حول المبادرة القومية للسلام والإصلاح

المبادرة التي تقدم بها مجموعة من الشخصيات القومية (المبادرة القومية للسلام والإصلاح)، والتي تدعو الي تكوين حكومة قومية، وإن كنا نحترم جهدهم المقدر في إعداد هذه الوثيقة، وجمع هذا العدد الكبير من التوقيعات عليها من شخصيات يجد الكثير منهم إحترامنا وقناعتنا في صدق مقاصدهم، ولكن البعض لا يجد منا ذلك، وعلي كل حال في موضوع الوثيقة نلاحظ التالي:
1) تم تغبيش كبير حول هذه الحكومة فالدعوة لرئاسة الجمهورية لتكوين هذه الحكومة، يعني أن يتم تكوين هذه الحكومة برعاية الرئيس وبتسق مع ذلك أن تكون تحت رئاسته، وهو أمر نرفضه جملةً وتقصيلاً، فلقد ظلت الحكومات المتعاقبة هي حكومات لذات الشخص بمعني هي حكومة عمر البشير متحالفاً مع العسكر تارة، ومع الجبهة الإسلامية تارة، ومع التكنوقراط أخري، ومع لفيف غير متجانس في غيرها، فالثابت الوحيد منذ العام 1989 هو عمر حسن أحمد البشير، لذلك نرفض قيادته لأي حكومة إنتقالية او قومية لاحقة.
2) ذهبت الوثيقة/ المبادرة الي معالجة مسئلة المحكمة الجنائسة الدولية، ونحن نري بأن إنضمام السودان للمحكمة الجنائية الدولية يجب أن يكون أولي أوليات المرحلة القادمة حماية للشعب السوداني من إساءة إستخدام السلطة من أي متنفذ أو حاكم، مع عدم إفلات كل إرتكب الجرائم في حق الشعب من العقاب، من حق شعبنا أن يري العدالة تسري وتنصف كل من وقع عليه الظلم من السلطة.
3) المهام الثمانية التي تضمنتها الوثيقة لم تتضمن أهم مطلب شعبي وهو تفكيك دولة الحزب، تصفية آثارها، إنتزاع الحقوق وإرجاعها لأصحابها، إنصاف المقصولين تعسفياً، وغيرهم ممن وقع عليهم الظلم والقهر والإقصاء.
4) الوثيقة وفي مهامها العامة للحكومة المنشودة تلامس كثير من المبادرات التي تم إطلاقها في المرحلة السابقة من إصلاح للعلاقات الخارجية، إصلاح للخدمة المدنية، إصلاح للإقتصاد، محاربة الفساد، إسترداد ما تم التعدي عليه من المال العام، ولكن كل ذلك سواء في هذه المبادرة أو مثيلاتها مما تم التوقيع عليه بالخارج أو الداخل، لا تزيد عن كونها أماني وأحلام يقظة في ظل بقاء السبب والمسبب الرئيسي لها، فلقد وصلنا الي القناعة الكاملة أن لا صلاح ولا إصلاح ممكن في وجود هذه الحكومة، وهذا النظام وهذا الرئيس، وإن أول خطوة نخو الإصلاح هي بزوال ذلك كله.
5) تسلم وزير شئون الرئاسة هذه الوثيقة حيث تعهد بتسليمها للرئيس، علي أمل أن يحدد موعد للقاء أو الإجتماع بأبنا السودان الذين يجمع بينهم الإنشغال بالهم الوطني، وهذا ما لن يحدث لن يحدد إجتماع، ولن يلتقي بهم الرئيس، لأن ذلك يعني إعترافه بأن هنالك حالة ثورية تظلل البلاد، فلينتظر أبناء السودان تحديد الموعد.
6) جائت المبادرة وفي مهامها للحكومة الإنتقالية خلواً من قضايا كبيرة ومهمة، قضية الحدود/ أراضينا، وقضية المغتربين والمتغربين الذين هم 30% من الشعب السوداني الذي إختار أن يهجر وطنه عسي حكومات البشير المتعاقبة تنعم بخيراته وتكتفي، قضايا التعليم، وغيرها من القضايا المهمه.
7) أنا علي إدراك كامل بأن الحكومات المتعاقبة للرئيس البشية أوصلت بلادنا الي درك سحيق من التردي والتخلف، وأن هذا النظام المتحكم فينا أسوأ نظام علي وجه الكرة الأرضية في هذا الوقت الراهن، ولكن هل نمتلك خياراً ثالثاً بخلاف الثورة، أو الحكومة الإنتقالية تحت قيادة عمر البشير؟؟؟؟
8) نعم هنالك خيارات أكثر صحة وسلامة وأمناً في التطبيق، ولكن دعونا لا نطرحها الآن إذ الآن نقدم بعض النقاط حول المبادرة القومية للسلام والإصلاح.

أحمد الرضي جاد الله

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. من أولويات الفتره القادمه والتي لا مناص ولا حياد فيها هو تطبيق القانون العادل والشافي في حق هذه الشرزمه الضاله وبتر رأس الأفعى ومحاكمة الكيزان الذين تسببوا في هذا الوضع وإسترداد المال المنهوب على دائر المليم وإلغاء ما يسمى عفا الله عما سلف ولا طيبه ولا يحزنون القصاص ثم القصاص لماذا ؟؟ لأن الكيزان كل القتل والدمار والسرقه وجميع أعمالهم كانت مع سبق الإصرار والترصد ولا مجال للعفو . فالى المشانق وأعواد القذافي .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..