ما لم يعتذروا ، قاطعوهم

ما لم يعتذروا ، قاطعوهم

الطاهر ساتي

** إصدارة اسمها الموعد ، ظلت ترسلها عقول نخبة لبنانية إلى المكتبات العربية ، غطت قبل عقدين من زماننا هذا – في صفحتها قبل الأخيرة – زيارة للممثل المصري فؤاد المهندس إلى إحدى الدول الإفريقية ، والصورة التي نشرتها تلك الإصدارة اللبنانية كانت تعكس احتفاء بعض أهل تلك الدولة الإفريقية بزيارة فؤاد المهندس ، وكانوا يرقصون رقصا جماعيا ، وكان المحتفى به يشاركهم الرقص الإفريقي .. هكذا كانت صورة الحدث .. النخبة التي تدير وتحرر تلك الإصدارة ، نشرت الصورة وكتبت تحتها توضيحا بالنص : ( فؤاد المهندس في رقص مع العبيد ).. !!

** عمري كان دون العشرين عندما اطلعت على تلك الإصدارة ، ولكن الصورة وتوضيحها لم ولن يسقطا من ذاكرتي .. تساءلت يومها : أهكذا نحن في عقول النخبة اللبنانية ..؟.. عبيد ..؟.. ولم أجد الإجابة ، فتناسيت توضيح الصورة ، وما نسيت .. واليوم ، منذ أسبوع ونيف ، أتابع ما حدث لبعض أبناء جلدتي بالعاصمة اللبنانية ، بيروت .. حيث كان بعضهم يقيم حفلا خيريا لعلاج شاب سوداني مصاب بالسرطان ، فداهمتهم إحدى القوات النظامية ، فسحلت أجسادهم ورؤوسهم بأقدام أفرادها ثم سحلت إنسانيتهم وآدميتهم وكبرياءهم بسيل الشتائم ، وكما العهد بهم دائما لم ينسوا ترديد تلك المفردة أثناء السحل : ( يا عبيد ) ..!!

** ما حدث وجد طريقا إلى وسائل الإعلام العربية ثم مواقع إلكترونية سودانية ، والسلطات اللبنانية عاجزة عن النفي والتبرير، وكذلك سفارتها بالخرطوم .. بل كل التصريحات الرسمية الصادرة عن لبنان ، حكومة وسفارة ، تؤكد بأن هناك انتهاكا قد وقع على بعض أهل السودان بلبنان ، من أجهزتهم الشرطية.. والحكومة اللبنانية لم تعتذر بعد ، ولم تعلن عن مساءلة ومحاسبة أجهزتها على ما حدث ، ربما لأن الذين نالوا الركل والسحل والشتائم هم محض عبيد ليس إلا ، أو كما يحدثهم خطل عقولهم .. ولكن الذي يدهش هو صمت حكومتنا ، وزارة للخارجية هنا كانت أو سفارة للسودان هناك ، أو حتى المسمى بجهاز المغتربين (الفالح في الجبايات ) ..حكومة بكل أجهزتها لم تجد غير الصمت تعبيرا عما أصاب بعض أهل السودان بلبنان ، وكأن أمر السودانيين بلبنان وغيرها لايعنيها ، أو كأنها تبارك وتؤيد ما يحدث لأبناء بلدي بالخارج .. أي كأنها تريد من الحكومات الأخرى ، لبنانية كانت أو غيرها ، أن تكمل(الناقصة) ..!!

** المهم ، السلطات اللبنانية لم تحدث نفسها بالاعتذار حتى مساء البارحة ، وكذلك لم تعلن عن مساءلتها ومحاسبتها لمن داسوا رؤوس وكرامة أبناء السودان بلبنان ، أما السلطات السودانية فهي لا تزال عاجزة حتى عن استدعاء السفير اللبناني ومساءلته عما حدث .. وأمام هذين الموقفين ، برز موقف آخر ، شعبي جدا ، بحيث يطالب شعبنا وشركاتنا ومتاجرنا بمقاطعة المنتجات اللبنانية وكذلك المطاعم والكافتريات وكل المحلات اللبنانية التي تمارس نشاطها التجاري بالخرطوم ، حتى تعتذر لبنان .. وهي الأنشطة التي أصحابها – أخوان نانسي عجرم – يسرحون ويمرحون تحت حماية الشرطة السودانية التي لاتسب ولا تلعن ولا تسحل ولاتنتهك حقوق أفراد الجاليات العربية ، لبنانية كانت أوغيرها ، كما فعلت الشرطة اللبنانية بعنصرية و( قلة أدب ) ..علما بأن ما بين القوسين قد يكون أدبا هناك ..نعم أعني ذاك المسمى عند الآخرين ب( الدراما والغناء ) .. !!

