السودان إلى انتفاضة ام ثورة؟(1)

الحركة الطلابية:
منذ مجيء نظام الجبهة الإسلامية إلى سدة الحكم بانقلاب عسكري كان هاجسها الأكبر هو كيفية السيطرة على الدولة السودانية وتحويلها إلى دولة الحزب من اجل الاستمرار في السلطة لأطول فترة، فقد استفادت الجبهة الإسلامية من التاريخ السوداني بين الانقلاب والانتفاضة ووظفته من اجلها، فسعت منذ الانقلاب على الاستحواذ على كل المؤسسات المدنية والعسكرية من خلال الإرهاب الأمني والفصل التعسفي وتطويع القوانين لمصلحتها الشخصية، وكذلك سعت إلى الهيمنة على مؤسسات الطلاب والنقابات والسيطرة عليهما من اجل تثبيت الانقلاب لأطول فترة ممكنة، فتلك العناصر شكلت عنصر التفوق في الانتفاضات السابقة في 64 و85، فهي التي واجهت تلك الأنظمة وكانت المحرك الأساسي ثم يأتي بعد ذلك دور الأحزاب السياسية والشارع والمؤسسات الأمنية وتكتمل الانتفاضة.
استطاعت الجبهة الإسلامية ان تسيطر على كل المؤسسات الأمنية والمدنية والنقابات تماما من خلال الفصل التعسفي لكل قيادات وكوادر الأحزاب والناشطين الذين رفضوا الهيمنة على الخدمة المدنية والعسكرية، والغوا القوانين واللوائح حتى ترقت كوادر الجبهة الإسلامية وسيطرت على الإدارات وبعدها على النقابات، وكذلك تم السيطرة على السوق حتى تحولت الدولة السودانية إلى دولة الجبهة الإسلامية.
ما لم تستطع ان تلغيه أو تسيطر عليه هو دور الطلاب في الحراك الوطني، فرغم غياب الحاضن الأساسي للطلاب وهو الشارع وقد تم تحييده من خلال الضغط المعيشي وكذلك الإرهاب الأمني، فقد كان الشارع هو الحاضن والمتفاعل المباشر مع تحركات الطلاب في كل الانتفاضات السابقة ولذلك خلقت الجبهة الإسلامية تلك الفجوة. كذلك غابت الأحزاب السياسية وكوادرها عن مساعدة الطلاب في حراكهم داخل وخارج الجامعات، كل ذلك جعل الطلاب يناضلون وحدهم ولكن ذلك لم يثنيهم عن السعي للتعبير عن هموم الإنسان السوداني في كل بقاع السودان.

فمنذ 89 واجه الطلاب الآلة القمعية والإعلامية للجبهة الإسلامية منفردة، فقد اختفت الأحزاب السياسية وتحول الشارع عن الخطاب السياسي الذي لم يجني من وآراءه منذ الاستقلال سوى الخراب والدمار. ورغم توجيه كل مؤسسات الدولة الأمنية لدعم طلاب الحركة الإسلامية ورغم التنسيق الكبير بين الشرطة وجهاز الامن وطلاب الحركة الإسلامية ضد الحركة الطلابية المعارضة الا ان ذلك لم يوهن الحراك الطلابي، فرغم القتل والبطش والتنكيل الا ان عزيمة الطلاب وإحساسهم بهموم الشارع السوداني كانت اكبر من كل تلك الالة القمعية التي استخدمتها الجبهة الإسلامية.
واستمر استحواذ الإسلاميين على الدولة السودانية منذ 89 من دون أي فعل معارض حقيقي من جانب الأحزاب السياسية، ورغم توقيع اتفاقية السلام التي كانت فرصة سانحة للأحزاب من اجل تفكيك دولة الحزب والاتجاه نحو دولة الوطن إلا ان تلك الفترة التي امتدت إلى عدة سنوات لم يتم الاستفادة منها من اجل البناء التنظيمي للأحزاب وتغيير القوانين وتفكيك الدولة بل تم اعتبارها فترة للمكاسب الشخصية أو فترة استراحة فقط دون نشاط حقيقي يوضح عمق الأزمة وطريق الحلول الممكنة.
ولذلك بعد انتهاء اجل الاتفاقية عاد الوضع إلى ما هو عليه، صراع بين السلطة والطلاب الذين لم يرتاحوا حتى أثناء فترة الاتفاقية، فكانت الجامعات طوال هذه السنين في مواجهة مباشرة مع الآلة العسكرية وليست الفكرية لتنظيم الجبهة الإسلامية ولا نستثني جامعة من تلك المواجهة المفتوحة مع تقديم الأرواح واحدة تلو الأخرى فداء لهذا الوطن.
فالعزاء واجب لكل الطلاب في كل الأرواح التي أزهقت ولازالت تزهقها الجبهة الإسلامية من اجل استمرار دولة الحزب وليس دولة الوطن، فالعزاء في آخر الأرواح التي اغتالتها أيادي لا تعرف سوى الغدر بطلاب لا يحملون سوى فكرهم وهموم أهلهم وأحلامهم بوطن يسع الجميع. فالعزاء والصبر لأهل الطالب أبو بكر من جامعة كردفان ومحمد من جامعة امدرمان الأهلية.
ولكن ماذا بعد والي متى تكون الحركة الطلابية وحيدة داخل المدن تناضل من اجل كل السودان؟!
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. السودان لا الي انتفاضة ولا الي ثورة ولا الي غيره- اريحوا بالكم وارعوا عيالكم!!
    معلوم لكي احقق هدفي من عدوي، علي ان اعلم قدرات قواه ومكامن ضعفه، وعليه ان اعلم ما يقويه واعلم ما يضعفه ويخيفه ويبكيه! ثم عليك ان تعلم مدي كرامة عدوك وصدقه مع نفسه ومدي سفوله ووضاعته، وعليك كذلك ان تعلم حجم تقواه لربه ان كان يؤمن ومقدار شيطانيته ان كان ماسونيا او غير متدين! ثم قبل كل ذلك عليك ان تفهم مستوي حكمة وايمان عدوك – والمثل يقول: عدو عاقل خير من صديق جاهل!

