المغرمين بقروض ( السدود ) ! ! وسياسة ( اليوم باليوم ) ! !

ياللمفارقات الغريبة أن تكون نقمة الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها السودان حالياً بعد انفصال الجنوب*نعمة وملاذاً يعلق عليها النوبيون آمالاً في كبح جماح الحكومة في المضي قدماً في تنفيذ سد كجبار ، ومع ذلك فلا أحد يعلم إذا ما كان الاقتصاد السوداني الذي يترنح الآن قادراً على الاستثمار في مشروعات عالية التكلفة اقتصادياً واجتماعياً كما هو الحال في سدي كجبار ودال لاسيما وأن العائد غير مضمون بالقياس غلى تجرية سد مروي الفاشلة بنسبة مليار % .
ومن مؤشرات ضعف الاقتصاد إيقاف مشروع المطار الجديد الاستراتيجي وتحويل قرض قيمته 800 مليون دولار كانت الحكومة قد حصلت عليها من مصادر خارجية للصرف على بنود اخرى . بعد أن تعهد المشير البشير لمواطني النيل الأبيض و أهل كنانة بالخصوص بعمل مطار كنانة الدولي و إفتتاحه قبل مطار الخرطوم الجديد الذي إبتلعت قروضه كاملة .
فهكذا تدار دولة الهوان بينما الكهرباء المنتجة الآن من(مروي) في الاقتصاد السوداني صفرآ كبيرآ مع تكفل الحكومة بسداد مبلغ 39 مليار شهريآ لمدة عشرون عامآ لسداد القرض ومرتبات العاطلين عن العمل بسد مروي .
لذا إن الخيار الأفضل كان تعلية خزان الروصيرص ، بل كان من الممكن بالإنفاق نفسه الذي تم على إنشاء سد مروي والمشروعات المصاحبة وهو إنفاق بلغ (3 مليار و200 مليون دولار).
بينما تعلية الروصيرص بكلفة تبلغ نحو700 مليون دولار ثم إنشاء المشروع الزراعي الأكبر في السودان وهوالرهد*وكنانة الذي يعطينا 2.6 مليون فدان، وهو أكبر من مشروع الجزيرة . فإذا كنا أنشأنا هذا المشروع وزودناه بأجهزة ري مستديمة وهو مشروع تتمتع منطقته بأمطار غزيرة فإن ما تأخذه من النيل سيكون رياً تكميلياً إذا قلت الأمطار، لكن إذا أردنا أن نزرع من سد مروي فإننا نحتاج إلى 100% من مياه النيل وهي محل صراع كبير مع دول المنبع*وجنوبالسودان الذي يحتاج لتحديد نصيبه من المياه).ولكن للأسف فإن إنشاء سد مروي بديلاً عن الروصيرص كان له أثر ضئيل في الاقتصاد السوداني، بحيث أننا لو أكملنا*الرهد*وكنانة وأنتجنا فيه كنا الآن بمكان متقدم في التأثير في الاقتصاد السوداني وإنتاج غذائنا وإنتاج غذاء للعالم الذي يترقب دور السودان في حل أزمة إنتاج الغذاء وارتفاع أسعاره والثابت أن الروصيرص يعطينا أيضاً 60% من الكهرباء من التوربينات القديمة إذا تمت تعليته وقتها، كما أنه يعطينا الفرصة لزيادة 100% في الكهرباء. مع العلم بأنه توجد نحو 500 ألف فدان من مساحة مشروع الجزيرة مستقطعة نتيجة لعدم ريها ولكن إذا تمت التعلية يمكن استرجاع هذه المساحات مرة أخرى. وهكذا فرص عظيمة تفوت على السودان في ظل إصرار غريب على إقامة هذه السدود لأسباب تبدو ليست اقتصادية على الأقل.
حيث نجد أن الاقتصاد السوداني غير جاهز لإنشاء سد كجبار الذي يعد علماء الآثار تهديداً جديداً ليس فقط لسكان المنطقة وموطنهم ولكن للآثار والثقافة الموروثة والتراث في المنطقة النوبية ما يتطلب تنظيم حملة عالمية جديدة لإنقاذ الآثار النوبية وحمايتها. وكما يقول العالم السوداني علي عثمان محمد صالح والبريطاني ادواردز دي ان فإن المناطق المهددة مباشرة تقع على شريط طوله 60 كيلو متراً من كجبار وحتى تمبس حيث يتوقع أن تغمر معظمها بالمياه، كما يشمل التهديد مناطق أخرى شمال السد حتى 20 كيلومتر شمالاً حتى دلقو جراء الانعكاسات الناجمة من آثار السد. وعليه فإن كل مناطق الإقليم وتقريباً كل المناطق الاثرية في المنطقة ستكون عرضة للتهديد وما ينجو من الآثار في المناطق البعيدة من النيل اوجنوبا*في كرمة ستتأثر مباشرة بالرطوبة وارتفاع منسوب المياه الجوفية.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. كجبار تقع علي بعد خمسة و ثلاثون كيلو متر من كرمة وتسعون كيلومتر من نقلا .
    الواضح لو السد لتوليد الكهرباء مدينة د نقلا سوف تفرق وكذلك مشروع السليم وكل المشاريع الزراعية شمال د نقلا .

  2. الهدف من اقامة المزيد من السدود ليس هدفا تنمويا ولا تسبقه دراسات وحتى ان وجدت فهي مجرد انشاء الهدف هو الحصول على القروض فقط والاستفادة من النسب والكوميشنات من الشركات المنفذه والاستشارية وبعدها فلتذهب التنمية للجحيم وهذا ما حدث في سد مروي الذي صاحبته الشعارات الرد بالسد وتصدير الكهرباء واليوم نستورد الكهرباء من اثيوبيا ولايزال خزان الروصيرص العريق يتحمل امداد كل السودان رغم اهمال موضوع التعلية التي لن تكلف 10% من اموال سد مروي

  3. بالمنطق كده لماذا لا تحول هذة القروض الضخمة لتأهيل واعمار مشروع الجزيرة مثلاّ أو السكة حديد أعماداقتصاد السودان سابقاّ أو الطرق القومية لمناطق الانتاج أو المشاريع الاخرى القائمة أو الصحة والتعليم المتهالك ؟؟!!
    بدلا من الاغراق بمشاريع سدود فاشلة لتشريد أهلنا في الشمال وطمس حضارتنا وهويتنا حضارة السودان الممتدة لآلف السنوات ؟؟!!

    هذا مايجعلنا نتيقن ويزداد يقيننا يوماّ بعد يوما بأن هؤلا عصابة ماسونية أخوانية مأجورة من الخارج اتخذت الاسلام شعارا لها و ما أتو الا السلطة
    الا للتدمير وتشريد اهل السودان

    اي واحد كوز خسي باطل باالله يجي يرد على وريني يقنعني انو البعملوه فيه دا صحيح

  4. هل كتب علينا ان نبكى على اجزاء من وطننا جزء جزء ؟؟؟
    لقد بكينا بدمع القلب على حلفا القديمة وجزء كبير من ارض الذهب ..
    وبكينا على الجنوب الحبيب … وسوف نبكى بدمع القلب على الجزء الباقى من ارض الاجداد فى ارض المحس….
    وهل سنبكى على دارفور … والفشقة وحلايب ؟؟؟
    لك الله …لك الله … لك الله يا وطنى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..