** على كل ، يجب أن نسمع صوتا للخارجية السودانية وسفارتها بلبنان ، صوت استنكار وليس (طبطبة ) .. وكذلك يجب أن تعتذر السلطات اللبنانية ، لأهل السودان جميعا وليس فقط لمن أسمتهم شرطته بالعبيد .. وكذلك يجب أن توثق وسائل إعلامنا خبر مساءلة ومحاسبة كل الأفراد الذين شاركوا في هذا الحدث.. وما لم يحدث كل هذا ، فإن الأصوات التي تطالب بمقاطعة المنتجات والمحلات اللبنانية بالخرطوم يجب أن …( ترتفع ) ..!!

صحيفة الحقيقة

تعليق واحد

  1. كدى نستنى يمكن مصطفى عثمان اسماعيل تكون عندو مبادرة وساطة للحكومة اللبنانية عشان هى عزيزة عليهم…أما الشعب السودانى ليهو الله.

  2. الله عليك يا الطاهر ساتي يسلم قلمك الذي تسطر به ،، لقد استغربت اشد استغراب لماذا لم يتحدث الصحفيون عن هذا الحدث واقصد بالصحفيين الشرفاء منهم لان البقيه لا شاغل لها غير تلميع اسيادهم اصحاب الفلل والبحث عن فتات خبزهم عبر موائد اسيادهم …
    ونعم للمقاطعه

  3. والله انتوا يانا حيرتونا قاعدين في الضلله واي واحد حاضن ليهو لاب توب وشابكننا قاطعوا قاطعوا ? انتوا لو اصلا مهتمين بالسودانيين الفي لبنان كان عرفتوا انوا المقاطعه بتضرهم اكتر من انوا تنفعهم وانتوا بالمقاطعه بتخلوهم تحت رحمه اللبنانيين يعني لو عايزين تساعدوهم موضوع المقاطعه دا طلعوهو من راسكم وشوف السبب الرئيسي في اهدار كرمه السوداني في الخارج شنو ………..

  4. ;(

    اللسلطات السودانية وممثلياتها في الخارج لا تجيد سوى جباية اموال هذا المغترب ايا كانت ظروفه
    ما حدث يمثل انتهاك للكرامة السودانية وعنصرية غير مقبولة

  5. ياخوى اقرأ ماكتبه استاذ عصام دبلوك تجد انة الحل الصحيح اللبنانيين شعب متغطرس وقليل حياء ولن يعتذروا وننادى بمقاطعتهم وطردهم من السودان واصلا نحنا مستفيدين ايه من لبنان؟؟ ماذا لديهم ليصدروة لنا

  6. قد ذكرت أكثر من مرة أن الدكــــــــــــــــــــــــــــــــــتور مصطفى اسماعيل أكيد عنده للبنانيين عذر لأنه أصلا مهووس بهوى لبنان. الشيء الثاني كثيرا ما أضحك عندما اسمع كلمات الاستثمارات اللبنانية في السودان. إن الأنشطة التي يقوم بها اللبنانيين لا يمكن أن يتم السماح بها في أي بلد في العالم على أساس إنها استثمارات. يعني ما فيش سوداني بيعرف يعمل لحم بالعجين ومفيش سوداني ممكن يشتري ويتاجر بالشعر المستعار وهل البنوك تعتبر استثمارا أجنيبا أم وسيلة لسرقة أموال الشعب – أتحدى وزير المالية والبنك المركزي أن يبرز لي قائمة بالأنشطة الصناعية والزراعية التي مولها أو يمولها أي بنك أجنبي. يا جماعة في البلدان التي تحترم نفسها لا يمكن أن تسمح لللألجانب بالاستثمار في مجال الخدمات. كفاية شركات الاتصالات – هذه الشركات تحقق أرباح في السودان لا يمكن تحقيقها في أي بلد في العالم وكما حكى لي أحد الملمين ببواطن الأمور ان الأرباح التي تكشف عنها شركات الاتصالات ما هو إلا جزء يسير جدا من ما تحققه فعلا. والشيء الثاني والطامة الكبرى وهو أن يتم تحويل كل هذه المليارات للخارج بالدولار والآن أصبح السيد/صابر في مشكلة حيث أن أي دولار يدخل البلد تقوم هذه الشركات بشرائه وتحويله للخارج عشان كده جن جنونه في اليام الفائتة وهو عارف المشكلة ولكنه لا يستطيع مواجهتها وشوف سودانير لماذا تتكالب الشركات الأجنبية على شرئاها لولا أنها تحقق أرباحا ولكن المصالح الخاصة والأنانية هي التي قتلت شعب بلدي