    الذين ننعتهم بالكيزان وهلم جرا – فيهم كل ذلك من الصفات المتناقضة وما هو افظع منها! ولذا من الصعب التعامل مع جهة تجذرت وعلمت وعرفت كيف تمكن لنفسها عوامل البقاء طيلة ال27 سنة ده! فهل نحن المنتفضون جميعنا علي صعيد واحد من جهة الصفاء والنقاء والرجولة والكرامة – ام اننا فقط للمنظرة وممكن نكون اي حاجة!

    وسيلة الثورة – لنسأل بصدق ثوار دارفور وابطال جبالي النوبة والنيل الازرق – ماذا حققوا طيلة هذه المدة!!! اما الانتفاضة فهي امتداد اخر للعمل الثوري – اي ان نسبة المنتفضين هي تقريبا نسبة الثوريين فمن هم حقيقة المنتفضون – انهم الثوريون 90%!اكرر: اريحوا بالكم وارعوا عيالكم! الغراب ما بسل عين اخيه!

    ثم ناتي لحساب الربح والخسارة! ماذا سيجني الثوريون ام المنتفضون من ايها عمل يقومون به ضد الكيزان – ومن سيكون الرابح ومن سيكون الخاسر! مصر الغير مستقرة وسوريا الملتهبة تعطيان مثالا حيا في هذا الصدد – اريحوا بالكم وارعوا عيالكم!!

  2. السودان لا الي انتفاضة ولا الي ثورة ولا الي غيره من النمازج المخزية التي نشاهد عربيا واسلاميا – اريحوا بالكم وارعوا عيالكم!!

    معلوم لكي احقق هدفي من عدوي، علي ان اعلم قدرات قواه ومكامن ضعفه، وعليه ان اعلم ما يقويه واعلم ما يضعفه ويخيفه ويبكيه! ثم علي ان اعلم مدي كرامته وصدقه مع نفسه ومدي سفوله ووضاعته، وعلي كذلك ان اعلم حجم تقواه لربه ان كان يؤمن، ومقدار شيطانيته ان كان ماسونيا او غير متدين! ثم قبل كل ذلك علي ان اتفهم مستوي حكمته وايمانه -ان كان هناك خيار للتفاهم (الحوار الوطني)، ثم ان اعرف اين هو مني واين انا منه – والمثل يقول: عدو عاقل خير من صديق جاهل!

    الذين ننعتهم بالكيزان وهلم جرا – فيهم كل تلك الصفات المتناقضة وما هو افظع منها! ولذا من الصعب التعامل مع جهة تجذرت وتجاوزت كل اسباب الفرقة وصارت علي صعيد واحد وعرفت كيف تمكن لنفسها عوامل البقاء طيلة السنين ده كلها! فهل المنتفضون جميعهم علي صعيد واحد أيضا – من جهة الجغرافيا والسياسة والتاريخ وحب الوطن – ام انهم شرائح جديدة تغلب عليهم صفات العلمانية والتحرر والحرية لهدم ما فعل الكيزان وعسكرهم!

    وسيلة الثورة – لنسأل بصدق ثوار دارفور وابطال جبالي النوبة والنيل الازرق – ماذا حققوا طيلة هذه المدة! فمن وقع منهم فقد راينا ان القصد هو نفس المكاسب التي تمتع بها نفس الكيزان (السلطة – المال – الاستقواء ثم الهروب مرة ثانية) دونما التفكير في مصلحة الوطن وما يمكن ان نخطط للارتقاء به! اما الذي لم يوقع فبعده من الهدف اليوم اقرب الي نهايته منه! اما الانتفاضة فهي امتداد اخر للعمل الثوري – اي ان نسبة المنتفضين هي تقريبا نسبة الثوريين، فمن هم حقيقة هؤلاء المنتفضون الـ 90% – انهم الثوريون اهل الهامش! اكرر: اريحوا بالكم وارعوا عيالكم! الغراب ما بسل عين اخيه!

    وبسبب تلك العلمانية – نحن لا نجري احكام الشرع علينا ولا نحتكم بها لمعرفة مشروعية الانتفاضة وحكم الثورة وحق الدماء والارواح التي زهقت – من المسؤول امام الله فيها!!! ببساطة الفتنة اشد من القتل! وحل بالايدي خير من حل بالاسنان!

    ثم ناتي لحساب الربح والخسارة! ماذا سيجني الثوريون ام المنتفضون من ايها عمل يقومون به ضد الكيزان – ومن سيكون الرابح ومن سيكون الخاسر! مصر الغير مستقرة وسوريا الملتهبة تعطيان مثالا حيا في هذا الصدد – اريحوا بالكم وارعوا عيالكم!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..