الهُروبُ إلى المنْفَى !

(إلى عالم عباس ، الشاعر والإنسان)
(1)
أسعَى إليكِ وأنتِ أبعدُ من رؤايْ
زادي من الأيامِ نبْضُ القلبِ
جمْرُ الحبِّ ، مسبحةٌ ونايْ !
صعبٌ طريقكِ
والمشاويرُ العتيقةُ تستطيلُ
وتحبلُ الأشجارُ بالثمرِ البوارْ
وحلُمتُ أنّكِ كنْتِ لي
وحلمْتُ أنكِ كنتِ شاهدةً على موتي
سهوْتُ.. بكيت
جئتُ مشمّراً ساقي إليكِ
وأنتِ أبعدُ من رؤايْ
وعلى قفايْ
الحزنُ ينبتُ وردةً صفراءَ
أهربُ منه كيْ ما ألتقِيهْ
وأضِيعُ فيهْ!
وتمرُّ قدّامي فلولُ الظافرينَ بلا حروبْ
غنّيتُ، ضاع الصوتُ بين الطيِّبينَ
وبين تجّارِ العيوبْ !
وضحكتُ، يا لسذاجتي
زمنٌ يهزُّ الراسياتِ من الجبالِ
فعلّمي قدمي الثباتْ !
(2)
كفني رموشُكِ فاستريني
في زمانِ الرُّعْبِ والحمّى أجيئكِ راجلاً
كفّي بلا سيفٍ وصدري مشرعٌ للرّيحِ..
أنتظرُ الإشارهْ !
كنت أجهلُ أنّ حزنَكِ بعضُ حُزْني
في زمانِ الرُّعْبِ أبدلتِ الرّياحُ مسارَها
وعلِمْتُ أنِّي لم أغيّرْ رقصتي!
الساعة النّعْسَى ولغط العابرينْ
والملْصقاتُ على الجدارِ تغيّرتْ
أسمي تغيّر مرتين!
ولم يعدْ في دفترِ الأحوالِ عُنْواني
تغيّر كلُّ شيءٍ حوْلَ خاصِرتي
ولكنّي بقيتُ لأنّ صوتي..
مهرجانُ الدمْعِ ألبسَهُ الطهارهْ!
(3)
عيناكِ منفَى،
كلما أقلعْتُ منه يردُّني شوقٌ إليهْ
فأعودُ محتقباً أساي وأموتُ فيهْ
كل الدّروبِ تقودني حتماً إليك!
الشوق يبدأ منكِ ، والأحزانُ
والأفراحُ تفقِدُ شكلَها وتذوبُ فيكْ
أحلَى من اللّقيا انتظارُكِ
في المحطاتِ البعيدة
كلما خطَرَتْ ببالي الأغْنِياتُ
هُرِعْتُ منتشياً إليكْ
وأعودُ طفلاً عندما ألقاكِ
أهْرُبُ من يديكِ إلى يديك!
والعائدونَ من الحقولِ تأمّلوني
كان عُشْبُ الأرضِ يرقُصُ عارياً تحتي
وتجلِسُ غيْمةٌ في ساعدي وعلى جبيني
رُبّما فرحي بأنكِ كنْتِ لي
أو ربّما حُلُمِي بأنكِ في
المحطاتِ البعيدةِ بانتظاري
هيّج الذكرى، أباح قناعَ صمْتي
عندما غنّيْتُ قامَ العُشْبُ يرقصُ والحِجارهْ
كان صوتي رائعاً
فالحُزْنُ أكسبَه النّضارهْ!
الأبيّض
خريف 1978
[email][email protected][/email]
【 ﺃﺣﻠَﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻠّﻘﻴﺎ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭُﻙِ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﻄﺎﺕِ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ
ﻛﻠﻤﺎ ﺧﻄَﺮَﺕْ ﺑﺒﺎﻟﻲ ﺍﻷﻏْﻨِﻴﺎﺕُ
ﻫُﺮِﻋْﺖُ ﻣﻨﺘﺸﻴﺎً ﺇﻟﻴﻚْ
ﻭﺃﻋﻮﺩُ ﻃﻔﻼً ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻟﻘﺎﻙِ
ﺃﻫْﺮُﺏُ ﻣﻦ ﻳﺪﻳﻚِ ﺇﻟﻰ ﻳﺪﻳﻚ !
ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﺪﻭﻥَ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻝِ ﺗﺄﻣّﻠﻮﻧﻲ
ﻛﺎﻥ ﻋُﺸْﺐُ ﺍﻷﺭﺽِ ﻳﺮﻗُﺺُ ﻋﺎﺭﻳﺎً ﺗﺤﺘﻲ
ﻭﺗﺠﻠِﺲُ ﻏﻴْﻤﺔٌ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺪﻱ ﻭﻋﻠﻰ ﺟﺒﻴﻨﻲ
ﺭُﺑّﻤﺎ ﻓﺮﺣﻲ ﺑﺄﻧﻚِ ﻛﻨْﺖِ ﻟﻲ
ﺃﻭ ﺭﺑّﻤﺎ ﺣُﻠُﻤِﻲ ﺑﺄﻧﻚِ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺤﻄﺎﺕِ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓِ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﺭﻱ
ﻫﻴّﺞ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ، ﺃﺑﺎﺡ ﻗﻨﺎﻉَ ﺻﻤْﺘﻲ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻏﻨّﻴْﺖُ ﻗﺎﻡَ ﺍﻟﻌُﺸْﺐُ ﻳﺮﻗﺺُ ﻭﺍﻟﺤِﺠﺎﺭﻩْ
ﻛﺎﻥ ﺻﻮﺗﻲ ﺭﺍﺋﻌﺎً
ﻓﺎﻟﺤُﺰْﻥُ ﺃﻛﺴﺒَﻪ ﺍﻟﻨّﻀﺎﺭﻩْ !】
? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?
هذا شعر يرقص علي حبل ببن مشدود بين قمتي جبلين بوادي عبقر. بأقتدار. دونما خطر دوار أو زلة أو أختلال وزن أو سقوط. فيحبس النفس. ويبهر. فشكرا لاتحافنا به أستاذ فضيلي جماع.
يا سلام عليك يا فضيلي ، يا لك من رائع منذاك الزمان و انت تنظم درر ، شكراً
ياسلام عليك ياهنوة والله أحنا بنحبوك وطن وشعرا وأخ بار وصديق صدوق
الأخ فضيلى حياك الله
انا من المعجبين بشعر عالم عباس وشجاعته وقصيدته العصماء التى ترجل فيها وخاطب فيها جمع من الحضور ينشد بكل بشجاعة واقتدار ما حل بالوطن من دمار
عالم عباس شاعر أيقونة هذه المنصه .عالم عباس بن غرب السودان اكتوى ما حل لأهله من دمار . عالم عباس وصمت البراكين
لك التحيه ما يقرأ هذه القصيدة نتمنى ان يكون الشاعر معنا