يانا الحوار يا ناس !؟!

بانوراما سياسية :
المشهد الأول ..
لقطة ( 1, 2 , 3 )
الكاميرا : زوم
الفعالية :
لقطة ” 1 ” :
الحوار مثل قطار حلفا الغير سريع يتهادى ويتعطف نحو الدخول إلى عطبرة بعد أن ملأ كل الراكبيه ومسطحيه وحتى المودعين بغبار أسمنت عطبرة ” فخر الصناعة السودانية ” ولسان حال القطر يقول : الدحفلى قلبى إنقطع .. الدحفلى قلبى إنقطع .. يالميرغنى قلبى إنقطع .. تلحقنا وتنجدنا من سموم العتامير . . وهبوب أم شير ..
وصل قطار حلفا عطبرة فى تمام الساعة 18 ونص ما معروفة بالليل ولابالنهار من كترة العجاج : طعمية وعيش .. ايوة الزلابية , جنا الجداد ستى بى خمسى .. مباراة هى يالمنصورى .. الشاى .. سادة والتانى باللبن .. التسالى .. فول الحاجات .. المدمس والمحمص .. الدوم .. زحمة ناس رايحة وناس جاية .. واحدين مودعين بلا مسافرين , وواحدبن عاشقى الوجوه الراحلة أبدا .. من مدرسة ظبية البص السريع .. لكن دا قطر حلفا .. حقو تقولوا يا ظبية البص الكتيع . لم أجد بغيتى لافول لاطعمية ولاحتى جرم . أدروب شنو عندك ؟ حلاقة إن كان تدور نحلق لك .. بطيخ القاش الله تعلم رأسك تشوف .. ليه بتحلق بى غاز الميثان .. لكن يا أدروب النفرض فى أثناء الحلاقة ولسة إنت ما شطبت يعنى رأسى بقى زى راس كارلويس والقطر إتحرك من المحطة تعمل شنو ؟ فى الدامر الحلاقة تتم .. أتوس إنت يا أدروب .. تبدأ الرأس فى عطبرة وتتم الباقى فى الدامر بتحلق بى ميج 21 .. والله القطر دا من الأول للأخير زول يقول أدروب أحلق لى ما فى ؟ لكن يا أدروب دى مجازفة الواحد كيف يخت ليك رأسو فى محطة قطر ..
– والنفرض القطر صفر شالو ..
– طوالى الدموع من عينى سألو ..
– إنت عاشق يا أدروب ما حلاق ..
– كلو واحد .
لقطة ” 2 ”
الكاميرا ” تحوم ”
وبعد رحلة قطعها الحوار الوطنى الذى بدأ فى أكتوبر وإنتهى فى مارس , كأنها الرحلة ما بين حلفا وعطبرة , أخذت معها كل ماء العيون من نقاشات وإحتدامات ومداولات وإرهاصات .. بفتح عبقرى .. يسد كل المنافذ والطرق على المتربصون تهادى فيها المتهادون كقطار حلفا لاريث ولاعجل .. وهرول فيها المهرولون .. وأفك فيها الأفاكون ليصل بنا قطار الحوار إلى خلاصات وتوصيات وقرارات وهى ما تخيف لأنها قد تكون ملزمة ولها قوة القانون لأنها مخرجات كل القوى السياسية من حزبية التى ناهزت الثمانون حزبا وفى رواية اخرى مائة وواحد والأحرى بهم أن يجعلوها 100 + 1 لتقعد ميكانيكية بدل قرفصائبة فضلا عن قوى منظمات المجتمع المدنى التى جئ بها كراقصى الصقيرية يخوون على هامش الحوار رغم التواجد الفعلى فى الزمان والمكان . كذلك الشخصيات القومية صاحبة الحيثية فى مثل هذه الملمات . . فمن ناحية سياسية إن هذا الأمر يزعج الحزب الحاكم .. وربما التوصيات والقرارات والتى غالبا ما يكون لها قوة القانون أن تفرض مالاترضاه حكومة الحزب الحاكم وهى التى جاءت عبر إنتخابات حرة نزيهة شارك فيها معظم ابناء وبنات الشعب السودانى فى الداخل وفى دول المهجر , فكيف يعترض سبيل الشرعية بشرعية أخرى ميكانيكية ؟! .. والشعب حسب الديمقراطية هو مصدر السلطات .. وفى ذات الوقت ليس من صالح قوى المعارضة ” أحزاب الخارج والداخل ” ? أى الذين فى الحكومة والذين خارجها ? أن تستمر الأوضاع على ما هى عليه , الأمر الذى يقوى ويعضد نفوذ حكومة الإنقاذ .. والذى ربما يعطل كل الأجندة التى تواضعت عليها قوى المعارضة والتى فشلت فى إسقاط النظام بالوسائل غير الحميدة لإسقاط النظم من تظاهرات , أو إنقلابات وإعتصامات إ لخ تلك الآليات .. وبالتالى أصبح لديها رهان واحد وهو السيطرة على مخرجات الحوار وتوجيهها نحو غاياتها المنشودة ? أعنى ذر الرماد فى العيون – .. وهذا ما يجعل الحكومة والمعارضة فى إشتباك مستمر لاإنفكاك منه فى القريب العاجل ..
أما جماعة ” البدائل ” المنطقية والغير منطقية أخذوا يلمعون وأجهات أوراقهم للإستئثار بنصيب وافر من هذه الربكة المنظمة سياسيا وطائفيا .. والغريب أن وفاة الشيخ الترابى حفزتهم أيما تحفيز , كأن الترابى كان يسد لهم الذرائع حسب منهجه الذى إختطاه لهذه القوى .. أما الحركات المسلحة فحدث ولاحرج أتت إلى الخرطوم كمن يخاف الدخول فى المكان المظلم وعينها على القوى الأخرى التى تعيها جيدا أكثر من غيرها .. وهى خالية الوفاض من مقررات نيفاشا و من توصيات الدوحة , بل بحثا عن أرخبيل مفاوضات أديس ابابا فى عيون حسان الخرطوم على ما أظن .. الذى ربما يتجاوز الشرعية النيابية ويعطيها حقا لا أساس له من ميراث الشعب السودانى .. محاصصة فى الوزارات ومؤسسات الدولة , فضلا عن أمنا وسلاما لم يوفروه لأهاليهم وهم حاملون للسلاح . إن مقررات وتوصيات الحوار وقبل أن تدخل إلى المؤتمر العام للحوار تحمل فى طابعها السياسى الروح الطائفية والقبلية وزكم الإدرارت الأهلية سيئة الصيت , التى حاولت تلميع نفسها بكل ماهو نفيس من إستخراج للذهب ورصف الطرق وإنارة المقابر .. التى حشدت لها كوادرها لملء الفراغ الذى أحدثته جلسات ومداولات الحوار الوطنى طيلة خمس أشهر , والتى كأنما كبلت بها الأحزاب السياسية فى أن تمارس نشاطها متزامنة مع مداولات ونقاشات الحوار الوطنى .. إن العالم يتقدم للأمام وليس للوراء والذين يبحثون عن الديناصورات التلقيدية من خلال الإعلام الإجتماعى المحمول واهمون , إن الدولة السودانية قد تجاوزتهم تماما بعد أن أشبعوها لعبا ومراوغة دون نتيجة كحال فرقتنا القومية .. حيث أجادوا فن التقهقر والإنطلاق من الخلف وتبديل الأوجه والمبادئ على حساب أبناء الشعب السودانى الشرفاء. ليعيدوا إلى واقعنا سيرا فاسدة ترهلت وأصابها البوار فى الداخل والخارج وما عادت تقنع حتى حامليها .. أما أنتم الفاطميون الأولى ؟ .. أما أنتم أبناء جهينة ؟ .. أما أنتم حفدة التركية البائرة عالميا ؟ .. أما أنتم الذين دفنتم رؤوسكم فى الرمال حيث لارمال .. أما أنتم لاعبى الإحتياط السياسى الغير مؤسس .. أما أنتم .. أما أنتم .
لقطة ” 3 ” :
الكاميرا ” نوم ”
أنتم :
فى الختام نقول لكم مسئولين مسئولية كاملة عن هذا التدنى فى كل أوجه الحياة إقتصاديا وسياسيا وإجتماعيا حيث كنتم تفعلون ذلك من خلف الكواليس, وعليكم الآن أن تتحملوا ذلك فى مواجهة أجهزة العالم الذى دعمكم لوجستيا وماديا وسئم خساراتكم الكثيرة وعجزكم المستمرة فى بناء الشعوب ورفاهيتها .. هنا وهناك .. إعتقد أنكم أدركتم إلى ماذا أرمى …!؟

E:[email protected] j

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..