لكي لا ننسي ..إفادات شاهد عيان لحظة إعلان وفاة مشروع الجزيرة (الدليل بالصور )

حسن وراق

تدمير مشروع الجزيرة اكبر جريمة ترتكبها حكومة الانقاذ في حق الدولة السودانية وهذه الجريمة لن تسقط بالتقادم ولا تقبل الصفح وعفا الله عما سلف لانها من الجرائم العظمي والتي يجب ان تتكشف كل تفاصيلها قبل ان يستحق مرتكبيها ومن ساعدهم توقيع اقسي العقوبات . مرتكبي هذه الجريمة موجودون بين ظهرانينا بعضهم يتقلد مناصب قيادية بالدولة وبعضهم قبض الثمن ورغم أن لعنات الشعب السوداني وانسان الجزيرة خاصة تطاردهم إلا أن الضرورة تقتضي أن نكشفهم للشعب السوداني حتي لا يتواروا عن الأنظار عندما تحين لحظة الحساب الذي نراه قريبا ويرونه بعيد.

المشهد حزين حزين،، الجميع خنقتهم العبرة ولم أجد إلا و أنا اقوم بهذا التوثيق رغم وجود كاميرات فيديو النظام التي تصور الحدث هذه ابرز الافادات ونحن نودع إلي الأبد اكبر وأعظم مشاة اقتصادية بالبلاد تحت شعار ( نحن من نفر عمروا الأرض حيث ما قطنوا) . أرادت الهيئة النقابية للعاملين بمشروع الجزيرة أن تحتفي بتوفيق أوضاع العاملين فكان مكان الاحتفال بمحالج الحصاحيصا يوم الثلاثاء الموافق الثالث من شهر نوفمبر 2009 . المكان أشبه بسرادق عزاء تجمع فيه ( نفر ) من اؤلئك الذين أرادوا للمشروع تلك النهاية المأساوية وبعض الذين جاءوا ليشهدوا مراسم تشييعه إلي مثواه الأخير بعد عمر تجاوز الثمانية عقود فكانت لحظات تاريخية في مسرح اللامعقول الدهشة ،تجمد حرارة الدمع في المآقي أما العقل ،خرج ولم يعد…

 غاب عن المشهد من الذين أرادت النقابة تكريمهم السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه والسيد الدكتور عوض الجاز وزير المالية إلا أن البروفيسور الزبير بشير طه والي الجزيرة ) مقر المشروع) ووزير الزراعة الأسبق الذي كلف لجنة البروف عبدالله عبدالسلام بوضع تقرير مشروع الجزيرة الحالة الراهنة وكيفية المعالجة أثار غيابه الكثير من الشكوك والتساؤلات

 من ابرز الذين كانوا في مقدمة المحتفلين بنهاية المشروع من المسئولين السيد الدكتور المتعافي وزير الزراعة الاتحادي ، المهندس كمال علي وزير الري ومندوب وزير المالية مهندس مشروع الخصخصة الدكتور عبدالرحمن نور الدين والسيد الشريف احمد عمر بدر رئيس مجلس إدارة المشروع وبروفيسور صديق مدير المشروع بالإضافة إلي قيادات اتحاد مزارعي الجزيرة والمناقل و محمد بشير معتمد محلية الحصاحيصا.

 الحضور كان من بعض القيادات التي تبقت بالمشروع من مهندسين و مفتشين وزراعيين وإداريين وبعض العمال والمزارعين و اسر بعض العاملين المتضررين الذين افنوا عمرهم بالمشروع وخرجوا صفر اليدين يبحثون عن معاشاتهم التي لا يعرف لها مصير بعد أن ) فاتهم مولد نهاية المشروع ( وفقراء المشروع من المزارعين الذين أصبح معظمهم أشبه بالمتسولين بعد أن توقف المشروع عن الزراعة وانهارت فيه النظم الإدارية والفنية

 ابرز المتحدثين كان كمال النقر ، الأمين العام لنقابة العاملين بالمشروع احد أضلاع ( التصفية) والذي أوكلت إليه المهمة الصعبة التي أشفق منها كل المسئولين ليتحملها النقر ويعلن علي الملأ وفاة المشروع في لحظة توقفت فيها عقارب الساعة وانقبضت فيها الأنفاس وساد المكان صمت القبور وتحجرت الدموع .. كلمات النقر قالها دون ان يهتز له رمش أو جفن ..((اليوم وفي هذه اللحظة التاريخية ، نطوي صفحة ناصعة البياض أسهمت في نماء واقتصاد السودان ألا وهي مشروع الجزيرة ، بعد 81 عاما نطوي هذه الصفحة والتي سوف تظل باقية في ارثنا وتاريخنا.. نبدأ صفحة جديدة اليوم 3/11/ 2009 في منطقة الحصاحيصا نعلن ضربة البداية ونهاية البداية بعد 81 عام)).

