الجدال في الوهم

منذ أيام أراقب وأقراء الكثير من التجاذبات ومحمورها رحيل الترابي ومنذ القِدم نسمع القول الفات مات والمات الله يرحمه
إذا كان بعضنا متأكد من أن الترابي كان مُفكِر فله الحق في ذلك وليس هناك إنسان له الحق في التشكيك في قناعات الآخر
وبذات القدر من لهم وجة نظر مخالفة ويعتقدوا ومتأكدين أن هذا الرجل كان منافقا وسياسيا فاشلا أيضا من حقهم لأنها وجهات نظرهم الخاصه وقناعاتهم
إذا فصراعنا اليوم ليس هو حول القناعات بين من يقولون أنه مفكر ومن يرون عكس ذلك
الصراع حول مفكر وليس بمفكر ليس قضيه في حد ذاته لكن القضيه تكمن في أن من يروا الترابي كان مفكرا نراهم يمارسون ووصلوا حد الإعتقاد في شخصه
والإعتقاد في أشخاص وتعظيمهم فوق الأنبياء معناه بإختصار أنهم يودون القول أنه نبي ذمانه
ونستغفر الله من ذلك ونهتدي بهدي نبينا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أشرف خلق الله وخاتم الأنبياء و علينا التمسك بسنته
كما ينبغي علينا الإبتعاد عن الإعتقاد في البشر من عامه الناس بحجه المفكر
فلو أردنا حصر المفكرين في العالم لأوردت لكم آلاف الأسماء بل ملايين من المفكرين
وتفكيرهم ونبوغهم تبلور في التكنلوجيا والإتصالات والصناعات المتطوره وفي الطب الحديث ووسائل النقل وفي كل مجال هنالك مفكرين
نحتاج للمفكرين في جميع المجالات فلنعتبره مفكر دينى ام سياسيي لكننا أيضا نحتاج لمفكرين في كل المجالات وعلينا التجهيز والتحضير لهم بخلق البيئه السليمه لتعليمهم وحياتهم
المفكر الصائب تتجلى نجاحاته في أفعاله التى فكّر في مجالها فإن كانت مزدهره ومنتعشه وانتفعت بها البشريه فتلك هي الغايه المنشودة ـ لكن الكثيرون رأو عدم إذدهار الدين الإسلامي وتطبيقاته في عصره وكذلك لم يحالفنا النجاح السياسي على المستوى الوطني طوال عهده
وإن كان هذا هو الحال أي ما أوقعه المفكر أفعالا نتيجةً لأفكاره كان المزيد من الدمار والتدهور والتجازبات والإنشقاقات وإهتزاز بل وإنعدام القناعات لطائفه كبيره من الناس فلا يعتبر مفكرا ناجحا
ودوما أيضا يوجد المفكرون ولكن في المجال المعاكس وهم من يفكرون في إستحداث وإبتكار الطرق الإجراميه ومن يفتحون أسواقهم لإذدهار تجاره السلاح بالمليارات لتعزيز إقتصادياتهم متاجره بأرواح البشر وفي ذات الوقت يدعّون أنهم يريدون السلام والإصلاح ! والنتيجه الصراع المعهود مابين الشر والخير فمن ناحيه بيع السلاح يجلب الاموال ومن ناحيه أخرى مهدد للسلم العالمي
لذلك فالتفكير السليم المرجو هو الداعى للسلم والإستقرار رغما عن أنف براعه مفكري تجار الحروب والفتن والفسق والفساد
إن براعه التفكير السلبي لا يجب أن تجعلنا نتوه عن جاده الحق والصواب وأن نحترس في الإنقياد ورائها دون درايه بكنه مقاصدها
كنه المقاصد والنيات علمها عند رب العباد وكله ما علينا الإثبات بالوقائع وتقييم ما أُنجِز وتقييم التقدم الذي حدث
فإن كان ذلك منعدما وغير موجود اي ليس هناك تقدما فذلك هو الفشل وإن تراجعنا أبعد من ذلك و كانت امورنا مُعِيدة للوراء أو أسوأ حالا فذاك هو الفشل مضاف إليه التردي المتزايد والبؤس الذي يتفشي
نحن الآن في هذه المرحله مرحلة التردي المتزايد والبؤس المتفشي والتقهقر في كل مجال نتيجه الفكر الفاشل الذي أعادنا للوراء
ولذاك كل من يجادل في الفكر عليه تبيان وإثبات نجاحات الفكر بوقائع ملموسه وواضحه للعيان
وحيت أنها غير موجوده ومعدومه فحينئذ نسستنتج أننا نجادل في الوهم ـ وإن لم نخلع هذه العباءة سريعا فسنمكث في هذا الوهم حتى يقضي الله امره
نريد وقائع افعال صناعات وزراعه وإكتفاء ذاتى نريد نظم متطوره وعقول مجدده نريد إقتصادا قويا نريد إستقامة الأفراد وأتركونا من الأساطير التى لا تقدم بل تؤخرنا حقبا وأزمانا
ثم ماذا بعد ـ ـ
خالد حسن
[email][email protected][/email]