أخبار السودان

رسموا لنا الخارطة .. ولكن هل نعرف نحن الطريق !

الفرق شاسع بين إنتظار الفرص طويلا لتحقيق الطموح الذاتي في مجال العمل السياسي .. ومابين توقد الحس الوطني الذي يدفع رجل السياسة لتقديم عصارة فكره وخبرته وتسخير موارد الدولة البشرية والمادية وغيرها لتنمية البلاد تركيزا على تطوير خدمات التعليم و البحث العلمي والصحة والزراعة و الصناعة و تقوية الطوق الأمني لحماية الأمة وليس الأنظمة ودعم عضد الجيش وجعله منشاة وطنية تحمى الحدود وتذود عن الداخل و تقف سدا لحماية الديمقراطية لا تقويضها متى ما ارتخت قبضة الحكم المدني لسبب أو لآخر!

فالكثيرون من قادة العالم قضوا فترات متفاوتة وهم يمسكون بزمام الأمور في بلادهم ونجحوا في إنقاذ بلادهم من وهدتها وسموا بها الى مصاف الدول ذات الكلمة العليا في المحافل الدولية ..ذلك لآنهم جدولوا الأولويات في سلم الحوجة الوطنية و الشعبية ووازنوا بين ما هو داخلي وماهو خارجي لان السياسة الخارجية الحكيمة هي التي ترفع من مستوى عقلانية النهج الداخلي دون شك .. فأفة الحكم تتأتى غالبا من العزلة متى ما ضربها أيُ نظام سياسي على نفسه سواء بالتعصب العقائدي أو باستعداء الآخرين تصديرا للمشاكل وخلاف ذلك مما يعتبر خطلا سياسيا يجر على الداخل سيلا من النقمة الخارجية التي تغرق الغرس النييء في جداول الغد !

مهاتير محمد حكم لعشرين عاما .. وهو اسلامي لا يشك في اخلاصه لعقيدته فقاد بلاده التي تماثل سفينة نوح من حيث التعدد العرقي والديني في بحور متلاطمة .. ولكنه بحكم تلك العقلانية المتوازنة مابين الفكر الديني الذاتي و التفكير التنموي الذي يخص الجمع .. قال حينما يؤذن الأذان أصلي على قبلة مكة كمسلم .. وحينما أريد التنمية فإنني أتجه نحو اليابان كمواطن !
هذه الحكمة بالطبع لا تتطلب سجادتين تشكلان إنفصاما في قناعات أي قائد يقيس الأمور بميزان الذهب وإنما هما صورتان منسجمتان تماما لتحقيق مبدأ ما لله لله وما لقيصر لقيصر !
الان نظام الإنقاذ يقول إنتهى عهد الكلام الذي زاد عن ربع قرن وجاء عهد العمل .. بعد أن تقطعت كل السبل المؤدية الى رفعة البلاد وتحطمت السلالم الرافعة لتلك الأماني ..فعدنا للمربع الأول نبحث من أول السطر عن هويتنا ونتساءل من كنا في الماضي الطويل ذلك كله ومن نكون غدا في طريق مستقبل يخط لنا الغير خارطته .. ولسنا متفقين في الأساس لا على الخارطة ولا ندرك الى أي الطرق ستؤدي .. وقد نامت في أضابير الكثير من عواصم الإقليم ومدن العالم عشرات الإتفاقيات التي ضلت خطاها ولم تصل بنا الى أي طريق مستقيم !
القفز فوق نتائج الحوار هو أسلوب الحكومة النرجسي والمستخف بالآخرين في تنفيذ أجندتها بمن حضر صامتا أو متحشرج الصوت … والوقوف خارج الساحة يجعل المعارضة كالحشاش بالذقن يحدد مواضع العشب ولا يملك المعزق اللازم للعمل !
و الحرب في مناطق النزاعات المشتعلة تأكل عري الذين ظلوا يكتوون بجمرها جوعا وشتاتا و توقفا لنماء الأجساد والعقول و المرافق التي غدت بخدماتها المتواضعة أثرا بعد عين وبات حلم الإنسان هناك أن يأتيه الصباح بعد ليل طويل دامس فيمضي هائما ليتحسس وجهه عند نبعة ماء أسن ويتأكد أنه لازال موجودا فعلاً ..!
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..