لا تعذبني وإلا..!ا

هنــاك فرق.
لا تعذبني وإلا..!
منى أبو زيد
(سر حبي) أغنية شهيرة للمطرب اليمني الكبير، أبو بكر سالم، يهدد فيها غرور الحبيب على لسان عاشقه المحزون (لا تعذبني وإلا، سرت وتركت المكلأ، لك إذا ما فيك معروف!).. وهي – كما ترى ? صورة لكبرياء العاشق الأصيل، الذي يفضل الرحيل عن مدينته (المكلأ) على الرضا بفتات الوصل، واحتمال مذلة الهجران..! كلما استمعت إلى الأغنية ? وكثيراً ما أفعل – يستوقفني طويلاً ذلك الكبرياء العاطفي، ويذكرني ليس بأوجه الشبه بين عشاق اليمن والسودان فحسب، بل بين إنسان اليمن عاشقاً ومفكراً وسياسياً حاكماً ومواطناً محكوماً، ومثيله السوداني.. كلاهما يلتقيان عند وضوح اختلافهما عن الآخر، وكلاهما يتقابلان عند احترام صرامة الخط الأحمر الفاصل بين صمت الحليم وسكوت الجبان.. كما وأنهما يلتقيان عند كم المسافة التي قطعها كلاهما في طريق الحقوق والحريات و(مجابدات) تفعيل الديمقراطية..! ولئن أردت مثالاً على وجه الشبه المذكور، فاسمح لي أن أحيلك إلى مقارنة أخرى، قبل شهور كتبنا كثيراً عن أوضاع السودانيين في سجون لبنان، وعن حوادث انتهاك حقوقهم وكرامتهم، ثم طوقت فلول المتظاهرين الغاضبين مبنى سفارة لبنان بالخرطوم، فما الذي حدث؟!.. أخبرتنا بعض الصحف أن سعادة السفير قد خرج إليهم محملاً بالحلوى، مستعصماً بالرفض القاطع لمبدأ الاعتذار عن وقائع ثابتة، مطمئناً إلى موقف سفارتنا في بلاده..! وكنا قد كتبنا قبل نحو عامين أو ثلاثة – في هذا العمود، عبر صحيفة الرأي العام – عن مأساة السودانيين المحتجزين في سجون اليمن، بجريرة استخدامها كمعبر ? غير شرعي ? لبلوغ السعودية، الأمر الذي تجرمه كل القوانين بطبيعة الحال.. وكيف أن هؤلاء التعساء – الذين خرقوا ستار القانون هرباً من سعير الجوع الكافر ? قد ذاقوا الأمرين من تجاهل سافرة بلادهم لمطالبهم فلم يجدوا بداً من الإضراب عن الطعام..! يومها ناشدنا الدكتور صلاح العنسي سفير اليمن بالخرطوم لمساعدة إخواننا الذين اقتحموا أسوار بلاده غير متأبطين لشر، بل مضطرين غير باغين ولا عادين، فخاطب الرجل ? مشكوراً – وزارة الداخلية في بلاده، ثم أرسل إلينا إعلان استعدادها لإخلاء سبيل أولئك المعتقلين السودانيين..! معلوم أن التمثيل الشخصي بيِّن، وأن التمثيل الرسمي/الدبلوماسي بيِّن، ولكن بينهما أمور مشتبهات، صحيح أن المواقف الدبلوماسية محكومة بسياسات كلية، ولكن في اليمن مثل السودان، قد يحدث مثل ذلك المزج النبيل، عندما يستنفر الذاتي الموضوعي لصالح المبادئ الإنسانية..! صحف الأمس قالت إن الدكتور العنسي سفير اليمن بالخرطوم قد أعلن ? عبر تعميم صادر عن سفارة بلاده ? انحيازه إلى شعب اليمن وانضمامه إلى المحتجين المطالبين برحيل الرئيس علي عبد الله صالح، حاذياً ? في ذلك – حذو بعض المسؤولين في الحكومة المغضوب عليها..! موقف الرئيس اليمني ? حتى الآن – ليس ضعيفاً بما يكفي لركوب موجة الثورات، بمأمن من عواقب صمود النظام وعودته بقوة، وهنا مربط الفرس..!
التيار
رويداً رويداً بداتى تلمس معاناة هذا الشعب والخروج من دائرة الرمادية التى تحاول الحكومة ومنسوبيها ذجك بها، ولعمرى هذا ديدن كل صحفى شريف مسئول عن مواطنيه…
وما تبقى رقراق ابقى يا ضل يا شموس…..
نتمنى لك التوفيق الاستاذة منى ابوزيد…
هيبة الشعوب من هيبة حكوماتهم فكلما كان مستوي احترام الحكومة لشعبها سيئ ساءت معاملة الشعب خارج بلاده بمبرر دولتكم تعاملكم كذلك وسفير دولتنا عندما استنجد به المواطنين بلبنان أعطي دولة لبنان الحق فى ان تعاملهم بتلك الاهانة لذلك العيب فى من يمثل الشعب وليس فى حكومة لبنان وقد سبق وذكر موقف الرئيس عبود عندما شكي عامل بالسفارة البنانية من سوء المعاملة قام بإستدعاء السفير البناني ووبخه وقال له إما أن تحترم من تتعامل معه من هذا الشعب واما تذهب بلدك .اين نحن الآن من هيبة البلد وهيبة الشعوب فى هذا الزمن