 إعلان وفاة مشروع الجزيرة في الكلمات المرتجلة التي نطق بها كمال النقر و كما أيقن الكثيرون، انها كلماتها اختيرت بعناية ( فائقة ) وحفظها النقر (صم ) بلا تردد وبدون لكنة ولم يلحن ، كنت ملامسا لكتفه (الأيسر) أدون كل كلمة قالها وتقافزت إلي ذهني عبارة أديبنا الطيب صالح ..( من أين أتي هؤلاء؟؟) وعيناي مسمرتان علي الحضور لتحاشي حذاء (الزيدي) بعد أن أيقنت أن لا احد يكرر ما فعله الاسلامبولي. حديث النقر أراح بعضا من الجالسين في الصفوف الأمامية الذين تنفسوا الصعداء ) هم ونزل ) ليصبح حديث المنصة بعد ذلك غير ذي بال ، كله إطراء وشكر للنقر في فواصل من الكوميديا السوداء الضاحكة من شدة الحزن.

 لم يفهم المسئولون عدم تجاوب وتفاعل الحضور بما يقولون كما اعتادوا من الهتيفة و ( الحلاقمة ) الذين بلعوا ( حبوب الصمت ) وعقدت اكف الجميع عن التصفيق ولعل محاولات معتمد الحصاحيصا اليائسة البائسة وهو يستجدي الجمهور أن يرددوا معه .. تهليل.. تكبير..الخ.. خير برهان، أن الحضور هذه المرة جاءوا ولم يستجلبوا ((قالها البروف غندور دون أن يقصد وهو يقارن بحضور مؤتمر تحالف المزارعين في طيبة )) الحضور هذه المرة كانوا أصحاب فكر وقضية و من الفئات المستنيرة والقيادات والكفاءات التي عملت ولازال في كامل قواها العقلية والبدنية، والذين لم يعتاد أركان النظام أن يشاهدوهم في احتفالاتهم وتجمعاتهم ومسيراتهم ،

 في ختام المتحدثين وقف الطبيب العمومي عبدالحليم المتعافي فرحانا جذلا لم يصدق أن كمال النقر بهذه السهولة يمهد له الطريق باعلان وفاة اكبر مشاريع القرن الماضي المتعافي وبنرجسيته المعهودة والاطراء علي نفسه لانه لا يجد من يطري عليه بدأ يتحدث عن الفلسفة الراسمالية في ادارة المشاريع منتقدا فكرة ان يدار مشروع كالجزيرة عبر ادارة موحدة موجها انتقادات لاذعة تنم عن جهل وذلك لفكرة القطاع العام للدولة ووجدها فرصة لتوجيه نقد ساذج للشيوعية ونظرية فائض القيمة وعزمه تقسيم مشروع الجزيرة الي حيازات (10 الف فدان ) مستهديا بالتجربة الهولندية ضاربا مثلا بمزارعه الانتاجية للاعلاف وتربية الحيوان ، كانت نظرات الحضور القاسية اقوي استنكار وشجب شعر به الجميع الذين لم يتجاوبوا بالرقص و ( العرضة ) في ختام (تهريجهم ) مع النغم المختار (دخلوها وصقيرا حام (نشيد الفساد والمفسدين المفضل

مشهد أخير:

في نهاية مراسم ) العزاء ) ، أثناء أنفراد فضائية الشروق بإجراء مقابلة مع السيد الشريف احمد عمر بدر انتهزتها كسانحة وجهت له سؤالا مباشرا.. ما رأي سيادتكم وأنت رئيس مجلس إدارة مشروع الجزيرة ، في نتائج تقرير لجنة البروفيسور عبدالله عبد السلام؟؟ أجاب منزعجا و في انفعال قائلا إن تقرير اللجنة ( ما صحيح!! ما سليم!! ) وأنا علي استعداد لمناظرة البروف وأعضاء لجنته في أي مكان وأي زمان يختارونه. كانت اللجنة البروف عبدالله عبدالسلام وفي تقريرها الختامي أشارت إلي أنها بذلت محاولات كثيرة للقاء رئيس مجلس الاداره إلا أنها لم توفق وخرج التقرير يُحمل مجلس الإدارة الجانب الأكبر في ما جري للمشروع.

المرة القادمة :

نستعرض أخطر تقرير يكشف حقيقة جريمة الاعتداء علي مشروع الجزيره قدمته لجنة من الخبراء :مشروع الجزيرة الحالة الراهنة وكيفية الإصلاح والذي يعرف بتقرير لجنة البروف عبدالله عبدالسلام .

