التقني والتقاني والأكاديمي ونهضة الأمة!!!

بسم الله الرحمن الرحيم
التقني والتقاني والأكاديمي ونهضة الأمة!!!
ب/ نبيل حامد حسن بشير
جامعة الجزيرة
لا جدال الآن على كل المستويات الرسمية والشعبية، وفي كل الدول ، أن العلم هو أساس التنمية والتقدم. نقول أن العلم التطبيقي، أي التقني (التكنولوجي)، هو العلم المقصود.
انتشرت بالبلاد عشرات الجامعات، وكلها تقريبا تركز على التخصصات الأكاديمية، والكليات النظرية والدبلومات النظرية من أجل جلب المال للجامعة ودعم الأساتذة حتى يبقوا بالبلاد!!!. الأن تحولت كل الكليات بما فيها المعتمدة على العلوم الفيزيائية (الطبيعية) مقارنة بالعلوم الانسانية، أصبحت تركز على المحاضرات النظرية، مع اهمال الدروس العملية لأنها ذات تكلفة عالية من ناحية اعداد المعامل والورش والمعدات والكيماويات والفنيين المؤهلين والتسيير، مصحوبا بضعف التمويل الحكومي. فهل يمكن تخريج متخصص في مجالات الكيمياء أو الفيزياء أو البيطرة أو الزراعة أو الطب أو الهندسة أو الجيولوجيا… الخ من العلوم الطبيعية عن طريق محاضرات نظرية فقط وترك الجزء العملي للمنهج كما هو الحال بالنسبة لخريج الفلسفة والاجتماع والتاريخ والجغرافيا ..الخ.
أستطيع أن أؤكد أن كل كليات العلوم الزراعية بالبلاد تخرج طالب زراعي لا يعرف كيف يقوم بعمل عقلة أو قيادة جرار أو تركيب وضبط ومعايرة أي آلة زراعية، وحساب تركيز أي مادة كالسماد أو المبيد وغيرها من أساسيات العلوم. بالولايات المتحدة تدرس الأجزاء العملية من أي منهج كوحدات منفصلة يتم التسجيل لها كما يتم التسجيل للجزء النظري لنفس المادة. على الطالب النجاح في كل منهما بمفرده.
كل الجامعات الجديدة بدأت بكليات الزراعة والطب والاقتصاد والتربية. السبب أن احتياجاتها أو متطلباتها من الأساتذة كانت متوفرة بالهيئات البحثية والوزارات والمستشفيات مع استغلال المستشفيات الحكومية كمستشفيات تعليمية رغما عن رداءة بيئاتها مما يجعل الطالب يعتقد أن ما يراه أمامه هو الأمثل!!!
عندما جاءت نكسة (ثورة) التعليم العالي قررت قيام جامعة بكل ولاية، وكلية بكل مدينة بالبلاد. كانت تقوم بتحويل المدارس الابتدائية المهجورة الى كليات جامعية، وايجار بعض المنازل لتصبح ادارة للجامعة وداخليات. أما عن الأساتذة، فالقليل منهم وجد الفرصة للحصول على درجات عليا من الولايات المتحدة، أو انجلترا أو المانيا أو فرنسا، والبعض من بلجيكا أو هولندا.
أما خريج الدول لأوروبية الشرقية? فكان سابقا يجد صعوبة في التعيين بالتعليم العالي, فقد كان الخريج يتخرج حسب ما يدعون بما يعادل درجة الماجستير، ولكن عندما تطلب منه شهادة البكالوريوس، فان هذه الدول لا تمنحها في الأصل. فاتخذ التعليم العالي قرارا بأنها تعادل بكالوريوس الشرف (5 سنوات). أما الجامعات المصرية فهي تخرج البكالوريوس في 4 سنوات لأغلبية الكليات عدا الطب والهندسة والصيدلة والأسنان ، أما الشرف فهو درجة / مرتبة. الجامعات الهندية تخرج طالب البكالوريوس في ثلاث سنوات فقط، ومن يقضي 5 سنوات بنجاح فيحصل يحصل على درجة الماجستير.
قبل نكسة التعليم العالي كانت هنالك معاهد متخصصة لتخريج الكوادر الوسيطة، أي فنيين، وعلى أعلى المستويات العالمية. منها المعهد الفني، ومعهد شمبات الزراعي، وكلية ابو حراز، وكلية أبونعامة، وكلية / معهد كوكو للانتاج الحيواني، والغابات بسوبا، وفنيي الأسنان ، والصيدلة وغيرها من الكوادر الوسيطة، أي ما بين الأخصائي والأكاديمي و خريج الثانوي العام. كانت فترة الدراسة في بداية الأمر سنتان واستمرت تقريبا حتى بدايات السبعينات، وتحولت الي ثلاث سنوات فيما بعد. كانت مناهج هذه المعاهد الفنية تلتزم بالنظرى يعادل 40% والعملي يعادل 60%ن شرط أن يحرز الطالب النجاح في الشقين. لكن في الكليات الأكاديمية المقابلة نجد أن الدراسات النظرية تشكل 60% من المادة والعملي يشكل 40%. أغلب الكليات لا تلتزم بذلك وتطلب من الطالب القيام بدراسة نظرية أيضا ، وقد يطلب منه تقديمها أمام زملائه كسمنار أو تقرير مكتوب.
