«التينجي».. الوحدة عبر الهندام

في سوق «كاستم» بحاضرة الجنوب «جوبا» يتقارب شكل الألوان بفعل «التينجي».. قميص شباب الجنوب المميز اذ ان اكثر الأشياء المعروضة في السوق من «التينجي» قميص الرجال المشجر المشيأ بألوان شجر الغابة وثمارها وألوان جلود الحيوانات الأليفة والمفترسة منها..
الألوان الافريقية الحارة التي تزين القميص صارت تميز انسان الجنوب المتمسك بافريقانيته في الملبس والمأكل..
تشتهر «جولي» وهي شابة من يوغندا بأنها صاحبة اكبر محل لبيع قمصان الشباب المشجرة «التينجي» بلغة اهل الجنوب تستورده براً من يوغندا وتوزعه على صويحباتها من جنسيتها اللائى يسيطرن على بيعه في السوق ومن ثم يقمن بتصديره الى أسواق الخرطوم تحديداً شارع الدكاترة ام درمان والسوق الافرنجي العاج بألوان «التينجي» الزاهية..يصف بائع بسوق ام درمان «التينجي» بأنه بارد لاتساع اكمامه ليسهل دخول الهواء وخروجه بلا حابس، الاغلبية من المشترين من اهل الشمال نتاجاً للتداخل الثقافي والمجتمعي بين الجنوب والشمال في اشياء كثيرة اهمها «الهندام» وفي الغالب المشترين من شريحة الشباب ويفضلون القمصان المشجرة التي يغلب عليها اللون الاخضر الفاتح وسعره في جوبا «17» جنيهاً وهنا بين الـ «20-40» جنيهاً حسب اللون والخامة والقمصان غالباً تصل من جوبا قادمة من يوغندا وكينيا والكنغو مصدر صناعة «التينجي»..
محمد الفاتح احمد عثمان خريج جامعة جوبا يفضل ارتداء «التينجي» على مدار العام.. امتلك منه ألوان شتى خلال دراسته بالجامعة أو هدايا من اصدقائه الجنوبيين أو بحر ماله من سوق ام دمان.. يقول محمد الفاتح ان التداخل المجتمعي مع زملائه في الجنوب جعلهم يرتدون «العراقي» وارتدينا نحن «التينجي» واضاف ان مطربين كشرحبيل احمد والجيلاني الواثق والنور الجيلاني استطاعوا بارتدائهم المستمر لـ «التينجي» في عروضهم الغنائية ان يجعلوا منه زياً محبباً في الشمال..
ويعتبر الوزير كمال عبداللطيف اشهر من ارتدى «التينجي» خلال الفترة الماضية حينما دشن الحملة الانتخابية للرئيس البشير بمدن جنوب السودان.. هل كان «تينجي» من كاستم أم يا ترى من شارع الدكاترة ام درمان؟!

الخرطوم: حسام الدين ميرغني
الرأي العام

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..