أخبار السودان

الهند .. مثالا ً..

السينما الهندية التي كانت تأسرنا عبر الشاشة بجمال الطبيعة وملاحة الحسان ووسامة الأبطال الشبان وحتى الشيوخ والنساء المتقدمات في السن وهن لا زلن يحتفظن بملامح من حسنٍ داهمته خطوط الزمن الخؤون ..فتلك الأفلام التي كنا نحفظ غناءها ونتسقط ترجمته على الشريط حبا في المعاني التي سكنت خيالنا طويلا .. لم تعكس لنا إلا جوانبا يسيرة من ذلك العالم الكبير ..إذا ما قدر لك أن تزوره ستكتشف أنها أي تلك الملامح السينمائية لا تمثل إلا زاوية ضيقة من جغرافيا وديمغرافيا ذلك البلد المحير في كل شي !
فإذا ما مخرت عباب شوارع مومبي العاصمة الإقتصادية والتجارية سيساورك الإعتقاد أنك لن ترى مدينة أخرى بذلك الإزدحام المذهل في كل شي .. الناس والحديد بكافة أنواعه و الأسواق التي يبدو لك أنها قيامة الدنيا ..لكن ما ستراه في دلهي العاصمةالإتحادية سيحفزك لمفاجأة أكبر تنتظرك في عالم آخر إسمه مدراس في الجنوب وهي عاصمة ولاية تاميل نادو ..!
قلت في نفسي من هو ذلك الحاكم الذي يدير هذه المدينة الدولة التي يؤمها في سحابة نهارها أرتال من البشر يقاربون سكان السودان بحالهم .. ولكن ما أن يرخي الليل سدوله حتى تبدأ هذه المدينة تدفع بجل أولئك الى جوف القطارات وتبدأ السكينة تلفها وهي تحتضن بقية ساكنيها الذين يتوزعون على دور السينما والتي تتوزع بمعدل كل ثلاث أو أربع بنايات لفرط عشق هذا الشعب للفن السابع .. أو أن البقية قد ركنت الى مساكنها التي تتفاوت ما بين قصور المهراجات المدهشة و فلل نجوم السينما الأنيقة وبيوت عامة الناس بينما تاوي أنابيب الصرف الصحي الضخمة التي ترقد في جوانب طرقات أطراف المدينة خالية من محتوياتها ألافا ممن لا مأوى لهم .. ثم تبدأ رشاشات السيارات الضخمة عند منتصف الليل في غسل تلك الشوارع المجهدة من عناء الخطى و سخونة الإطارات !
لا نفايات تلفت النظر ولاأزمة في الخبز ولا الحليب ولا الأرز ملك المائدة هناك .. لازحام في المواصلات .. فالكل يقف في صفوف ينتظر دوره في ركوب الوسيلة التي يستطيع اليها سبيلا .. وهي تأتي تباعا في دقة مواعيد لا تتبدل .. مثلما مواقيت قطاراتهم التي يحاسب المسئؤلون عن حركتها إذا ما تأخرت لبضع دقائق .. وهي تتحرك من محطات ضخمة الواحدة منها بحجم عشرة ميادين كرة !
هم أناس حافظوا على إرث النظام الإنجليزي الذي أستعبدهم أهله ولكنهم حرروهم من ثقافة تخلف العالم الثالث الذي يحتقر النظام !
كان كبارنا يقولون ليت المستعمر قد مد بقاءه عندنا قليلا لكنا تعلمنا منه كيف نحافظ على منجزاته وليس بالضرورة أن نضيف عليها طوبة أخرى .. فقط يكفينا أن نتحلى بثقافة الإنضباط في العمل والدقة في المواعيد !
الهنود الآن مكتفين ذاتيا في كل شي لانهم وظفوا العلم لبناء الحياة .. ولديهم صناعاتهم الخاصة التي يستفيد منها من يخيط ثوبٍ مزقه الفقر بإبرة صنعت في الهند أو من يملك القدرة على شراء ما يرفع قدمه متدرجا من .. البسكليت والركشة الى السيارة .. مثلما هم يصنعون الطائرات التي قسموها وهي تجوب الأجواء الى رحلات داخلية تقوم بها ما تسمى بالخطوط الجوية الهندية وهي تحط في عشرات المطارات المحلية المجهزة بمواصفات دولية.. أما الخطوط الهندية صاحبة الأسطول المهول فإنها تتكفل بالرحلات الخارجية لتقل مغتربي الهند الذين يتوزعون بالملايين في شتى أنحاء العالم ويضخون عشرات المليارات من الدورارات في بطون المصارف الرسمية حيث لاتوجد حاجة لارتيادهم السوق السوداء التي لا تستحق الفجوة مابين سعرها والسعر الرسمي مغامرة ضرب الإقتصاد الوطني !
جواز السفر يصدر للمواطن لمدة عشر سنوات وبرسوم متواضعة ويمكن الحصول عليه من أي مركز جوازات في أيه مدينة صغيرة حيث لا يعرف الناس الطريق الى عاصمة البلاد ولا حتى عواصم الولايات !
فلا زكاة ولا ضرائب على المغترب ولا تأشيرة خروج .. فقط هنالك زيادة في جمارك ما يستجلبوه من الخارج .. ليس من قبيل الهمبتة وإنما تشجيعا للناتج المحلي الذي يغطي حاجة كل الأذواق وبكفاءة وجودة عالية !
نصيحة لولاة ولاياتنا أن يذهبوا في دورة تدريبية عند حكام ولايات الهند .. عسى ولعل أن يعودوا لنا بنفع يعوضنا عن وجودهم بلا فائدة !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ونحن وللأسف نعتقد ان الهنود شعب غبي ولا يفهم واذا تجادلت مع احدهم يقول لك ( انت فاكرني انا هندي ) استعلاء وكبرياء وفشخره علي الفاضي , ولكن تركونا ننبح مثل الكلاب وننفخ في القرب المقدوده وتسلقوا بوابات النجاح والازدهار والرخاء والاقتصادي , هنيئا لامة تحترم عملها وخكام يحترمون شعبهم وعاشوا في سعادة واكتفاء ذاتي لكل هذا العدع المهول من السكان الذين يفوق تعدادهم المليار نسمه , ونحن حوالي 40 مليون ونصف الشعب جائع ومريض , اللهم عليك بالظلمه الذين نهبوا أموال الشعب المسكين .