  7. تسلم يالطاهر يجب استدعاء السفير والمقاطعةالشعبية وفى حالة عدم الاعتذار طرد أخوان الدمية هيفاء،،،

  8. يعنى يا استاذ ساتى تتوقع شنو من بلد نصها …. وبتصدر تجارة الدعاره وقلة الادب للعالم كلو ونصها التانى رجال ممسحين ويرقصو فى الفيديو كليبات يمين وشمال,,,,ورئيسهم عامل ضنب حصان(سعد الحريري) الا من رحم ربي (حسن نصرالله) ديل ما بنفع معاهم الا الضرب هم برضو والاهانة زي ما عملو بلا اعتزار وكلام فاضي والسن بالسن والعين بالعين والبادى اظلم,,,عشان نوريهم العبيد الرجال كيف.

  9. اه يابلد اه ياشعب كم جرحك غائر وكرامتك منتهكة بالله قل لى ياساتي من يرد لهذا الانسان كرامته ؟
    الانسان السوداني اطيب واكثر الناس اخلاقا وكرامة وشهامة ورجولة … ولكن الذي ينتهك حقوق الاخرين اولى ان يسترد كرامته ويحفظ ماء وجهه من الغاصب الاسرائيلي الذي سلبهم ارضهم ومالهم وكرامتهم ونسائهم …. الخ. ماذا تتوقعون منهم ؟

    املنا يااستاذي يا ساتي ان تكتبوا وتكتبوا ولا تملو ؟

    حتى تسترد لهذا الانسان كرامته.

  10. عايزين الحكومة دي تدافع عن الوطن و المواطن او كرامة البلد وتقطع علاقاتها وتزيد من حصارها الحرامية ديل مستعدين يدوسوا عزة و كرامة الوطن و المواطن من جل اقناع الاخرين بشرعيتهم وحفاظهم على مقاعدهم في السلطة وما مثال مصطفى عثمان اسماعيل الذي وصفنابالشحادين ووزير الخارجية الحالي يبلع تصريحه قبل ما الجماعة يسحبوا سفيرهم و الامور …….. و هي ما ناقصة

  11. الذي حدث هو بكل بساطة جزاء تمسحنا بالعروبة التي لا شان لنا بها و اسقاطات كثيرة كهذء تحدث للسودانيين في مختلف الدول العربية وتطال حتي نايب رئيس الجمهورية (حادثة علي عثمان خلال قمة بيروت) و ماذلنا نلهث لاثبات الوهم العروبي مبادرة بين لبنان و سوريا من مصطفي عثمان و مظاهرات و انفعال مع كل قضية عربية والفلسطينيون و المصريون يجوبون خلال ديارنا و لهم الحق في كل شئ اكثر منا و اصغر مستثمر خليجي لء الحق في الاجتماع مع رئيس الجمهورية و حلايب و حلفا تضيعان مهر لاثبات حسن النية و العروبية و الموقف الاخير مع اتفاقية مياء النيل و التبعية لموقف مصر ايضا في نفس السياق .
    و المضحك حقا اننا نمارس نفس العنصرية علي بني جلدتنا فى الجنوب و هذا بدون تذويق هو سبب حتمية الانفصال حتي نرتمي بعد ذلك في احضان من سينعتوا رئيسنا بالعبد كفاحا و ليس من وراء حجاب ——

    فلنراجع انفسنا اولا و نصحح ما بنا وقد قال الطيب مصطفى العنصري ان الجنوبيون لا يشبهونا و الان ما يقوله اللبنانيون هو انكم ايها السودانيون جميعكم لا تشبهونا فلنعرف من نحن ومن نوالي؟؟؟

  12. هذه الممارسات قديمة ضد السودانيين في لبنان وهم ينظرون للسوداني كعبد (وذلك طبقا لمن قابلتهم من سودانيين عاشوا فترة في لبنان) …. انا ادعو لمبدأ المعاملة بالمثل في مثل هذه الحالات …. وذلك بطرد كل اللبنانيين الموجودين في السودان، حتي يفهم اولائك الناس انهم هم من يحتاجون الي السودان وليس العكس !! ولا بد ان يعاملوا السودانيين بصورة لائقة والا ؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..