ادركوا الوضع قبل وقوع الفأس في الرأس


حتى لا تتكرر المأساة وتتصدر دولتنا عناوين الصحف الدولية والقنوات الفضائية العالمية مرة اخرى في ازمة جديدة سببها خلاف سياسي داخل الحزب الحاكم نفسه والذي ادخلت خلافاته السابقة البلاد والعباد لهذا الدرك السحيق من المعاناة التي كادت حلها ان تغلب اجاويد من صنعوها بأيديهم، اذ اتت الحلول بعد شق الانفس وقد خلفت جرحاً عميقا في نفوس الشعب لم يندمل بعد حتى لحظة كتابة هذه السطور، والتي مزقت النسيج الاجمتاعي وتركت التعايش السلمي بين القبائل ومكونات المجتمع الجنوبي في محك حقيقي لا احد يعرف على وجه التحديد كم من وقت سيستغرق، وعليه يجب على الرفاق في حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان ان يفطنوا للامر ويضعوا حلولا عاجلة وباقصى ما تيسر من السرعة لتلافي بوادر الازمة الحزبية الجديدة التي طفحت في الافق في بعض الولايات والتي ظهرت مع قرار تقسيم البلاد الي (28) ولاية، حيث تفيد بعض الاخبار المؤكدة من مصادر شبه رسمية، ان هنالك خلافات حقيقية في احدي الولايات الطرفية بين اعضاء الحركة الشعبية حول كرسي رئاسة الحزب بالولاية، فالبعض يرى ان الامور يجب ان تؤول باكملها الي الحاكم الجديد بما فيها رئاسة الحزب في الولاية، والبعض الاخر لا يؤمنون بهذا المنطق، ويريدوا ان يحتفظ الشخص الذي وجده قرار التقسيم رئيساً للحزب بمنصبه دون المساس به، حيث وقع الخلاف وبلغ زروته عندما حشد بعض الاعضاء المحسوبين لاحد اطراف الخلاف، حشدوا تأييد الشعب وجمعوا توقعيات سلاطين العشائر في خطوة لسحب الثقة عن اعضاء برلمانيين محسوبين للطرف المعارض وتبديلهم باشخاص اخرين مضمون ولاءهم، بطبيعة الحال ليس في الامر اي ثمة خطر لو التزم الجميع باسس الخلاف المشروع والتي ليس من بينها سفك الدماء، ولكن الحال سيختلف اذا علمنا ان هكذا اختلافات خطيرة للغاية في بلد لا يعرف ساسته ادب الخلاف، وتتشابك فيها خيوط السلطة الحكومية الرسمية للدولة وتتداخل مع الخطوط الحزبية لدرجة لا يمكن للانسان البسيط التفريق بين من هو مسؤول حكومي ومسئول حزبي، ولا سيما قد يفهم البعض ان ما يعتقدوه حق في هذه البلاد لا يمكن اخذه الا بالقوة وسفك الدم، وقد يستدلون باتفاقية السلام الاخيرة التي اوصلت المعارضة المسلحة الي السلطة بعد صراع مميت مع الحكومة قضى على الاخضر واليابس، والمؤسف ان هذه الاحداث والسيناريوهات المحتملة تتم داخل الحزب الواحد، وعليه نوجه عناية قادة الحزب الحاكم ان يولوا اهتمامهم للاحداث الصغيرة قبل ان تستفحل وتقع الفأس في الراس حيث لا ينفع بعدها الندم والبكاء على الدم المسكوب.
وألقاكم.
سايمون دينق
[email][email protected][/email] جوبا/ صحيفة الوطن