تطوير الرياضة في السودان- أستاد المحيريبا العالمي !

لم يكن أكثر المتفائلين يستبشر خيراً من إزعان البيض لحكم الأغلبية البيضاء في جنوب إفريقيا و إنتقال السلطة في سلاسة لأهل البلاد بزعامة نيلسون مانديلا- كان مانديلا زعيماً كبيراً و حكيماً ، إتسقت أقواله مع أفعاله و كذلك تميز بإستقامة لا نظير لها و فوق كل ذلك كان ذا رؤية ? قال ” الرياضة يمكنها تغيير العالم” هكذا إستخدم نيلسون مانديلا الرياضة لتوحيد الشعب في جنوب إفريقيا.إستطاع بتلك الرؤية بناء الوحدة و تحقيق السلام و التعايش و المصالحة ? تجربة ما زال العالم يذكرها و ما زالت الحاجة شديدة إليها ! خاصة في بلادنا !
تحولت رؤية مانديلا حول الرياضة في جنوب إفريقيا إلي برنامج لبناء السلام الإجتماعي و خلق تواصل إجتماعي بين قطبين كان الظن ألا يلتقيا ! كان عملاً أشبه بمعجزة والتي صاغها الكاتب جون كارلين في سفر رائع أسماه إنفيكتيسInvictus وتم إنتاجه في فيلم بذات العنوان! كلمة إنفيكتيس تعني ?”الذي لا يُقهر أو لا يُزم” لم يُهزم مانديلا رغم سنوات السجن الطويلة !
عندما نقلتُ في حذر رسالتي إلي أحد الإخوة حول مشروع بناء إستاد رياضي بالمحيريبا عالمي ! كما وصفته المجموعة التي بشرت به في إجتماع صغير قبل إسبوع بالخرطوم، فقد أخبرني دون مواربة بأنه غير مبال لمثل هذا النوع و لا يتحمس له فللناس أولويات و إحتياجات ليس من بينها الرياضة مثل الطعام ، الصحة و التعليم …لا يمكن المجادلة في ذلك و لكن ربما يكون مناسباً التذكير بما جاء في خطاب بروفسير هوبلت ? مسؤول شؤون الفضاء بالأمم المتحدة في مؤتمر بدمشق قبل سنوات خلون ?تكلم حول علوم الفلك في العالم الثالث و حاول إقناع المجتمعين بأن علوم الفلك ليست ترفاً و يمكن لأي دولة وبعدد قليل من العلماء لا يتعدي عدد أصابع اليد تككوين مجموعة تعمل في رصد السماء بنجومها و كواكبها و شهبها- فلربما تعثر علي نجم جديد أو تحذر من كويكب خطير و بذلك تساهم في مسيرة العلوم و تساعد في تأجيج المشاعر القومية و تنمية الإحساس بالفخار- العلوم تصنع نجوماً من البشر و تضع الدولة بين الأمم! من كان ليسمع بغانا لو لاعبها الأشهر ?ميلا ؟ أو الجزائر لولا زيدان ؟ وهنا في السودان أحسسنا بكثير من الفخر و الإعجاب عند بروز نجمنا لاعب السلة العالمي بول مانوت !نجم لم نفلح في الإستفادة منه في تطوير لعبة السلة في البلاد ! الرياضة تصنع نجوماً تماماً كالعلوم و بقية الفنون !
تطوير الرياضة في البلاد لن يتم في أيام أو سنوات قليلة و لكنه جهد متواصل يبدأ في كافة الأصقاع مثلما حدث في مبادرة إنشاء إستاد للرياضة عالمي بالمحيريبا !وليكن ذلك الاستاد لبنة في تغيير المنطقة و نهضة الرياضة.عرض المهندس أبو بكر الصديق من شركة دار تصوراً جميلاً لإستاد المحيريبا العالمي و تلاه عرض من المحامي طارق لللائحة المنظمة لعمل اللجنة المكلفة بتشييد الأستاد. ولكن لماذا يلجأ الناس للمباني العظيمة أو الهياكل الكبيرة كما أسماها العلامة إبن خلدون و الذي زعم أنه ليس بمقدور الدولة المنفردة تشييدها لوحدها ودون عون خارجي ! أمر ما زال صحيحاً في كثير من المشاريع ? مثل السدود أو الأبراج الشاهقة.
يشمل الأستاد عدداً من المرافق و المقصورة مع 4 مدرجات و أبراج الإنارة- لم يقف المهندس عند تصميم المبني و لكنه تبرع بخمس مليوناً من الجنيهات مساهمة في التشييد! و لفتة أُخري من إبن المرحوم عوض الجيد بخمس مليوناً أخري ? سيراً في خُطي أبيه الحبيب و قد أسماها وقفاً علي روحه الطاهرة فقد كان مبادراً في كثير من المشاريع بالمنطقة !
تراوحت التبرعات بين مائتي جنيه إلي 20 مليوناً من الجنيهات القديمة ? سيتم نشر كشف بالتبرعات إنشالله. كما سيتم فتح حساب لتلقي التبرعات من كافة الأفراد .
مثل هذه المشاريع تمثل تحدياً كهدف كبير قد يصعب تحقيقه و لكن بالتخطيط الجيد و بالبدائل الجيدة للوصول إلي الهدف الكبير عبر أهداف صغيرة تتحقق سريعاً ? مما يدفع بالحماس و يُغذي الهمة و تذكر الناس بالهدف الكبير ! تماماً كما تفعل الجيوش في إستخدام تكتيكات سريعة لتحقيق الإستراتيجية الكبيرة !
لقد إقترحت البدء بتشييد ميادين خماسيات في مدن و قري المنطقة لتدر عائداً يصب في بناء الإستاد و في ذات الوقت يساهم في تدريب الشباب في كافة ضروب الرياضة مثل الكرة الطائرة و كرة السلة و ألعاب القوي التي يمكن ممارستها في ذات الميادين ! مع إمكانية إلحاقها بقاعات لبناء الأجسام و للرياضات العقلية مثل الشطرنج وهكذا ! لذلك يُرجي إعادة النظر في الخطة أو التكتيك للوصول إلي الهدف الكبير ! وهو في تقديري مشروع قومي ?إذ يمكن توجيه بعضاً من المنافسات التي تستضيفها البلاد إلي هذا الاستاد إنشالله بين مدني و المناقل و المحيريبا و العاصمة وهي كلها ترتبط بشبكة من الطرق و الإتصالات !
وردت في ذلك الإجتماع أفكاراً جيدة يمكن تبنيها ? مثل تحديد قيمة كل عمود أو جزءاً من السور أو عدداً من المقاعد في المدرج أو قيمة بروج الإضاءة و غير ذلك من مرافق و تقديمها للتمويل كأوقاف للأحياء و لمن سبق إلي الدار الآخرة كما إقترح إبن الأخ عوض الجيد !
دعوة لقيام دورة رياضية لدعم السلام و للتبرع لهذا المشروع الهام وغيره من مشاريع الرياضة فليس بالخبز وحده يحي الإنسان.
و يبقي دور الإعلام خطيراً في التنوير و التوجيه و تحريك الجماهير !
[email][email protected][/email]
حفظك الله يا بالمهندس إسماعيل فانت سليل العلماء والدك الله يرحمه كان اول مهندس فى عهد الإنجليز وأجداده كانوا اهل علم وعمل لذا نشد من أسكر وسينجح هذا المشروع العملاق انشاء الله