ثم ماذا بعد زيادة تعرفة المياه

قبل عامين ونصف العام عندما اندلعت هبه في سبتمبر 2013 قوامها الشباب، وتقاطر رتل الشهداء والجرحي والضحايا ومضت الافواج منهم مضحين بارواحهم، فداءاً للوطن، كان معروفاً حين ذاك ان تذمر ? بسبب الزيادة في تعرفة المحروقات قد تفاقم، وان بروز ظاهرة الاحتجاجات التي قابلتها الحكومة بافراط يجل عن النظير كانت قد اقلقت المجتمع السوداني باسره، لاسيما بعدما زمجرت قبضة هؤلاء الشباب الذين شاركوا في الهبه، ان قوامها كان من قاطني الاحياء الشعبية والفقيرة. لقد قرع فقر الاحياء الصغيرة جرس الخطر ، فظن حسنوا النوايا ان الحكومة سوف تتخذ من الذي حدث ومن الخسائر من ان فيه ما يكفي من لفت نظر الدولة مايجعلها تتفادي تكرار مماثل للمأساة بانها ستسعي لايجاد وسائل لتغيير سياساتها بالنسبة لاسعار الخبز والمحروقات والكهرباء والدواء وماشابه من الاحتياجات التي تعد من صميم واجبات اي حكومة لمواطنيها من الفقراء ومحدودي الدخل، ناهيك عن ايجاد وسائل لتغيير وتحسين اوضاع تلك الاحياء وسكانها من المحرومين والمعدمين. فقراء السودان كما هو معلوم كانوا يعيشون في اوضاع مقبولة قبل مجئ الانقاذ ولكنها اصبحت تتفاقم يوماً بعد يوم واصبحت نسب الجبايات تتعاظم بمستوي لايرحم، بدلاً عن وضع ضرورة تحسين الاحوال السكنية والمعيشية لهؤلاء، وهم قطعاً لا تشرأب اعناقهم لما لذ وطاب من الطعام، ولا يأملون في العلاج والتعليم المجاني لابنهائهم، وليس بالطبع فان السكن الفاره ليس من بين تطلعاتهم، لا ما غير ذلك من اسباب النعمة ورغد العيش. العين التي نتحدث عنها هنا هي من البسطاء الذين يبحثون عن السترة وليس سواها. لقد ظن هولاء من درس سبتمبر عام 2013 مايجعلهم يعتقدون بان الدولة سوف تضع حداً لهموم الاف العائلات التي تعاني الفقر وتقاسي من ويلات الزيادات مع مطلع كل ميزانية لعام جديد. وكان الاعتقاد عندهم ان دماء الشهداء التي روت ثري الاحياء في العاصمة والاقاليم سوف تجعل قلوب المسئولين حتي لوكانت من الفولاذ والصخر ان تلين ازاء الذين سقط ابنائهم بسبب العنف المفرط ضحايا لن تضيع دمائهم هدرا. ان هذا التفكير لم يتغافل عن الدور الذي يضطلع به ابناء الاسر الفقيرة من الذين تركوا الوطن مجبرين مهاجرين للعمل خارج السودان حتي يوفرون جانب من ميزانية اسرهم ولو في حده الادني وحتي يحفظون بذلك دماء ابناء الاسر الطاهرة. واليوم وبعد عامين

ونصف خاب الظن وتبددت الامال وهم يواجهون بمضاعفة سعر تعرفة المياه فلماذا تثقل الدولة كاهلهم بالمزيد.

تعليق واحد

  1. ليتها بعد زيادة التعرفة توفرة المياه !
    نحن في الريف الجنوبي منطقة صالحة ، بعد إنشاء محطة للمياة بالقرب كبري ال…ز ماعارفين أسمه للآن ، لم يفلحوا في مدنا بالمياه من المحطة بل تم مدنا بمياه الآبار وهي كما تعلمون مالحة تؤثر علي المرضي المصابين بالكلي والنقرس ، فهل من المعقول ندفع تعرفة زيادة ويزيدوا لينا المرض ، بعد ذلك المياه غير متوفرة طيلة فترة النهار ولا تأتي إلا بالليل وتقطع بعد صلاة الصبح .
    الي أين تذهب مياه المحطة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..