تحتاج لمعالجة جذرية عاجلة

*في بعض بلاد العالم يحذرونك من شرب الماء من الماسورة مثل الصين? تم تنبيهنا إلى ذلك إبان زيارتنا الصحفية لها? ورأينا بعد ذلك كيف أنهم يحرصون على غلي الماء قبل شربه? كذلك قالوا لنا في جوبا في زيارة صحفية قبل قيام دولة جنوب السودان.
* في أستراليا الأمر يختلف تماماً حيث أكدوا لنا أن ماء الماسرة صالح للشرب وأنه أفضل من “مياه الصحة” التي كنا نضطر لشرائها في السودان قبل أن تتعرض هي ذاتها للغش .. حفظكم الله وإيانا من أمراض تلوث المياه.
*نقول هذا بمناسبة الخبر الذي بشرتنا به هيئة مياه الخرطوم معلنة عن توقع أزمة في الإمداد المائي بولاية الخرطوم خلال الفترة القادمة بسبب توقف بعض محطات المياه.
*أكدت لنا هذه البشرى العجيبة مدير إدارة المعامل بهيئة مياه الخرطوم سامية مكي? في بلد حباها الله سبحانه وتعالى بالخير الوفير من الأنهار التي تجري فوق أرضها? حسب مانشر في “السوداني” يوم الجمعة الماضية.
*قالت سامية مكي أن ولاية الخرطوم ستشهد أزمة في الإمداد المائي بعد توقف محطة مياه أمدرمان وحدوث تسريب في محطات أخرى مثل محطة المنارة? وأضافت قائلة إن الهيئة مسؤولة عن توفير المياه أما كونها مستساغة أم لا فهذا ليس من مسؤوليتها!!.
*من جانبه حذر عضو منظمة الأمم المتحدة محمد عطا المنان من تلوث مفاجئ في مياه النيل بسسب ضخ بعض المصانع مخلفات تحتوي على مواد كيمائية بالغة الخطورة في النيل ?جاء ذلك في ندوة نظمتها الزميلة” التغيير” بعنوان” المياه .. المشكلات والحلول” وذكر خبراء في ذات الندوة أن 80٪ من الأمراض في السودان سببها تلوث المياه? وكالعادة خرج علينا من يعلن بأن معالجة خلل الصرف الصحي تكلف 240 مليون دولار لتوفير صرف صحي امن.
* هذه ليست المرة الاولى التي تدق فيها الاجراس منبهة إلى خطورة تلوث مياه الشرب لكن للأسف سرعان ما تخرج تصريحات تطمينية تنفي ذلك بل وتؤكد أن مياه الشرب بريئة من كل تلوث.
*عندما كثرت الشكوى من الرائحة الكريحة المصاحبة للمياه ووجود طفيليات ورواسب غريبة في مياه بعض المناطق بالخرطوم خرجت علينا التصريحات التطمينية ذاتها تهدئ من روع المواطنين.
* إنه لأمر مؤسف أن يصل الحال بمياه الشرب في ولاية الخرطوم إلى هذه الدرجة? ومع ذلك نسمع تصريحات تقول بأن هيئة مياه الخرطوم مسؤوله فقط عن توفيرها أما أن تكون مستساغة أم لا فهذا ليس من مسؤوليتها!!.
*المعضلة ليست في الأزمة المتوقعة في الإمداد المائي بالخرطوم فهذه مشكلة قائمة بالفعل في عدد من المناطق منذ سنوات? لكن المعضلة الحقيقية في السلوك الإداري اللامبالي تجاه مسألة تلوث المياه والصرف الصحي وهي مسألة تحتاج لمعالجة جذرية عاجلة.