توقيت رحيل الترابي كان مثالياً للأنقاذ

[CENTER][/CENTER]

لو أوكل للإنقاذ حق قبض الأرواح لما وجدت أنسب من الوقت الذي مات فيه الترابي لتقبض روحه ، فقد كانت اللعبة الخطرة بين الطرفين قائمة على شوطين كمباريات كرة القدم، الشوط الأول وهو شوط الحوار، وهو الشوط الذي كانت الغلبة فيه واليد العليا للمؤتمر الوطني الذي إستغل هذا الحواركي يهرب من الضغوط التي كانت تمارس عليه للجلوس مع المعارضة لإيجاد مخرج يجنب البلاد مقبلات الأيام الحوالك التي تتنتظره في ظل تصاعد الصراع بين الحكومة والمعارضة بشقيها المدني والمسلح فكان هذا الحوار هو المخرج من هذه الضغوط وما كان سيعقبها من توقيع المزيد من العقوبات الأممية على السودان، وكان المؤتمر الشعبي أو الترابي هو الأضعف في هذا الشوط لعدم إمتلاكه وسائل الضغط التي يستطيع بها فرض شروطه على المؤتمر الوطني لجعل الحوار متوازناً بين الطرفين.

ولكن لم تفت على فطنة الترابي أن الشوط الثاني والمتمثل في تنفيذ مخرجات الحوار هو الشوط الذي ستكون له فيه اليد العليا ويستطيع أن يفرض شروطه كاملة على المؤتمر الوطني تحت التهديد بإعلان فشل الحوار وعدم إلتزام المؤتمر الوطني بما توافق عليه المؤتمرون في الحوار وهو الأمر الذي سيكشف ظهر الحكومة ويجعلها عارية تماما أمام المجتمع الدولي ويقوي حجة الأطراف التي رفضت الحوار إبتداءا لشكها في عدم جدية الحكومة.

وإذا علمنا أن المؤتمر الشعبي بقيادة الترابي هو أكبر حزب مشارك في الحوار الوطني بجانب حزب الحكومة وهو الحزب الوحيد افي الحوار الذي يملك بعض الثقل الجماهيري بالتالي هو الحزب الذي في يده مفاتيح إرساء الحوار بإقرار مخرجاته أو نسف الحوار من أساسه بإعلان فشل الحوار وهو السلاح الذي لم يكن الترابي ليتردد في إستعماله إذا شعر بأي نية للغدر من جانب الحكومة ومن هنا كانت خطورة الترابي الذي أصبح يملك هذا السلاح الفتاك الذي يمكن أن يوجهه الي صدر الحكومة ويعلن للعالم عدم جدية الحكومة في الحوار وبالتالي كشف ظهر الحكومة لتواجه الضغوطات والعقوبات الدولية التي في إنتظارها ، فكان غياب الترابي في هذه اللحظة المفصلية بمثابة طوق نجاة للحكومة جنبها الخضوع لإبتزاز الترابي لها وهو شاهراً في وجهها هذا السلاح القاتل.

فيسبوك

تعليق واحد

  1. يتعاظم الشعور بخيبة الأمل في الإعلام والصحافة ككل حينما تلتمس فيها عجزها في الفكاك من الشخصيات والأحزاب …ما عندكم غير الترابي تتكلموا عنه…؟؟ أها مات رحمه الله…يعني مستقبل البلد كله واقف على شخوص حيين وميتين…؟؟؟!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..