مقالات سياسية

بقلم صلاح عووضة … أم .. الطيب مصطفى ..!

حينما تكون الكتابة فقط لمجرد تسطير الحروف دون التمعن في شكل ومضمون ما يكتبه صاحب القلم لاسيما إذا كان عموده راتبا فإن ذلك لا يخرج من أحد إحتمالين ..إما أنه يريد تحليل ما يتقاضاه من مقابل فيكون ذلك أقرب الى تحريم عرق الجبين .. وإما أن معين يراعه قد نضب ونفدت مقومات فائدته طعما ولونا ولكنه لايريد الإستسلام لهذه الفرضية الممضة الأوجاع كالتي تنتاب السيدات عند بلوغهن سن اليأس !

لم أعتد والله الشاهد أن أهاجم زميلا وأنا أعاقر الكلمة بإدمان منذ السبعينيات رغم أن أمواج الهجرة قد أخذتني الى ضفاف ليست بعيدة بمقاييس اسفار البعض التي ابعدتهم الى بلاد الفرنجة أو حتى عزلة الذين غرقوا فيها داخل الوطن فباتوا غرباء أكثر من الذين حملتهم أجنحتهم الى خارج الحدود !
فظللت متابعا و أكتب متى ما عنَ في الخاطر ما أرى أنه يستحق أن يصل الى عقول الناس قبل عيونهم والوطن في حوجة لكل حرف يكون ولو خيطا رفيعا في خارطة مستقبله ونحن نريدها ملونة بكل جماليات اطيافها التي عشناها ونحلم باعادة رسمها قشيبة كما كانت أنموذجا لبلد كبير في مساحة أفقه و شامخا في عمود قامته .. يستظل به مواطنه دون تمييز أو إقصاء أو شتات .

ولكن ما دفعني اليوم وأنا لا أخفي إنفعالا لا يساورني كثيرا عن إختلاف الرأي الذي لا يفسد للمودة قضية .. !
فقد قرات بكل أسف ومن ذات الوعاء مع تبدل الإسم من الإنتباهة الى الصيحة الذي سخره لإيقاظ الفتن صاحب منبر ما يسمى مجازا أو بهتانا بالسلام العادل !
مقالا غريبا لآحد كتاب الداخل وهو زميل لطالما كنت أكن لحرفه الإحترام قبل أن يتراجع الى مستوى الكتابة من أجل تحبير مساحاته المدفوعة الآجر لمجرد أن يقول ..نحن هنا !

إذ لم يكن كاتب المقال الذي لا يخلو من التحريض وهو يقارب الكراهية العنصرية هو الأستاذ الطيب مصطفى صاحب إمتياز الصحيفة التي جاء فيها ذلك العمود المارق فالرجل معروف عنه ..انه نحر ثورا في سواد لون العنصرية البغيضة .. بل كان كاتب العمود الماسخ هو الأخ الأستاذ صلاح عووضة الذي عانى أهله كثيرا من عنجهية أهل شمال الوادي وهم يسخرون من شخصية عم عبدو البواب أو عصمان الطباخ في استخفاف بالعمامة النوبية بل و الجلابية السودانية في أفلامهم التي لا زالت تُعرض دون مراعاة لدولايب الزمن التي سبقت برياح التعليم والثقافة في جنوب الوادي تلك الخُطى المصرية وهي لا زالت مكبلة عند تلك الفكرة الساذجة !

لا يا صلاح فحكومتك لم تكن صائبة الوجهة أو درست بتريث قراراتها حيال أهل الجنوب ولا أقول حكامه .. و ليست في ذلك القدر من الحكمة التي تندرت بها أنت وهي تضيق الخناق على المواطن الجنوبي المسكين الذي لازال يحسن الظن في اهل السودان وقد كان موحدا فليتجي الى أحضانهم و أوار الحرب مشتعلا في غاباته المحترقة إما بيد عمرهم أو عمر الشمال وحتى بعد ذهابهم في دولتهم التي توقف نموها في مهدها المشتعل بكتل اللهب التي يتبادلها حكام الشطرين وكل منهما يغني على ليلاه !
ان تقول لأهل الجنوب تستاهلوا ما جرى لكم .. فتلك شماتة يربأ بها كل قلم رشيد ..وأن تثني على اندفاع حكومة الإنقاذ التي لا تقيس الأمور بميزان الفكر الإستراتيجي وإنما تتعامل دون هدوءٍ وتروٍ بهجيان الخواطر كردة فعل تتأتى بالسهام الى صدر العلاقات البينية بين أهل الأمة الواحدة ولا نقول الشعبين ولا يصدها ذلك الحائط الذي تدعو انت الى إعلائه حتى يحول دون تواصل وامتزاج الدماء التي اراد لها خطل السياسين أن تنسكب خارج شرايين كلا الطرفين بعد أن تتقطع تلك الأوردة الأزلية بسكاكين الفصام الذي فرضته قوة فوق إرادة تلك الأمة المكلومة بطغيان وتسلط قادتها في غفلة زمانها !

