مع الأخوان المسلمين المصريين

مع الأخوان المسلمين المصريين
محجوب عروة
[email protected]
قلت أمس أن هناك فرصة كبيرة للأخوان المسلمين فى مصر النجاح فى الأنتخابات المصرية القادمة والحصول على نسبة كبيرة بحكم تنظيمهم المحكم وحصولهم على نسبة عشرين بالمائة فى انتخابات 1995 رغم التضييق عليهم والآن انفتحت أمامهم الحرية السياسية، كما أن دورهم مشهود فى استمرار الثورة وزخمها وعنفوانها وتنظيمها والتى كانت مفاجأة للجميع حتى للأخوان أنفسهم.
جميل أن يتجه اخوان مصر لتأسيس حزب سياسى مدنى ديمقراطى يستوعب الأقباط باسم حزب العدالة والحرية وهو منهج يشابه منهج حزب العدالة والتنمية فى تركيا وظل يحكمها حتى اليوم ووجد ترحيبا محليا واقليميا ودوليا رغم كونه خرج من رحم الحركة الأسلامية الحديثة فى تركيا ولكن كان واضحا أن قادة الحزب قرأوا الواقع التركى والدولى بواقعية وحددوا أهدافهم وأولوياتهم بحكمة. وجميل أن يعلن أخوان مصر أنهم لن يرشحوا بأكثر من 35% من الدوائر رغم امكانية فوزهم بأكثر من ذلك كما لن يترشحوا لرئآسة الجمهورية مما يدل على نضج سياسى يبدد هاجس الخوف كفزاعة.
دلخت حركة الأخوان المسلمين الحياة المصرية منذ عام 1928 وتفاعلت مع بقية القوى السياسية والحكومات المتعاقبة وحاربت القوات الأنجليزية فى قناة السويس والدولة الصهيونية فى فلسطين و كسبت بذلك كثيرا ونشرت فكرها الذى سقته بدماء شهدائها وقاومت الأستبداد والفساد فى ظل نظام ثورة مصر الأحادية السلطة منذ خمسينات القرن الماضى.. هذه الحركة بحكم بشريتها واجتهادها لم تخلوا من أخطاء كتب معروفة وموثقة كأغتيالات سياسية وغيرها ويتعين عليها الآن أن تستفيد من تجاربها والتجارب المعاصرة خاصة الحركات الأسلامية المشابهة والتى وصل بعضها للسلطة وأخرى تتعثر وتتعرض للضرب والتهميش.
يتعين عليها ألا تنجرف وراء الشعارات الأسلامية فقط دون أن تحدد المفهوم الصحيح لشعارها (الأسلام هو الحل) وأن ترتب الأولويات الصحيحة لمصر والعالم العربى والأسلامى خاصة ونحن نعاصر تجارب اسلامية عديدة كايران والسعودية والسودان وتركيا وتونس والجزائر وسوريا واندونيسيا..الخ وكلنا يعرف ما حدث فيها.
نعم الأسلام هو الحل ليس للمسلمين وحسب بل للأنسانية جمعاء وقد عشنا وشهدنا سقوط وفشل كثيرا من النظريات والمذاهب البشرية كالشيوعية وترنح الرأسمالية وازدواجية معاييرها ترفع مبادئ الحرية والديمقراطية والمساواة وحقوق الأنسان ولكنها تدعم دول وأنظمة تناقض ذلك من أجل مصالحها الضيقة.. ولكن السؤال ماهو الأسلام؟ أخشى أن ينجرف أخوان مصر نحو المفهوم الضيق للأسلام وحصره فى العقوبات أو يستدرجوا بالصراعات والمكايدات السياسية لتكون السلطة كل همهم فاذا نالوها يصبح همهم الأول سحق الآخرين و الحفاظ علي السلطة بكل السبل غير المشروعة وينغمسوا فى الفساد المالى وينشئوا نظاما سلطويا بدعوى الحفاظ على الأسلام و فى الحقيقة هم يحافظون على السلطة والنفوذ والأموال!! السلطة مفسدة والسلطة المطلقة مفسدة مطلقة.
أجاب الأستاذ الغنوشى فى محاضرته مؤخرا بالخرطوم على سؤال وجه له ما هى الضمانات ألا تكونوا سلطويين وفاسدين اذا حكمتم؟ أجاب: الأستبداد والفساد ليس له دين والضمانة الوحيدة هى حرية الشعوب والديمقراطية فى مراقبة السلطة.. ما رأى أخوان مصر؟
الأخ المسلم : محجوب عروة …..تنظيم الأخوان المسلمين صنيعة مخابرات بريطانية
تكون في مصر العام 1928 وكان الهدف من انشاء التنظيم اعاقة حركات التحرر التي
نشأت في مصر منذ أحمد عرابي ومصطفى كامل وسعد زغلول الذي أنشأ حزب الوفد
في العام 1919 فكانت ثورة 1919 لطرد الانجليز من مصر , فقام الانجليز بعدها بدعم
وانشاء هذا التنظيم المسمى بالاخوان المسلمين الذي تمدد في الوطن العربي كالسرطان بل حتى خارج الوطن العربي في بقية الدول الاسلامية ….وهو تنظيم لا
يحمل أي فكرة ثورية أو تصور للنهوض بالأمة فقط شعار : الاسلام هو الحل ..
الاسلام ثورة اجتماعية واقتصادية ضد الظلم والفساد والمحسوبية …وقد أثبتت تجربة
حكم الاخوان المسلمين في السودان وتكالبهم على المال العام وممارساتهم غير الأخلاقية في ممتلكات البلاد العامة ,فشل التجربة بل وفشل التنظيم الاخوانجي في
الحكم ……عليه يجب أن يبتعد الأخوان المسلمون في الوطن العربي عن الحكم ..
الأحزاب المتأسلمة لا هم لها سوى جمع المال وبكافة الوسائل …أرجو من الكاتب أن
يمارس نقد ذاتي لحزبه ولشعاراته الضبابية ………