الحكومة واكذوبة دقيق الخفاش

خطرفات ذاتية
ثمة إشاعة انتشرت وذاع صيتها وسط الشباب وخاصة اليافعين منهم الذين يتوسط معدل أعمارهم ما بين الطفولة والمراهقة. كان هذا منتصف التسعينيات من القرن الماضي، وتفيد تلك الإشاعة أن دقيق طير الخفاش أو حيوان الخفاش (سٓمّه ما شئت)، لكن تصنيفه العلمي أنه حيوان يطير، فيه سر عظيم يسيل له لعاب أي شاب مراهق. والسر قيل إنه عندما تقوم بقتل الخفاش وتحرق جثته بالنار لدرجة التفحم، وتطحنه ليتحول إلى دقيق، كما يطحن الناس الفحم العادي وخلطه بالملح والذي يستخدم مع المسواك لغرض تنظيف الأسنان لتكون أكثر بياضاً.
لكن دقيق خفاشنا هذا لغرض مختلف تماماً، حيث قيل إنه عندما يمسح الشاب يده به، ويسلم بيده الممسوحة على يد أي فتاة يقابلها، فسحر الدقيق يجعل الفتاة تقع في حب ذلك الشاب من المرة الأولى، أو كما نقول (حب أعمى) كما لم تحب من قبل، وبعده يمكن للشاب (محب الدقيق) تمرير كل أجندته على الفتاة ويصل لمبتغاه الذي يريده منها، والذي من أجله صنع الدقيق، هكذا كانت تحكي تلك الإشاعة.
وشخصي الضعيف بطبيعة الحال كان من أوائل المُجربين، فلقد قادتنا الصدفة أنا وبعض الشباب في عمري إلى كهف في جبل شديد الظلام بمنطقة جبل أولياء في الخرطوم، وبالتحديد الجبل الكبير الذي يجاور البحر من غربه.
بمحض الصدفة اكتشفنا أن الكهف الحالك السواد مليء بالخفافيش يكفي عددها لإشباع شهوتنا من البنات دهورا من الزمان، ودفعتنا رغبة الشهوة أن نغامر وندخله.
بالفعل دخلنا وقمنا بقتل كل خفاش كان يسكن ذلك المكان المظلم، فيما يمكن أن نُطلق عليه إبادة جماعية يرقى لمستوي جرائم حرب والجرائم الضد الحوانية والطيرية معاً اكثر مما قام بها عمر البشير بعشائر وقبائل دارفور، وجمعنا حريقها أو قُل (دقيق فحمها) وعُدنا به بسرعة البرق صوب الحي حيث نسكن مستهدفين البنات،. ولكن خيّب دقيق الخفاش ظننا وأمر شهوتنا في آن واحد بعد سويعات قليلة فقط، لأنه سرعان ما كشف الكبار أمرنا، بعد أن تضايقت بنات الحي من سلامنا غير الطبيعي وغير المبرر والمفروض عليهن عنوة، قامت البنات بإبلاغ الكبار في أسرهن. قام الكبار بالقبض علينا وتم جلدنا جلداً مبرحا ما زالت آثاره باقية على أجسام البعض منا إلى يومنا هذا، منذ وقتها أصبحت أكره حتى دقيق العيش العادي.
اليوم ينطبق الحال على حكومة جنوب السودان في إشاعة لا تقل ضلالاً عن اشاعة دقيق الخفاش بل وأكثر منها، وهي أكذوبة مكشوفة ومفضوحة لدي الجميع تعرف ب(فوائد وهمية مفترضة) في كتلة شرق افريقيا الاقتصادية حيث تفيد الاخبار الشائعة والمتداولة في الطرقات ومقاهي الشاي وفي والمواقع الاسفيرية والاوساط الحكومية نفسها، أن حكومة البلاد في سباق محموم مع الوقت كي تنضم إلى ما يسمي بكهف تجمع شرق افريقيا الاقتصادية، تلك الكتلة الزائفة التي حذر منها كل الاقتصاديين الضالعين في مجال الاقتصاد وبعض الخبراء في مجالات مختلفة، حذروا الحكومة من مغبة هذا الانضمام، وقالوا بالفم المليان ان انضمام جنوب السودان لها ستكون خصماً على الدولة الفتية وضربوا أمثلة وبراهين كثيرة للأضرار المحتملة التي قد تصيب البلاد والعباد جراء هذا الانضمام غير المدورس، منه ما هو ضرر اجتماعي قد يصيب المجتمع الجنوبي في حالة دخول عادات غريبة وغير حميدة ودخيلة علينا الى البلاد عندما تهم شعوب تلك الكهوف، عفواً، تلك الدول المكونة للتجمع ويدخوا الجنوب بطبائعهم النكرة المعروفة لديهم ويعيثوا فسادا بقيمنا وعاداتنا واخلاقنا في مجتمع محافظ حتى الآن، ومنه ما هو صحي في حالة دخول أمراض شائعة الى البلاد من دول التجمع مثل مرض نقص المناعة المكتسبة (الايدز) الذي تحذر منظمة الصحة العالمية من خطورته وهو متفشي بكثرة في دول شرق افريقيا اكثر من اي بلد آخر في العالم، ومنه ما هو اقتصادي ويتمثل في ان جنوب السودان بانضمامه الوشيك الذي اصبح قاب قوسين أو أدنى من التوقيع عليه غدا بدولة تنزانية، يكون جنوب السودان قد فتح سوقاً مجانية دون مقابل لدول الجوار الجنوبي ليبيعوا بضاعتهم التي ستكون معفاة من الضرائب بنص اتفاقية الانضمام، وكوادر تلك الدول سيزاحمون الكوادر الوطنية في سوق العمل لأن قانون الانضمام تعطي الدخلاء الوافدين من دول التجمع كل حقوق المواطنة في البلاد كاملة ما عدا حق الانتخاب والترشح، والعكس لا يحدث لان كوادرنا الوطنية لا يملكون ادني القدرات ينافسون بها في بلاد التجمع والحكومة في ظل شهوتها المفرطة لشيء في نفس يعقوب ضربت بكل النصائح وآراء الخبراء عرض الحائط ولا ادري اي نوع من الدقيق – اقصد – الفائدة التي تبحث عنها حكومتنا في كهوف شرق افريقيا لتستوي شهوتها!؟ ما أشبه الليلة بالبارحة! غداً سينكشف زيف الدقيق وحينها لا عزر لمن انذر، اللهم اني بلغت فأشهد
ألقاكم
سايمون دينق/ جوبا
لعمري لن يستقيم الظل مادام العود اعوج … وعلي رائيك ماذا نستفيد من دول شرق ووسط افريقيا غير الذي زكرته ايدز وثقافة دخيلة حتى البخل الذى نستعجب فيه.
لعمري لن يستقيم الظل مادام العود اعوج … وعلي رائيك ماذا نستفيد من دول شرق ووسط افريقيا غير الذي زكرته ايدز وثقافة دخيلة حتى البخل الذى نستعجب فيه.