراعة بالمشروع. اجتماع النائب مع وزراء الزراعة جاء مخيبا للآمال اذ انه لم يتناول مهددات الموسم الصيفي والشتوي  والعمل علي وضع خطة تقود للخروج من عنق زجاجة الزراعة و وضع سياسات بديلة لتلك التي اقعدت بالزراعة في كل المشاريع .
@ اجتماع النائب مع وزراء الزراعة تناول قضايا ليس ذات اهمية مقارنة بحالة العطش الذي ضرب اقسام الجزيرة و المناقل والسياسة التمويلية التي تواجه رفض المزارعين وكيفية انقاذ الموسم الشتوي بتوفير كل المعينات وقد تاخر التحضير كثيرا جراء الاحباط من العطش والخسائر المالية و المادية وعدم استعداد الادارة بتوفير التقاوي المحسنة التي لم تتوفر 1 %منها ولم يتناول الاجتماع سياسات تشجيعية لانجاح الموسم . ما فائدة ان يناقش المجتمعون قضايا مخرجات الملتقي التشاوري لوزراء الزراعة بالولايات وكلها مخرجات تنظيرية عفا عليها الزمن  واصبحت من البديهيات في قضايا الزراعة لا تحتاج لملتقي مثل قضايا زيادة الانتاج و الانتاجية واحلال الواردات و زيادة الصادرات وتمويل صغار المزارعين وحماية البيئة و توفير المعلومات الي آخر الكلام البطيخ الذي لا يعبر عن هموم وقضايا الراهن و مثل تلك المخرجات  اصبحت محفوظة في كل عام وعند كل اجتماع .
@ من هذا الاجتماع تاكد بما لا يدع اي مجال للشك بأن مشكلة الزراعة في السودان تعقدت كثيرا في حكم الإنقاذ الذي تفنن في اختيار وزراء زراعة (حالمين) لا علاقة لهم بالواقع يكفي فقط ان وزارة الزراعة الاتحادية في بلد يطلق عليه سلة غذاء العالم في مرحلة عصيبة تولاها طبيب عمومي قام بتدمير كل افاق التطور والتنمية  في هذا القطاع واسهم بوضوح في رسم خارطة انهيار مشروع الجزيرة قبل ستة اعوام وقبله تولي الزراعة استاذ فلسفة فشل في الدفاع عن اللجنة التي كونها باسم مشروع الجزيرة الحالة الراهنة و محاولة الإصلاح وها هي الان الوزارة يشغلها وزير كل تاريخه في الزراعة لم يتجاوز حوض تجارب  2×3 متر، بينما الموسم الزراعي يعاني الكثير من المشاكل كان هم الوزير الحالي ( منتهي الانصرافية ) ،انشاء حقول ايضاحية في دارفور لزراعة القمح .المشكلة الاكبر في نائب الرئيس (التاني )الذي لا يملك اي رؤية واضحة و فهم في الزراعة  مرة بنجر و مرة قوار و مرة كوار وهو مشغول فقط بالطواف والحديث في كل المنابر في كل المواضيع و في كل الاوقات بلا فائدة ، زار الجزيرة مرات و مرات  ولم يتابع ما يجري الآن من قضايا العطش وفشل الموسم والخسائر وكل ذلك  من صميم مهامه ولا حديث عن رئيس اللجنة الزراعية عبدالله مسار الذي أخاله ترك قضايا الزراعة بالبرلمان وظن انه رئيس لجنة الامن عند استجوابه وزير الداخلية . اللهم انا لا نسألك رد القضاء ولكن اصرف عن الزراعة  امثال هؤلاء ولا نملك من القول اخيرا غير ، يا لا ،، الزراعة انضربت في السودان .
@ ميتة في عزة ولا حياة في رخسة !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اﻷخ وراق
    تحية طيبة وبعد
    أرجو أن أضيف إلى ما ورد أعلاه ما أصاب ويصيب النخيل فى السودان من الحشرة القشرية الخضراء التى قد تؤدى إلى عدم زراعة شتول النخيل وفقدان المحصول النقدى الهام لمزارعى شمال السودان والخسائر حتى اﻻن تزيد عن تريليون جنيه مما أدى إلى أحجام المزارع عن العناية بالنخيل
    حذرت من خطورة ذلك وكتبت عن الموضوع فى 2011 و 2013 وأخيرا فى الخامس والسابع من أكتوبر 2015 في جريدة الوطن السودانية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..