مقالات سياسية

جديد شباب الأحزاب..أو تعجيل ثورة الشباب!ا

جديد شباب الأحزاب..أو تعجيل ثورة الشباب….!!

محمد عبد الله برقاوي..
[email protected]

حسب سجلات قانون الأحزاب بالسودان فان العدد المسجل رسميا هو ثمانون حزبا بالتمام والكمال ..ولست أدري هذا الكم الكبير هو قبل انتقال الأحزاب الجنوبية في قاطرة الانفصال أم بعده..؟
لابأس.. فالأمر لن يفرق كثيرا اذا ما نظرنا الي مدي فعالية تلك الأحزاب علي الأرض من حيث الكيف من عدمها ..ففي أمريكا احزاب كثيرة ولكن كرة السلطة تتداول بين الحزبين الكبيرين ..الديمقراطي والجمهوري مع بعض الدخلات الخشنة عند منطقة الثمانية عشر من حزب اخر أو اثنين ولكنهما لايصلان الي خط الستة ولا حتي مربع ضربات الجزاء.. وكذا الحال في بريطانيا التي بالكاد كسرت قاعدة التزاحم بين حزبي العمال والمحافظين في انتخابات العام الماضي اذ دخل حزب الاحرار الي دائرة سنتر السلطة شريكا .. بعد ان جلس طويلا في دكة المعارضة ..وقس علي ذلك في كثير من الدول عريقة الديمقراطية وطويلة التجارب..
أذن العبرة ليست في كثرة الأحزاب أو قلتها بقدرما هي مسألة أهداف بعيدة المدي وبرامج تتجدد مع واقع الحال الداخلي والخارجي وقبل ذلك تلمسا حقيقيا لحاجة المواطن الناخب الذي يمسك بزمام اختيار الحزب المؤهل للمرحلة من خلال برنامجه في الاستحقاق الانتخابي..وكلها بالطبع امور تأخذ برقاب بعضها بدءا من تجدد دماء الحزب نفسه بين فترة وأخري خروجا من دائرة الهيمنة .. ونفيا لتكريس عبادة الفرد أو مبدأ الزعامة المطلقة التي يمكن ان تطعن في قناة حرية الممارسة الديمقراطية في حد ذاتها..
الأن نحن لدينا من بين كل تلك السبحة الطويلة من الأحزاب مجموعة تحسب علي اصابع اليد الواحدة أو دونها هي التي يعرفها الناس مثل جوع البطن من قبل أن يشرق علينا فجر الاستقلال وبعده .. موحدة في مرحلة ومنقسمة ومفتتة في مراحل أخري ..لاسيما حينما تتصادم وتتصالح مع انظمة العسكر التي..تخرج لها البطاقات الحمراء في بدايتها..ثم تتقارب معها في دافوري خفيف وتتحالف معها في المباريات الودية ..وتشتري منها اللعيبة المشاترين في المباريات القومية..لجعلها تهدف عكس الهواء وسط تصفير الجماهير..
الأن نحن نعيش وسط اقليم هائج بالثورات وهي شبيهة بما حدث في أروبا التي انعتقت من الملكيات المتجبرة وسطوة الكنيسة ورجال الدين ومحاكم التفتيش و صكوك الغفران وانتقلت الي شكلها الحالي من الديمقراطية الحقة التي تعتمد علي احترام حقوق المواطن كناخب وكانسان..مع اختلاف بسيط هو ان التحولات في عالمنا العربي تتم بثورات شعبية يستعيد فيها الشباب دوره المغيب طويلا في المشاركة الفعلية في ادارة شئون الدولة والحكم..وقد اصطدمت فورة تلك الفئة التي فاجآت العالم كله…باحزاب أ صابها التكلس في مفاصلها القيادية فلم تستطع الركض مع دماء الشباب التي كسبت السباق في الشارع الجديد المؤدي الي تحولات جذرية ستكتمل دوائرها في زمن و جيز لتلف كل العالم العربي…لذا فكانت النتيجة الطبيعية لعدم تكافؤ الطاقات في السعي لابتداع ذلك الغد المنشود ان تقدم الشباب علي الأحزاب في الريادة وقيادة دفة الابحار نحو شواطيء ذلك الأمل ..فيما ظلت أحزابنا التي يفترض انها كبيرة ومؤثرة تراوح مكانها كما وكيفا وتحديدا في حالتنا السودانية..تنتظر ان تاتيها الكرة سائغة الي اقدامها وهي مسترخية عند خط النهاية لتثتأثر بتصفيق الأحراز .. وهو أمر لن يتكرر كما حدث في تجارب سابقة ..نظرا لتنامي وعي الشباب السياسي والوطني في ظل ثقافات جديدة علي المستوي الاعلامي والتنظيمي المواكب للتطور التقني ..مما باعد في شقة العقلية التي يفكر بها شباب ثورات اليوم عن ذهنية الأحزاب التقليدية والحديثة معا والتي لايملك كثير من قادتها ناصية التعاطي مع الحاسوب والأنترنيت ولا يعرف كيفية ارسال أو استقبال الرسائل الألكترونية ..فضلا عن حتي امتلاك شجاعة التشاور مع انفسهم في تجديد دماء احزابهم قيادة وبرامجا بما يمكنها من دخول السباق ..
وذلك كله عجز وسبب يجعلهم قابلين بحكم التاريخ والجغرافيا والمنطق أكثر قابلية للذهاب مع خور السيل العارم الي ضفة التقاعد الأبدي..ليفسحوا المجال لمن بعدهم من شباب اليوم لقول كلمتهم ..اعانهم الله المستعان .. وهو من وراء القصد

تعليق واحد

  1. مبدع والله والله الكل يقرْ مقالاتك وخصوصا عصبة السفلة الكيزانية

    لاكن هولاء مصيريهم عما قريب الى مزبلة التاريخ

  2. استاذ برقاوي : هذا بالتحديد ما جعل الحبيب الامام يضرب اخماسا في اسداسا و يقرر ان ينهي حياته السياسية – ان لم يكن كل حياته – بأكبر اثم في تاريخ اثامه المتراكمة منحازا الي من انتزعوا منه السلطة و مصافحا اليد التي لطمته و لاثما الثغر الذي وصفة بابشع الاوصاف , حقيقة اني لأحزن لهذا الرجل الذي كلما كبر في السن صغر في الفعل – هل يمكن لعشق السلطة ان يؤدي بصاحبه الي هذا الدرك ؟ اني بصفتي انصاري سليل انصار اتبراء من هذا المعتوه .

  3. سبحان الله والله افعال الصادق المهدى تحير

    بعد العمر ده عايذ يوصلنا لوين

    22 سنه والبلد مغيبه تماما

    الى ماذا تريد ان تصل مع هذه الجماعه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..