مقالات سياسية

عناق الضوء للضوء

تيسير حسن إدريس

غمر جميع احرار وشرفاء السودان شعور طاغي بالغبطة والسرور؛ بل كانت لحظة اختلجت فيها المشاعر حد انحدار العبرة؛ حين عانق خبر اطلاق سراح الأستاذ وليد حسين الدود المسامع ؛ فالرجل القامة قد فتح للضوء كوة في قلب ظلمات الوطن نفذ من خلالها الوعي النير والمعلومة الصادقة والخبر الصدوق الذي عرى فرعون المشروع الحضاري ونظامه الفاشل وعلمه كيف يكون (لحس الكوع) فعلا وليس جعجعة مرتجف يتحصن خلف اجهزة بطشه الظلامية.

التهنئة القلبية الحارة ازفها للأستاذ وليد ولأسرته الصغيرة الصابرة وعائلته الكريمة ولطاقم تحرير صحيفة الراكوبة الغراء ولكافة افراد الشعب السوداني الكريم بعناق الضوء للضوء ولا املك ونحن تحت عصف هذا الفرح الا أن اقول مقتطف من قول الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش:

(لماذا نحاول؟
و الكلمات التي لم نقلها
تشرّدنا..
و كل البلاد مرايا
و كل المرايا حجر
لماذا نحاول هذا السفر؟
هنا وقف النهر ما بيننا
حارسا
يجهل الضفتين
توأمين
بعيدين، كالقرب، عنّا
قريبين، كالبعد، منّا
و لا بد من حارس
آه لا بدّ من حارس بيننا،
كأنّ المياه التي تفصل الضفتين
دم الجسدين
و كنّا هنا ضفتين
و كنّا هنا جسدين
و كلّ البلاد مريا
و كلّ المريا حجر
لماذا نحاول هذا السفر؟
كأنّ الجبال اختفت كلها
و كأنّي أحبّك
آه.. يا خلف عينيك.. يا بلدي
كنت ملتحما
بالوراء الذي يتقدّم
فاتهموني..
علّقوني على البرج
و انصرفوا
لترميم قصر الضيافة
كأني أحبّك حقا
كلّ البلاد مرايا
و كل المرايا حجر)
** الديمقراطية قادمة وراشدة لا محال ولو كره المنافقون.

تيسير حسن إدريس/ بريدة
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..