  2. يا استاذ برقاوى انا دائما اقول فى تعليقاتى ان الهند لو حكمت بالعسكر او الانقلابات العقائدية او العسكرية كانت بقت بلد زبالة وحثالة مثل السودان ومصر والعراق وليبيا وسوريا واليمن وهلم جرا!!!
    كسرة دائمة: الف مليون دشليون ترليون تفوووووووووووووووووووووووووووووووووووو على اى انقلاب عسكرى او عقائدى قذر واطى عاهر داعر عطل التطور الديمقراطى فى السودان وبدل ما نبارى الهند فى نظامها الديمقراطى الاخذته من البريطانيين ولونته بلونها وثقافتها وانضمت للكومونولث بارينا انظمة العهر والدعارة العربية بتاعة الضباط الاحرار والعقائديين بمختلف مدارسهم واقذرهم الاسلامويين!!!

  3. يابرقاوي نحن نساوي سكان مدينة واحدة في الهند وعاجزون عن اطعام أنفسنا ووزير الزراعة بلا خجل يقول ان فاتورة استيراد القمح تساوي اكثر من مليار دولار واذا كان كما قال فلماذا تكون عندنا وزارة زراعة اما كان من الاجدر اغلاقها بالضبة والمفتاح ولماذا الصرف على مثل هذه الوزارة بجيشها ووزيرها وطاقمه.
    الهند تطعم اكثر من مليار نسمة وتصدر الأرز الى دول الخليج في مساحة زراعية في منطقة البنجاب ونحن نملك. اضعافها من الاراضي الزراعية والفقر يطحن المواطن التعيس