فإن لم تجد ما تكتبه أخي صلاح .. فليس من اللائق أن ينيبك صاحب الإمتياز لتحمل قلم القباحة عنه في غمرة تواريه هو خلف حجب ما يدعيه من معارضتة المزعومة لنظام الإنقاذ الذي كان أحد خيوط بردته الرثة التي أثقلها قمل الفشل .. ولا نريد لقلمك أن يكون مكسورا بكتابة ماهو سيء عندما يستعصي عليه الحرف الجميل .. وما أعزب لغة الصمت حينما يعز على اللسان طيب القول ..!
وعذرا .. بل العتبى لك إن تجاوزت قليلا وسرحت سباحة في موجة الإستنكار الذي قد يكون مشروعا في نظر من يتمتع بروح الصحفي الرياضية .. وقد لايكون مقبولا من وجة نظر من لا يرى إعوجاج رقبته.!
وأحسبك لست كذلك !

الجريدة
[email protected]

تعليق واحد

  1. لماذا تقترض انك صاح وصلاح عوضه خطأ من انت ختى تتكلم باسم الملايين الذين يرون فى قرارات الحكومه صاح ميه المائه حتى الرئيس لما عرف ذلك تراجع عن قراراته الجنوب دوله مستقله والشعب الجنوبى هو من عمل ذلك وصوت للانفصال فعليه تحمل المسئوليه كامله كفايه اوهام كفايه عواطف لاتسمن ولاتعنى من جوع كل انسان يجب ان يتحمل ما اغترفة يداه

  2. وكما كثيرين فجعني اليوم اخي صلاح وانا من المتابعين..حيث انحسرت بحور انسانيته اليوم حتى شواطئ صيحة الشؤم القاحلة..فوجدت له عذرا بان احدهم هكر حسابه وكتب عنه ما راينا في حق اهلنا..قبل اسبوعين كنت في الخرتوم..فاجات شخصين جنوبيين بان قلت لهما “تاني ما تمشوا من هنا” دي بلدكم كمان..فضحكا وقبلا الدعوة بارتياح عميق..مقال اليوم “رهيف” في حق كاتب هائل متل اخي صلاح..سنحاول ان نجد له عذرا..

  3. يعنى واحد من اتنين يا يشتم الحكومة طوووووووااالى ما يقول حبة حقيقة ولو مرة واحدةة يا عنصرى واشياء اخرى
    يا سادة كلام عووضة ما صاح الخطا فيه شنو ؟

  4. سيد محمد صلاح عووضة ليس فاقدا للبوصلة بل فاقد للهوية السودانية ثقافية كانت او تأريخية او حتي تأصيلية الرجل لا يعبر عن حالتنا السودانية الخاصة الا بتلبيس الخال السوداني بالمصرنة واسقاط التفكير والنهج المصري في حياتنا حتي التعبير والكلام والجمل مستاقة ومستوحاة ومستنزلة مصريا نطقا وفكرا ولفظا فأي سوداني هذا؟ ربما سخر الرجل من فاقد الهوية الطيب مصطقي وعبده الرزيقي لأشغال السودانيين بالتوافه والمقالات الفارغة المضمون بل كل مقالاته تجدها تعبر عن نرجسية تكمن في باطن كلامه لتكشف انتماءه المصري القبيح بينما نحن اغلب القراء نحتاج الي كتابات سودانية خالصة الفكر والتعبير لنغهم ونعلم بالأحداث الحاصلة ونحتاج الي مفكرين سودانيين يدفعهم حب الوطن والأنتماء الروحي والحب لربوع الوطن وشعبه حتي لايضيع الوطن وتتوه احيالنا الشابة في ثثقافة الشعوب الأخري خاصة المصريين واللذين لااعرف لهم ابداعا مطلقا بل شاء القدر ان يكونوا ملتقي المستعمرين علي مر العصور فأبدعوا في سرقة ادب وفكر الغير فخدعوا بها السذج من انصاف المتعلمين واصحاب القلوب الطيبة ولكنهم انتشروا بثقافتهم الهوائية في تفكير بعض المتسلقين والمتسودنين ليسرقوا ارادتنا الحرة المباشرة في فكرنا وثقافتنا . نرجوك استمر في كشف المستور وازالة الضمور في العقول لجماية شبابنا من هؤلاء المتسطحين. اللهم اصلح بلادنا واحفظ شعبنا

