إعلانكم يقطع (لسانكم)

قال المدعو أحمد بلال أن حكومته حرة في أن تعطي إعلاناتها للصحف التي تختارها،ولو قال هذا(الكلام الما مسؤول)أي سادن آخر لما توقفنا عنده،ولكن صفة المذكور أعلاه هي المتحدث الرسمي باسم الحكومة.
والإعلان الحكومي،لمن لا يعرف،هو مال عام،يصرف من خزينة الدولة،والخزينة نفسها تجمع هذه الأموال العامة من كافة المواطنين في جمهورية السودان.
وبحسب كلام الناطق الرسمي،فحكومته حرة في أن تنفق الأموال العامة(الإعلان في هذه الحالة)على الصحف التي تريدها،ومعناها الموالية للحكومة،والتي تطبل لها،ولا تعارضها.
والإعلان في هذه الحالة،يعني إغداق المال على هذه الصحف،بما يجعلها تزيد من حجم دهنستها للنظام،وبما يجعل رؤساء تحريرها وكتابها في بحبوحة من العيش بفضل الأموال العامة التي تنفقها حكومة أحمد بلال علي صحف المؤتمر الوطني أو الصحف الموالية لنظام الحكم.
وحرمان الصحف المعارضة من الإعلان الحكومي(وهو مال عام)،يعني محاولة تركيع تلك الصحف وتأديبها،وإرغامها علي تأييد الحكومة،لأن تكاليف إصدار الصحف باهظة،والخسائر محققة إن لم تجد الإعلان.
و ما قيل على لسان الناطق الرسمي،يؤكد أن المال العام،في أيدٍ ملوثة وغير أمينة على أقل الفروض،إن لم نقل فاسدة.
وميزانية الحكومة،لا تمول من جيب الناطق الرسمي ولا من منسوبي المؤتمر الوطني لكنها تنتزع من الناس في شكل ضرائب ورسوم،وجبايات،تتصاعد بشكل يومي،بيد أنها تصرف علي ما يخص المؤتمر الوطني كما هو بائن في حديث الإعلانات هذا.
ولأن حكومة المؤتمر الوطني تصرف المال العام على ما يهم المؤتمر الوطني،فإنها في هذه الحالة تمول أنشطة حزبها من أموال الشعب،وهذا مؤكد عندما تغيب التنمية،والعناية بالصحة أو بالتعليم من أجندة الحكومة.
ولأن حكومة المؤتمر الوطني تنفق المال العام علي(الموالين)بحسب شهادة الناطق الرسمي،فإنها تقبع في ذيل قائمة منظمة الشفافية الدولية التي تعني بإنفاق المال العام،كما إن بلادنا في طليعة الدول الفاسدة لهذا السبب.
وحتي نقرب الصورة،فالإعلان الملون في الصفحة الأولي،بآلاف الجنيهات،التي تستطيع بناء فصل دراسي في مدرسة بها رواكيب في أقصي الريف الشرقي،وحجم الإعلانات اليومية في صحف الحكومة كان بإمكانه بناء مستشفي،ومركز صحي،وفولة وحفير في مناطق يضربها العطش،ولكن حكومة أحمد بلال،بشهادة أحمد بلال،تري إنفاق المال علي صحفها،ذو اهمية،ولا تري أهمية لملايين الفقراء الذين لا يملكون ثمن حبة البندول .
ومع ذلك،فالصحف الحكومية التي يصرف عليها مال الشعب،لا يقرؤها الناس،وإن قرأوها لا يصدقون المديح الذي تكيله للنظام،لان مساوئ الحكومة لا تخطئها العين،ولأن فسادها لا يخفي على احد..
والإعلان الحكومي،وهو المال العام،المخصص للصحف الصفراء هو صفحة أخري من صفحات الفساد،حيث أن الحكومة هنا هي(الراشي)والصحف الموالية هي(المرتشي)،ومن ضمن طاقم الحكومة ناطق رسمي(ولا يختشي).
وفعلا ياود كرار المرتشى ما بختشى
لعن الله الراشي والمرتشي
لعن الله الراشي والمرتشي وان شاء الله اموالنا تدخل عليكم بالساحق والماحق والبلاء المتلاحق