  4. الهند بلد العجايب والديمقراطية المزيفة ؟؟؟ في الهند المتخلفة توجد اقزع عنصرية في العالم حيث طبقة المنبوذين الذين يعاملون كالحيوانات ؟؟؟ في الهند توجد كل الامراض المنقرضة في العالم كالطاعون مثلا ؟؟؟ في الهند يعشعش الجهل في معظم سكانها الذين يولدون ويعيشون في قلب القازورات في الشوارع وانابيب المجاري ؟؟؟ في الهند الثروة مركزة في نسبة ضئيلة جدا من سكانها ويمتلكون القصور والمجوهرات واعلي نسبة من السيارات الفاخرة كالرولزرويس والطائرات الخاصة ؟؟؟ في الهند اسوأ تخطيط مدن وتخطيط ديمقرافي حيث يتكدس السكان في المدن بصورة خرقاء ؟؟؟ في الهند تزوور الانتخابات في وضح النهار ؟؟؟ صناعات الهند تسيطر عليها الشركات الغربية ؟؟؟ عمالة الهند الرخيصة تنتشر في العالم وتواجه الاتهاض وحكومتهم لا تبالي ؟؟؟ ويا اخ برقاوي المثل يقول اذ عشقت اعشق قمر واذا سرقت اسرق جمل ؟؟؟ فكثير من الاخوة بالسودان معجبين بالهند وديمقراطيتها المزيفة ؟؟؟ فلماذا لا يعجبون بديمقراطية السويد مثلا حيث لا يوجد طفل او اي انسان جوعان او ينام في الشارع ؟؟؟ ولك التحية والاحترام

  5. من لايعمل فهو جائع لامحالة فالقلة فقط هى التى تعمل وتنتج والبقيه تستهلك وتتاجر فى ما تنتجه تلك القلة وتمر السلعة بحوالى عشرة مراحل من السمسرة حتى تصل الى المستهلك وهو ابداع سودانى ننفرد به دون الاخرين انظر الى اوقات ذروة العمل تجد الغالبية تتجول اوتجلس دون اداء اى شىء ينفع الناس المجاملات الاجتماعية تاخذ حل اوقاتنا وبقية الوقت فى الونسة وشرب الشاى وتبادل الشمارات وجاءت وسائط التواصل الحديثة لتقضى على ما تبقى من وقت ….. سلوكنا الاجتماعى عائق للانتاج واذا لم تجد ما تقتات به فعليك بجمع تواقيع وتكوين حزب سياسى سمه ما شئت وستقوم الدولة بالصرف عليه لكسب وده واذا حالفك الحظ وكنت فى مناطق النزاع فالامر اسهل عربة مقربعة عليها دوشكا متهالكة ليس بالضرورة ان تكون عاملة وتتفاوض مع الحكومة لنيل المغانم اما ان كنت فى وظيفة حكومية فالامر ايسر مما تتوقع طباعة ايصالات وتغريم كل من يقترب من الشباك فتوقيعك على تلك الورقة التى يحملها لا ينبغى ان يمر مرور الكرام اما المنتج الحقيقى كالمزارع مثلا فعليه تحمل نتيجة مبادراته فى العيش الكريم بدفع نصف انتاجه فى شكل ضرائب ورسوم واتاوات ومكوس وقبانات وزكاة رغم انه اولى بهاممن اخذها منه ودون انتظار ما يقابلها من خدمات فتكلفة الخدمة تدفع فى موقع تلقيها فى المدرسة والمستشفى والادارات والدواوين المختلفة… تقول لى شنو وتقول لى منو ونحن الساس ونحن الراس …. نحن فى حاجة الى اعادة صياغة اعاة تنظيم واذا لزم الامر الى اعادة خلق .كل ذلك ينم عن غياب الدولة بمعناها القانونى وليس الجغرافى .

  6. بالنسبة الي ببساطة الديمقراطية هي أن يجد كل مواطن الحد الادني من حقوق الانسان وهي الماوي الغذاء الآدمي التعليم العلاج والحماية القانونية الخ بقض النظر عن اسم النظام ملكي عشائري بيظني سندكالي الخ واذا كنا نأخذ بالشكليات فالسودان بلد ديمقراطي اتي رئيسه عن طريق صناديق الانتخابات كما الحكومة الكينية والهندية ؟؟؟

  7. الاح محمد برقاوي
    نا الان بالهند اعلق علي مقالك حقيقة بلد مدهش كل شئ ينتج محليا اي سيارة في العالم تصنع في الهند وبجودة عالية ناهيك عن السيارات الهندية الاصل والمنشأ من السيارات الصغيرة النقل الصغير المتوسط الكبير الشاحنات القطارات كل شئ هل تصدق ان خطوط السكة حديد عندهم تضاعفت 30 مره عما تركها الانجليز كل المدن صغيرة و كبيرة يصلها خط سكة حديد و مزدوح كمان اي مدينة بها مطارات جيدة
    الهند استغلت قبلنا بسبع سنوات الكيزان خلعوا السكة حديد و دمروا كل ما تركه الانجليز و الهند ناهضة لتأخذ مقعدها في مصاف الدول العظمي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..