ما عاد دين ترتجيه من اللحى (شعر)

بسم الله الرحمن الرحيم
ما عاد دين ترتجيه من اللحى (شعر)
أيا من قَّرتِ العينانُ منه..
ونام ِملء جفونه..ودمُ الشهيد يصيح..
ودمعُ أهليه يسح كما وزخاتِ السَحاب
والنومُ يأبى أن يداعبَ أعيناً..سهِرت..
قد اشتعلت محاجِرُها جحيماً أوقدته..
يدٌ تُعربدُ في الأنام لتنحنى الهاماتُ منهم والرقاب
وتسومُهم خسفاً……لتسوقهم بالقهر ..
تُدخلهم دهاليَز الظلام .. تُذيقهم بالقهر ألوان العذاب
حاذر..فإن الوحشَ والغيلانَ إن تُركت كما تبغَى..
تزيدُ شهيةُ الدمِ في دماها..وتكونَ أنت ..
فريسةَ الغد..لا محالة واقعا ً حملاً بأودية الذئاب
أو يستبيحَ الغدرُ من فَلذات كبدك ما استباح ..
وكذا تكُر المسبحة.. ليكونَ وطنُ العز والأمجاد وطناً للثكالى..
والبواكيَ ..والخصي من الرجال ..وآكلى بعض الفتات
وسارقو الأقوات..تجار المخدر والأراضي ..غاسلو الأموال..
من وسخِ المصادر سادةً في القوم..محمودي الصفات
ذاك إذا بَقِيَ في الرَبْعِ .. شئٌ لم يباع ..وكان حقلُك..
عرشُ بيتِك ..نائياً من طَولِهم ..وكذا العروضُ من انتهاك
يا صاحبي..ما عاد شئٌ يُرتجى ..
أترتجي مرقاً من العصفورِ أم دمَ من جراد؟
ما عاد دين ترتجيه من اللحى..
شغلتهم الدنيا .. وتلذذوا بالسحتِ ولغوا في الفساد
ما عاد منهم ساسةٌ يجدون ترياقاً..يداويها البلاد
فيم انتظارُك يا نقيَ القلب..يا معزوفةَ الغد ..
إذ تدوزُنها الأناملُ…يصدحُ القيثارُ باسمك..
تنتشي كلُ المدائنِ والخمائلِ ..
والجداولِ والجدائلِ والحمائمِ ..والفيافي ..
والمراعي والرعاة
بادر فإنك تستحق من الحياة عزيزَها..
يا صاحبَ المجدِ المدونِ في التواريخَ القديمة..
صانعَ الثورات ..معلماً كلَ الشعوب أصولَ تركيعِ الطغاة
إغضب لكلِ سجيةٍ سمحاءَ قد طُمرت ..
لا تتركِ الوطنَ الجميل مطيةً لهوى البغاة
الظالمين ..البائعين الجند..للأعرابِ ..طمعَ المال..
تُبًّعاً ..تبت يداهم …. جبارين في البسطاء..
محنيو الجباهِ أمام جيرتنا..وتُرْكاً
أطلقوا فينا جيوشاً من جُباة
استدعِ من دمِك الهتاف..يا سليلَ الماظ..
والقرشي والمهدي..يا ابنَ المك..يا ابنَ علي..
ديناراً أكان …أو علي عبد اللطيف..ونسلَ تهراقا..
فمثلُك ليس يُشبِهُه الخنوعُ ولا السكوتُ على الجناة
انهض فديتُك ..لا سدودَ لتغمر التاريخ ..
ولا الجميلةُ مستحيلةُ تُستباح ..
لا طلقَ في غضِ الشبابِ يدورُ كاسأ للمنية..
غادراً فينا..لأجلِ المالِ والسلطانِ والشهواتِ يقمَعُنا سلاح
اصرخ بأعلى الصوتِ قل ..أرضاً سلاح
افتح ذراعَك للنسيمِ..وللشعاعِ مع الصباح
لا تيأسنَّ فإن فجرَك قد دنا في الأفقِ لاح
معمر حسن محمد نور
3/ مايو/ 2016
[email][email protected][/email]