قامت بعض الكليات بمحاولات لاختصار سنوات الدراسة، خاصة بعد التعريب، الى 4 سنوات (شرف) بدلا عن 5 سنوات (شرف) . أي ستدرس ذات المناهج وبذات الساعات المعتمدة في 4 سنوات بدلا عن 5 كما جاء في كليات العلوم الزراعية والتربية والاقتصاد ..الخ بمنطق أن الطالب يستطيع الفهم في وقت أقل بلغة الأم مقارنة بما كان عليه في السابق بالانجليزية.. لكن، وبعد أعداد المناهج، جاء من ديوان شؤون الخدمة، بأن كل من يتخرج في 3سنوات يسمي تقني، ومن يتخرج في 4 سنوات فهو تقاني، ومن يتخرج في 5 سنوات فهو أكاديمي. قمنا معهم بحوار طويل موضحين أهمية ذلك بالنسبة للدولة والطالب وأسرته، لكن ردهم كان أن الأمر لا يحل الاعن طريق جلوس الوزيرين المختصين (التعليم العالي والعمل).
الكادر الذي يعين به الأكاديمي أعلى وأفضل من ذلك الذي يعين فيه التقني والتقاني. كما أنه في رأينا بأن التصنيف من خلال سنوات الدراسة تصنيف ظالم. المنهج هو المحك. فطالب خريج كلية أكاديمية 4 سنوات بالتأكيد لم يقم بدراسة منهج تقني. يتم تعيينه بالكادر التقني، ويأخذ مكان شخص آخر قام بدراسة فنية، كما أنه لن يستطيع تقديم ما هو مطلوب منه بالوصف الوظيفي للتقني أو التقاني لأنه لم يعد بالجامعة لمثل هذا الأمر. أغلبهم يتجه الى الالتحاق بالدراسات العليا بكليته التي تخرج منها لدراسة الماجستير، مع محاولة أن يقوم بتغيير كادره من فني الى أكاديمي بالجهة التي يعمل بها أو الهجرة.
نقول أنه في كل الدول المتقدمة التعليم الفني هو الذي يستوعب أفضل طلاب الشهادة الثانوية. ثم أن الكادر الفني سلم الترقيات به مفتوح ومثله مثل الكادر الأكاديمي، وان كان في المجال البحثي قد يتدرج حتى درجة الاستاذية. المجتمع أيضا ينظر للأكاديمي نظرة أفضل من الفني، وهي صورة مقلوبة.
ان كانت دولتنا ترغب في الارتقاء والتقدم فعليها تحويل 50% من الجامعات الحالية الي بوليتكنيك مع توفير الامكانيات لها، وتغيير الكادر بحيث أن لم يتفوق على الكادر الأكاديمي لا يقل عنه، مع اعطاء الأولوية في القبول للكليات التقنية. يكفينا الآن ما لدينا من خريجي الكليات الأكاديمية، بل هنالك البعض منها نوصي بايقاف استيعابه لطلاب مرحلة البكالوريوس لفترة لا تقل عن 5 سنوات حتى يجد من تخرج منهم الفرصة في الاستيعاب في سوق العمل، على ان تركز الكليات هذه على برامج الدراسات العليا والتدريب واعادة التأهيل. اللهم نسألك اللطف (أمين).
عين العقل ما ذكرت … جامعات بدون مقومات في مباني مرحلة المتوسط التي الغيت، و خريجين غير مدربين و بكميات اكبر من حاجة العمل … و اهمال تام للتعليم التقني الذي هو اساس التنمية … حتى المدارس الثانوية الفنية تم الغاؤها و استبدلت بكليات نظرية فتوقف انتاج الفنيين و المهنيين المدربين …
الانقاذ كارثة على كل اوجه الحياة في السودان و تدمير لكل جميل و مفيد في البلاد ..
لصوص و مجرمون جهلة يقودون امة!
الأكاديميين لأنهم مدمرين وليس معمرين لذا متقدمين
ودا سبب الحاصل.
عين العقل ما ذكرت … جامعات بدون مقومات في مباني مرحلة المتوسط التي الغيت، و خريجين غير مدربين و بكميات اكبر من حاجة العمل … و اهمال تام للتعليم التقني الذي هو اساس التنمية … حتى المدارس الثانوية الفنية تم الغاؤها و استبدلت بكليات نظرية فتوقف انتاج الفنيين و المهنيين المدربين …
الانقاذ كارثة على كل اوجه الحياة في السودان و تدمير لكل جميل و مفيد في البلاد ..
لصوص و مجرمون جهلة يقودون امة!
الأكاديميين لأنهم مدمرين وليس معمرين لذا متقدمين
ودا سبب الحاصل.