نظلم بعضنا البعض ونطلب الرحمة ممن حرم الظلم على نفسه!!!!

بسم الله الرحمن الرحيم
نظلم بعضنا البعض ونطلب الرحمة ممن حرم الظلم على نفسه!!!!
ب/ نبيل حامد حسن بشير
جامعة الجزيرة

الظلم من ابشع الممارسات أو الأعمال التي يقترفها الانسان ضد الأخرين ، كما أنه قد يظلم الحيوان والبعض قد يظلم نفسه!!! الانسان الظالم بالتأكيد هو شخص غير سوي. العدل هو أساس الحياة داخل المجتمعات، ومع الكائنات الأخرى، حتى مع البيئة بكل مكوناتها. الظلم لا يؤدي الا الى المزيد من الظلم. الظلم مرفوض من الحاكم ومن الرعية. من ناحية الحكم، فالكل يعرف مدي ظلم أهل الانقاذ ولا نريد أن نطلق لنفسنا العنان في طبيعة تفكيرهم والأوهام الكثيرة التي يعيشون بها تنعكس الى نقيضا لما يقولون. ومن أمبر متناقضاتهم أنهم يظنون أن الشعب راض عنهم، لكن في أعماقهم يعرفون شعور الشعب تجاههم وذلك نتيجة ما يسمعون في المناسبات المتعددة اجتماعية كانت أم سياسية. رغما عن ذلك لا ينوون التنازل عن الحكم (الظلم)، ويريدون من الشعب أن يحبهم ويثني على انجازاتهم الوهمية. أن الله حرم الظلم على نفسه وحرمه علينا.. ان نظرنا لمجتمعنا الحالي، وهو بالتأكيد يختلف عما كنا نعرفه ونعيشه في السابق، نجد أن حياتنا كلها ظلم في ظلم، بل أن بعضنا يتكسب منه قوت يومه، ويستخدمه في تلبية كل متطلباته واحتياجاته اليومية، لكنه لا يدرك أنه قد ظلم الآخرين. عادي يعني ما فيها حاجة غريبة، أنا عملت شنو مختلف عن بقية الناس؟ بمعنى أن الظالم أصبح لا يفرق بين الصحيح والخاطيء. ما بين الحق والباطل، ما بين الظلم والعدل. لا يعرف أين تنتهي حدوده، وأين تبدأ حدود اخر.
نبدأ يومن بالصلاة والدعاء، ونخرج الي أعمالنا. نبدأ من المواصلات لمكان العمل أو الي المدرسة أو الجامعة، القوي منا يأكل الضعيف. لا نعرف قيمة الوقوف بالصفوف وانتظار دورنا حتى لا نظلم أحد. عند النزول من البص نتنافس ونتزاحم ولا نعطي الفرصة لمن هو أقرب أو للأضعف أو حتى للمرأة أو الطاعنين في السن. عند وصولنا ان كانت حكومية، نأخذ وقتا طويلا حتى نتهيأ لأداء المطلوب منا تجاه المواطن، وهذا ظلم. أما المواطن نفسهن فهو أيضا لا ينتظر دوره في قضاء ما جاء من أجله ويدافر ويعافر أو يبحث عن واسطة أو يقدم رشوة. وهذا أيضا ظلم. أحيانا يخرج عن طوره ويسمع الآخرين الفاظا خارجة أو يهدد بوسيلة أو أخرى، وهذا بالنسبة له عادي، وأن الأغراض تؤدى بهذه الطريقة فقط، وان الناس تستاهل أن تعامل كذلك، وأن القوي يجب أن يأكل الضعيف!! أما الموظف نفسه فلا يحاول أن ينظم العمل، أو أن يطلب من الجمهور الوقوف صفا واحدا حتى ينجز عمله بالسرعة والدقة المطلوبة، وهذا ظلم. أما ان سأله أحدهم سؤال، فقد ينظر اليه نظرة تجعله لا يسال مرة أخرى، أو يهمل الرد عليه (تجاهل) ، أو يقول بعض كلمات غير مفهومة (من تحت ضرسه)، وهذا ظلم. ثم بعد ساعة أو أقل يقوم الموظف من مكتبه متجها الى الفطور (الافطار)، دون أن يقول للمواطنين شيئا ، أو يقول ” يعني ما نفطر والا شنو!!” يتفرق المواطنون الي تحت الأشجار أو تحت الشمس الحارقة حتى يعود سيادته، وكمان