قنبلة دارفور الموقوتة وانكار البشير العلاقة مع الاخوان المسلمين

كثر الجدل هذه الايام عن مايسمي بالاستفتاء الاداري لدارفور الذي ولد ميتا وسينضم عاجلا ام اجلا الي بقية المشاريع الاخري في المقبرة التاريخية الكبري المتفردة للمشاريع الانقاذية وماذا حصدوا من كارثة نيفاتشا والتذلل للادارة الامريكية وجماعات المصالح الدولية المشبوهة التي تبنت تلك الاتفاقية ودفعت بالامور الي تقسيم السودان اضافة الي تملق المجموعات الانفصالية الجنوبية وماذا حدث للسودان جنوبه وشماله بعد كل ذلك الجهد الذي ذهب ادراج الرياح حتي يحاولوا اليوم مع دارفور علي الرغم من الفارق الجوهري بين تلك القضية وبين الوضع في الاقليم وجنوب السودان السابق.
كل مايقال في هذا الصدد اننا نحمد الله ان دارفور بكل خلفياتها السياسية والاثنية محصنة تماما وبنسبة مليون بالمائة من النعرات الانفصالية والتقسيم المستحيل علي الارض عدا النعرات القبلية المتصاعدة التي تولدت من الازمة العميقة والمعقدة والتي اصبح الجزء الاكبر منها خاصة علي الصعيد القانوني خارج نطاق السيادة السودانية ولكن تبقي قضية دارفور في النهاية امر بالغ الخطورة خاصة عندما يتقاتل ابناء الاسرة والعائلة والعشيرة الواحدة علي ثروات مطمورة في باطن الارض تدار امورها بطريقة عشوائية وبدائية بواسطة السلطة والمتعاونين معها ويبقي الوضع في دارفور ايضا بالغ الخطورة بابعاده الخارجية المعروفة ولحسن حظ المتبقي من المجموعة الاخوانية الحاكمة في الخرطوم ان النظام العالمي الفاشل منشغل تماما وغارق حتي اذنيه كما يقولون في الفوضي الاقليمية الخطيرة التي اشعلها كبارهم الذين تطاردهم لعنة العراق وتدمير الدولة القومية في ذلك الجزء المهم من الخارطة الاستراتيجية الاقليمية والدولية مما جعل التعامل مع قضية دارفور بعيدا عن دائرة الفعل الدولي ولكنها تبقي خاصة في الجزء المتعلق بالاوضاع الانسانية وحقوق الانسان قنبلة موقوتة تجعل تسويق النظام السوداني الراهن بوضعه الحالي امر مستحيل علي الاصعدة الدولية والعلاقة مع النظام العالمي الذي يعاني بدورة من الفشل المتلاحق في ادارة الازمات والاعتماد علي قوة العضلات واستعراض القوة دون العقل في مرحلة مابعد احداث سبتمبر الشهيرة وحتي هذه اللحظة وعلي الصعيد السوداني لن تفيد المحاولات المرهقة للاندماج في التكتلات العربية الراهنة التي لن يكون لها تاثير علي الوضع في السودان علي المدي القريب والبعيد الا علي الاصعدة الادبية والدعائية ولن تفيد المحاولات البائسة لترقيع الاوضاع السياسية في السودان ولا انكار البشير للعلاقة بينه وبين التنظيم الدولي والداخلي للجماعة في ظل هذه الاوضاع الخطيرة وبعد ان تمكنت الحزبية العقائدية من الامور علي انقاض الدولة القومية السابقة وبعد ان دفع هو شخصيا وبعض رموز حكمه ثمنا غاليا واصبحوا ملاحقين دوليا لاول مرة في تاريخ البلاد والمنطقة والعالم اجمع دون النخبة الاسلامية المنقسمة بين الولاء له والتمسك به وبين البعض الذين قفزوا من مركبهم ببراعة فائقة واصبحو يقترحون الحلول ويخططون لمستقبل السودان المجهول.