[email][email protected][/email] [CENTER]
رئيس اتحاد النقابات بروف غندور وعن يمنه البروف صديق عيسي مدير المشروع والشريف احمد عمر بدر لحظة اعلان كمال النقر وفاة المشروع

عبدالرحمن نورالدين عراب الخصخصة بوزارة المالية ومهندس التخلص من مشروع الجزيرة

البروفيسور صديق عيسي مدير مشروع الجزيرة لحظة اعلان وفاته

الشريف أحمد عمر بدر رئيس مجلس ادارة مشروع الجزيرة المتهم الاول كما جاء في تقرير لجنة الخبراء

كمال النقر متقلد نجمة الانجاز علي تدميره مشروع الجزيرة

السر عابدون رئيس اتحاد معاشيي المشروع وكمال النقر امين النقابة شركاء واجراء في تدمير المشروع[/CENTER]

تعليق واحد

  1. ديل دمروا وفسدوا وافسدوا كل شبر من هذه الارض المعطاءه ؟ وبالرغك ومن ذلم مازالوا فى ضلالهم القديم . كلامك عن محاسبة المتأمرين على المشروع؟ الموضوع كبير وعريض وليس هولاء انما يجب محاسبة كل اللذين شاركوا فى هذه الحكومه الفاسده من عمر البشير الى اصغر حقير ؟ يجب أذا كان لديهم ضمير وحس وطنى لتنازلوا واعترفوا بأخطأهم . لكن لهم يوم سوف تقوم قيامتهم فيه .

  2. شــــــــــــكرا كتير .. الأستاذ/ حسن وراق وأنت توثق لوجوه القحط البؤس التى ارتكبت هذه الجرائم فى حق أهلنا بدم بارد .. وبإحتفالات وتكريم للصوص والقتلة فيما بينهم بعد إنجاز مهامهم القذرة .

    كمال النقر وأمثاله من حثالة الفاقد التربوى الحضيض … ووجوه تعبر حقيقة أزمة وطن تنهبه لصوص يدير امره جهلاء وفاقدى ضمير وسريرة

    نسأل الله الكريم أن يرينا فيهم سريعا يوم عدالة ناصع ونرد كافة حقوق اهلنا الصابرين

  3. هل يكفي الاعدام ضربا بالبراطيش و البصق عقابا لهؤلاء اللصوص الفاسدين؟
    ما هو التعريف لجريمة الخيانة العظمى؟
    هذا (غير) الشريف الذييراسمجلس ادارةمشروع الجزيرةو مجلسادارة سودانير هل دوره الوحيد
    هو تدمير المشاريع الوطنية؟ هل يكفي عود القذافي عقابا له؟

  4. لن يفلتوا من الحساب جميعا
    كل من شارك وخطط ونفذ في دمار مشروعنا العظيم
    كل من شارك وساهم في تشريد أهلنا الطيبيين

  5. لن ينصلح حال المشروع والانقاز تحكم البلد ولاحال الزراعه عامه فى السودان والسبب لسؤ الاداره وكثرة الحراميه فى منتسبى الاسلام اماماحل ب المشروع من سرقه ودمار اسالوا المزارعيه فهم خير موثق لماحل ب المشروع

  6. ان الله لقد امهل الكيزان فما فهمو
    ومكن لهم فما حمدو
    وسترهم فما استترو
    واختبرهم فقد فشلو
    والن فضحهم فلن يرحمو

  7. جريمة كبرى قامت بها حكومة الانقاذ لن تغتفر ، وقد بدأ التردى منذ أن تولى احمد البدوى إدارة المشروع وتم تشريد الكوادر الزراعية العليا بالمشروع لافساح المجال له أمثال وجيه صمويل ود عمر عبدالوهاب وغيرهم من الشرفاء وكانت قاصمة الظهر وفى قرار غريب لاينم عن أى فقه للاقتصاد الزراعى تمت عملية زيادة مساحة القمح على حساب القطن (المحصول النقدى) بسياسة نأكل مما نزرع التى انتجتها الانقاذ والذى كان قاصمة الظهر وساهم فى ذلك اتحاد المزارعين بتدميرهم لمصلحة الهندسة الزراعية فى سبيل تشغيل جراراتهم الخاصة ، فبدلا عن استخدام الحراث العميق صرنا نستخدم دسك 3 صاجة الذى لايتناسب مع تربة الجزيرة الصلبة وصار الحراث لعب فى لعب ومحصول القطن تدنى انتاجة للحد المريع ، ومن ثم فتح الباب للتلاعب بالمبيدات الحشرية والحشائشية تارة بالنهب واخرى باستيراد مبيدات منتهية الصلاحية والمصيبة الكبرى فى تشريد كل كوادر المشروع بما يسمى الهيكله التى تبنتها النقابة العامه التى لاتمثل الا نفسها وقليل من المنتفعين وقادة المزارعين اسهموا بشكل كبير فى تشريد العاملين بسياساتهم الخاطئه . واخيراً لا يسعنا الا ان نقول حسبنا الله ونعم الوكيل والبركه فى الشعب السودانى الفضل .

    عثمان الشفيع -محاسب سابق بالمشروع

  8. للمعلومية ايام مشروع الجزيرة كان بة رجال بغطوا عين الشمس كمال النقر كان مجرد سواق صغير مع موظف كبير وكان بيسكن في كمبو بركات .كيف لا يدمروا اولاد الذناء هذا المشروع اذا كان سائق يصبح مدير حزنت اشد الحزن للانتهاذي عمنا السر عابدون رئيس نقابة عمال مشتروع الجزيرة ايام نميري ان يشارك في هذا الاحتفال كان المفروض بعد ماربنا مد في ايامك وانت في اخر العمر تبتعد من هذا النفاق والظلم وتتذكر ربك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..