  5. والله انت أرقى وعالم وتستحق لقب كاتب عملاق لكن هيهات مع ناس اكلونا و ظلمونا البراغيث

  6. يد محمد صلاح عووضة ليس فاقدا للبوصلة بل فاقد للهوية السودانية ثقافية كانت او تأريخية او حتي تأصيلية الرجل لا يعبر عن حالتنا السودانية الخاصة الا بتلبيس الخال السوداني بالمصرنة واسقاط التفكير والنهج المصري في حياتنا حتي التعبير والكلام والجمل مستاقة ومستوحاة ومستنزلة مصريا نطقا وفكرا ولفظا فأي سوداني هذا؟ ربما سخر الرجل من فاقد الهوية الطيب مصطقي وعبده الرزيقي لأشغال السودانيين بالتوافه والمقالات الفارغة المضمون بل كل مقالاته تجدها تعبر عن نرجسية تكمن في باطن كلامه لتكشف انتماءه المصري القبيح بينما نحن اغلب القراء نحتاج الي كتابات سودانية خالصة الفكر والتعبير لنغهم ونعلم بالأحداث الحاصلة ونحتاج الي مفكرين سودانيين يدفعهم حب الوطن والأنتماء الروحي والحب لربوع الوطن وشعبه حتي لايضيع الوطن وتتوه احيالنا الشابة في ثثقافة الشعوب الأخري خاصة المصريين واللذين لااعرف لهم ابداعا مطلقا بل شاء القدر ان يكونوا ملتقي المستعمرين علي مر العصور فأبدعوا في سرقة ادب وفكر الغير فخدعوا بها السذج من انصاف المتعلمين واصحاب القلوب الطيبة ولكنهم انتشروا بثقافتهم الهوائية في تفكير بعض المتسلقين والمتسودنين ليسرقوا ارادتنا الحرة المباشرة في فكرنا وثقافتنا . نرجوك استمر في كشف المستور وازالة الضمور في العقول لجماية شبابنا من هؤلاء المتسطحين. اللهم اصلح بلادنا واحفظ شعبنا

  7. خلاص عايزين تنصبو ليو المشانق والمحاكم …عايزين تمسحو كل تاريخو في الكتابة …طيب اعملو ده اول شيء مع المجرمين سارقي السلطة وقوت الشعب ولامن تنتهوا تعالو لعووضة بس عندي رجاء خلو اخر واحد بعد ماتنتهوا من كل الكيزان والموالين والمتوالين ساكني القصور والفلل من دم الشعب …
    بطلو شخصنة ومصادرة اراء عايزين تقولو كلام غير كلامو قولو وكل واحد حر يقتنع بالراي البعجبو …دي مش برضو بسموها الحريات يادعاة الديمقراطية

  8. أخالفك الرأي أخي برقاوي فيما ذهبت اليه .. هناك كم هائل جداً يؤيدون عووضة فيما قال لأن الجنوبيين اختاروا دولتهم بمحض ارادتهم وصوتوا للانفصال بنسبة 99% عليه نرحب بهم لاجئين لا مواطنين وكفانا عاطفة . وبعدين أنت صحفي كبير ويشهد الله أنني احترم قلمك ورأيك أيضاً .. جاء في مقالك ان الطيب مصطفى نحر ثوراً فالثور لا ينحر بل يذبح والنحر للابل .. خطأ بسيط بالنسبة للعامة أما بالنسبة لك في اعتقادي الشخصي غير مقبول .. لك العتبى حتى ترضى وان رضيت أخي برقاوي .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..