يطلب الشاي، وان أمكن متبوعا بالقهوة، وهذا طلم مضروب في عدد المواطنين الذين لا فرار لهم سوى انتظار فطور وشاي وقهوة سيادته، ثم السجارة أو السفه ليكمل ما قام به فبل ساعة أو أكثر ان كان بالفعل قد انجز شيء منذ قدومه. أصبروا الموضوع لم ينتهي هنا، والساعة الآن قاربت منتصف النهار وهو لم ينجز شيئا. آذان الظهر يأتي عبر مكبرات الصوت داخل الوزارة أو من أقرب مسجد، يقوم يقول ليكم ماشين نصلي الضهر. لا أحد يستطيع أن يقول بغم!! يأتي سيادته بعد نصف ساعة أو ساعة ويصطف الناس مرة خرى، وكلما جاءه أحدهم يقول له الموضوع ده عند فلان داك مع اشارة في اتجاه غير مفهوم، وأنت لا تعرف من هو فلان هذا، ولن تستطيع أن تسأله اين أجد هذا لفلان حيث أنه مشغول مع الذي عليه الدور. وهذا ظلم، لأنني لا أعرف من يعملون هنا بالاسم ولا بالوظيفة، ولا توجد لافتات توجه المواطن الى أين يذهب ومن أين يبدأ، وهذا ظلم أيضا. بالمناسبة، التقارير العالمية تقول أن الموظف المصري الذي يقضى 8 ساعات بمكان عمله لا ينجز الا 28 دقيقة فقط، يا ترى كم دقيقة ينجزها الموظف السوداني؟؟؟؟
نخرج من العمل ونذهب الى السوق والبقالات والأفران ثم المواصلات مرة أخرى. في كل مكان من هذه الأمكنة لا ننتظر دورنا، ولا نحترم من جاءوا قبلنا، ولا نعذر الطفل أو المرأة أو المسنين، وندافر ونعافر حتى نخرج باحتياجاتنا ونحن سعداء بما قمنا به باستغلال كل مهاراتنا وامكانياتنا العضلية وغيرها، ولا نشعر بأننا ظلمنا أحد.
أما أكثر ما يغيظني هؤلاء الذين يدعون التمسك بالدين ،وأذقانهم حتى صدورهم ويحملون المسبحة وهم داخل المسجد ويسبحون والامام يلقي خطبته، وافكارهم مشغولة وأذهانهم غائبة عن ما يدور، ويفكرون بما سيفعلون بعد الخروج من المسجد من تهديد هذا و الذاب لذاك وأخذ الشيك القديم منه وكتابة شيك جديد بمبلغ أكبر حتى لا يفتح فيه بلاغ الآن، ومنع فلانة من بيع الكسرة أو الشاي والقهوة أمام متجره ما لم تدفع له مبلغ شهري وهو يعرف حالها، أو يفكر في رفع ثمن سلعة ما ليست في مقدرة البسطاء شراؤها..الخ. هذا هو الظلم بعينه.
أما في الطرقات، فحدث ولا حرج. الحركة بالمدن أصبحت من المستحيلات. كل يقود سيارته أو ركشته أو حافلته أو أمجاده كم يحلوا له، ولا يلتزم بقوانين الحركة، أو أن القيادة فن وذوق وأخلاق. كنت أقود سيارتي قرب المغرب قادما من مزرعة كانت لي عندما كنت أقين بكرش الفيل وبشارع عبيد ختم من الجنوب الى الشمال. وقرب رئاسة كنانة قام أحدهم وبسيارة بيك أب ويحمل معه أحد الأجانب الخليجيين بالدخول أمامي مباشرة وهو قادم من الشرق الى الغرب دون أن ينتظر ويستكشف الطريق. لكني تنبهت و قمت بالضغط بقوة على الفرامل حتى كادت سيارتي أن تنقلب من الخلف للأمام، وكادت الاطارات ان تحترق ووقف المارة لمشاهدة الحادث المهول الذي كان مكن الممكن أن يقع، ولحسن الحظ لم تكن هنالك سيارات خلفي. أما هو فقد استمر (زى ما في حاجة). قمت فيما بعد باللحاق به وأوقفته ونزلت من سيارتي وذهبت اليه أعاتبه، وعلمت منه أنه مهندس ويعمل بإحدى الشركات الكبرى ، وعلى رأسها أحد معارفي وقيادي كبير بحزبنا. يا ترى ماذا كان رد فعل السيد المهندس؟ ببساطة قال لي: (اتصرف). أي والله، هذا كل ما حدث. فما كان منى الا وأن قررت الخروج نهائيا من الخرطوم بلد أهلي وأجدادي (الديوم الشرقية)، وعدت الي مدني الحنينة حتى تاريخه. اليس هذا هو الظلم بعينه؟
