
ثَمَرٌ يَضِجُّ بِمَا تَهْوَى الْمُقَلُ
قَدْ ارْتَوَى شَهْدًا وَتَشَبَّعَ بِالْعَسَلِ
ثُمَّ اسْتَوَى كَخَاتِمَةِ الاشْتِهَاءِ
دَانِي الْقُطُوفِ وَمَنهَمِلٍ
يُنَاصِبُكَ الصَّبَابَةَ عُنْوَةً
يُشَاغِبُ الرَّغَبَاتِ بَدْرًا مُكْتَمِلاً
ثَمَرٌ ضَمَّهُ الْغُصْنُ الرَّطِيبُ
أَرْضَعَهُ الإِغْوَاءُ جَهْرًا
وَعَلَّمَهُ إِشْعَالَ الْفَتِيلِ
عَلَى مَهَلٍ
صَقَلَهُ جَمْرُ الْغَرَامِ
عَلَى مَذَابِحِ الْعِشْقِ الْمُقَدَّسِ
حَتَّى تَعَتَّقَ وَاشْتَعَلَ
يَفْضَحَهُ التَّرَيُّثُ وَهْوُ يَدْنُو
يَهْفُو إِلَيْكَ يَحْدُوهُ
التَّرَقُّبُ وَالْأَمَلُ
*****************
ثَمَرٌ جَزِيلُ الْعِطْرِ عَاصِفُ الأَنْوَاءِ
شَدِيدُ التَّوَهُّجِ فِي الضَّمِيرِ الْمُسْتَتَرِ
شَدِيدُ الْبَأْسِ غَيْرُ مَعْنِيٍّ
بِقَافِيَةِ الْحَنِينِ يَنْدَلِقُ كَمَا اتَّفَقَ
عَلَى الْمُفِيدِ الْمُخْتَصَرِ
حَاسِمُ الْعَزْمِ سَافِرُ الْفِتْنَةِ
عِنْدَ مُنْعَطَفِ الْخَطَرِ
حِينَمَا تَبْدُو الْمُسَافَةُ بَيْنَ قَطْفِ
الرَّغْبَةِ وَانْفِجَارِ الشَّهْوَةِ
أَقْصُرُ مِنْ رَدِّ البَّصَرِ
يَأْتِيكَ يَعْدُو مُنْهَكُ الأَنْفَاسِ
يَقْتَفِي الأَثَرَ
يَطْلُبُ طَازِجَ الأَوْقَاتِ
مِنْ طِيبِ السَّمَرِ
فَهَلاَّ تَخْمُدُ الأَوْرَاقُ نَارَ
الاشْتِيَاقِ أَوْ تُطْفِئُ
مَا تَصَاعَدَ مِنْ شَرَرٍ؟.
لَمْ يَعُدْ لِلْهَجْرِ مُتَّسَعًا بِقَلْبٍ
وَلا لِلْبُعْدِ مُتَّكَأً وَقَدْ
شَحِبَ الْعُمْرُ
فَلْبَيْدَرُ دُونَ النَّبْعِ
مَحْضَ قَفْرٍ مُكْفَهِرُ
فَلا مَفَرَّ مِنْ وَصْلِ الدَّوَاخِلِ
بِالدَّوَاخِلِ رَغْمَ عِبْءِ الْمُسْتَقَرِّ
وَلا مَهْرَبَ مِنْ مَرْسَى الْوُصُولِ
وِإِنْ طَالَ السَّفَرُ
قَدْ طَارَحَ الْعُشُبُ فَرَاشَةً
حِينَ دَاهَمَهُ الْخَدَرُ
مُوغِلاً فِي الثَّمَرِ
حَدَّ الزَّلْزَلَةِ
مُشْعِلُ نَارَ الْمُجُوسِ
في تَلابِيبِ الْمَطَرِ
تيسير حسن إدريس
[email protected]
التحية للشاعر تيسير على هذا النظم الجميل ..شكرا لك لقد امتعتني