تحالف المعارضة …عناصر القوة و الضعف

رفع السقف في اي صراع سياسي ، أو نقابي هو تقليد متعارف عليه ، ومعمول في كل مناطق الصراع في العالم ، وهو أحد آليات منطق الصراع ، رفع السقف تحكمه قواعد وسياقات تنطلق من توازن القوة على الأراض ، والأمر لا يتعلق بالأمنيات أو إنتهاز فرصة لغفلة من الطرف الأخر ، تقديم التنازلات أو ( الأيهام ) بها يخضع أيضاً لنهج ( طول النفس )، وصبر الطرفين في إدارة الصراع ، وقدرة أي طرف على وضع مسافة فاصلة وتعريف واضح للأهداف التكتيكية والإستراتيجية ، ومدى تقدير كل طرف للمصالح المتصارع عليها ، والمصالح المتبقية ، لذلك لم يكن واضحاً كيف تبنى تحالف المعارضة حملة مقاطعة الإنتخابات وحملة أرحل ، وبرنامج إسقاط النظام في مائة يوم ، والمرتكزات التي قام عليها شعار إسقاط النظام بالإنتفاضة ، الا أن أكثر المحيرات في دنيا السياسة هو قيام تحالف المعارضة يتفويض حزب الأمة لاستكشاف إمكانية الحوار إنابة عن التحالف المعارض ( بقضه وقضيضه ) ، ( طروره وصندله ) ، هذا لوحده يكشف بجلاء عدم وضوح رؤية التحالف لطريقة اجراء الحوار ، او التمهيد له ، التحالف المعارض كرر التفويض مرة أخرى لحزب الأمة والجبهة الثورية للإنابة عنه في الملتقى التحضيري الذي لم يقم في أديس أبابا ، لتنتهي بعض مكونات التحالف الى إعلان إنتهاء التفويض لعدم قيام الإجتماع برعاية الاتحاد الافريقى نتيجة لانسحاب المؤتمر الوطنى فى اخر لحظة، أليس هذا أمراً يثير التساؤل حول جدية المعارضة في تعاملها مع أبجديات العمل المعارض ،
بعد ندوتين متواضعتين حضوراً وخطابآ لم يرتفع لمستوى التحديات الماثلة، لم يكن متوقعآ ان يكون الخطاب باهتآ و مكررآ ، لا يلامس تحديات المرحلة ن خطاب لم يشخص الواقع و لم يقدم اى حلول معقولة لمشاكل البلاد ، فتركز الحديث حول مشكلة المعرضة و ازمتها اكثر منه حديث عن المشكلة التى تعانيها البلاد ، عادت الحكومة لتحذير المعارضة من إساءة إستخدام الحريات ، في وقت مرت فيه الندوات بسلام ودون أي مظاهر لتعكير الأمن العام أو إزعاج الحكومة ، ليس هذا فحسب فلا شك أن الحكومة شعرت بالإرتياح التام للإختلاف البائن بين المتحدثين ، إذاً في الأساس لماذا أقيمت ندوة مشتركة لحديث غير مشترك ، ولماذا الإصرار شكلاً على وحدة معارضة غير موحدة بالفعل ،
في إكتوبر وابريل نجحت الإنتفاضة ليس فقط الأن القوى السياسية ارادتها وأن الشعب كان مهتماً لذلك ، أو الإعتماد على توفر الشروط ( الذاتية والموضوعية ) ، في التجربتين كانت الأجهزة الحكومية والخدمة المدنية أكثر قومية وكانت هنالك نقابات قوية ، الحركة السياسية لم تتوحد إلا عشية الإنتفاضيتين ، في الأولى تنازل المرحوم الفريق عبود عن السلطة تحت ضغط الشارع ، في أبريل إنحازت القوات المسلحة لذات الأسباب ، نجح الربيع العربي في مصر دون تدخل ملموس من القوات النظامية ضد المتظاهرين ، في ليبيا كانت الانتفاضة مسلحة ونجحت في اسقاط حكم القذافي بمساعدة التحالف الدولي ، في اليمن كان الربيع العربي هجين أبقى على جزء من النظام وربما يرجع هذا للتوازن القبلي ، وهو ذات السبب فيما بعد في عدم نجاح الحوثيين وصالح في الاستيلاء السلطة بالقوة المسلحة ، أربعة سنوات في سوريا تحولت الثورة الى مسلحة واندلع القتال وعم كل سوريا وتدخلت ايران وروسيا وحزب الله ومجاميع من العراق ولبنان واليمن للقتال مع النظام وفق أصطفاف طائفي ، تحالف أصدقاء الشعب السوري من قطر والسعودية والاتحاد الاروبي وأمريكا ، لا منتصر ولا مهزوم ، دمار هائل ، آلاف القتلى والجرحى، النظام فى سوريا يشبه الى حد كبير النظام في السودان من ناحية التركيبة الحاكمة والهيمنة على مؤسسات الدولة لا سيما الامنية و الاقتصادية ،، نواصل
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..