أما الظلم بأنواعه الأخرى فقد انتشر في مجتمعاتنا بالمدن والريف انتشار الوباء الذي لا يمكن التحكم فيه. فظلم المواطن للمواطن، والمسؤول للمسؤول الآخر والمواطن، وظلم الجار للجار وظلم الأخوة والأخوات لبعضهم البعض، وظلم الزوج لزوجته وابنائه، وظلم الزوجة لأبنائها والهروب مع عشيق والزواج منه وهي في ذمة الرجل الأول، واغتصاب الأطفال، وأكل أموال الآخرين دون وجه حق. حتى في الرياضة وكرة القدم لم تنجو فرق كبيرة وصغيرة من ظلم التحكيم ولجان الاتحاد العام. أيضا الجامعات والمراكز البحثية والمعاهد كلها تشكوا من الظلم على كل المستويات الادارية والأكاديمية والتمويل والحوافز والامكانيات والمؤهلات والكفاءات ..الخ. أصبحنا نعشق الظلم ونقنن له ونكافئ الظالم و نعطيه أعلى المرتب. لكننا نسينا الله، فأنسانا انفسنا.
المطلوب يا سادة أن نبتعد عن الظلم حتى يقبل الله دعاؤنا. فالله لا يقبل دعاء الظالم حتى وان طبق كل أركان الاسلام الخمس. فهي لم تنهيه عن الظلم. فلنحاسب أنفسنا في كل ما نفعل يوميا، ونراجع هل ما قمنا به يتماشى مع استفتاء ضميرنا ومع تعاليم ديننا ومع المعايير الحضارية؟ لابد وأن نتعلم أن الوقوف بالصفوف من العلامات الحضارية جدا. تكفينا أن نظلم أنفسنا والأخرين. أداؤنا لأعمالنا يجب أن يتم بكل أمانة، ونعلم بان من اخذ الأجر حاسبه الله بالعمل. وأن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب. ينطبق هذا الأمر على الجميع من رئاسة الجمهورية والولاة والوزراء ..الخ. نرى هذه الأيام وزراؤنا مشغولين بالواتساب!!! بخ بخ، فقد انجزوا كل شيء ولم تعد هنالك أعمال يقومون بها، فنحن نعيش في جنة الله في أرضه. اللهم نسالك اللطف (آمين)

تعليق واحد

  1. الطبيب و الموظف و العسكرى الجالس على تربيزة العمل و الناس تتزاحم على الشباك و هو ينخس فى الموبايل و قراءة الواتساب !!! منتهى الظلم و قلة الادب و عدم المسئولية.
    و ياليت لو تم منع إستخدام الموبايل خلال ساعات العمل الرسمية. زمان قبل 2004 العمل كيف كان يسير بدون موبايل؟

  2. الله عليك يا بروف منتهى الدقة .. الضمير الحي و المعذب بالواقع المرير. الله يستر علينا و عليك . اتمنى ان تجد صيحاتك اذانا صاغية

  3. الطبيب و الموظف و العسكرى الجالس على تربيزة العمل و الناس تتزاحم على الشباك و هو ينخس فى الموبايل و قراءة الواتساب !!! منتهى الظلم و قلة الادب و عدم المسئولية.
    و ياليت لو تم منع إستخدام الموبايل خلال ساعات العمل الرسمية. زمان قبل 2004 العمل كيف كان يسير بدون موبايل؟

  4. الله عليك يا بروف منتهى الدقة .. الضمير الحي و المعذب بالواقع المرير. الله يستر علينا و عليك . اتمنى ان تجد صيحاتك اذانا صاغية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..