الثورة أو نظام الإنقاذ القاتل

بعد الانتكاسات التى حدثت في دول الربيع العربي مثلا ليبيا و اليمن السعيد و سوريا تغير مفهوم و ضروريات الثورة عند المثقف السودانيبن فتحول موقفه إلى موقف سلبي تجاه أي صوت ينادي بالتغيير مما انعكس على الشعب السوداني فأصبح الخيار بين أن نظل تحت رحمة نظام الإنقاذ القاتل أو أن نعيش كما تعيش سوريا .
كان من المفترض أن نجعل الخيار بين أن نظل سجنا و بلا كرامة أو أن نكون أحراراً لنبني وطن إن توهم و جنون الكثير حول سلبية الثورة في هذا الوقت هو توهم ناتج من ضيق نظر هذه الأشخاص و أظن هم رهن لخطاب الإنقاذ التخوفي و لأنه يضرب في أهم الأوتار الحساسة لبعض الأشخاص .نريد أن نقول لهم أن كنتم تتحدثون عن الأمن و السلام فأنتم و احد من اثنين اما من اتباع لنظام إلانقاذ اما ليس لكم عقل لتحليل الواقع . ..!

أليس منذ 1989 هناك حرب دائماَ في الجنوب و جنوب كردفان و النيل الأزرق و الشرق .؟
أليس في هذه الحروب مات الكثير من الأطفال و النساء و كبار السن ماتوا ليس فقط بسبب قذف الطائرات بل بسبب الجوع و الأمراض و الخوف و تدمر منازلهم و اغتصاب النساء أي عقل هذا يفضل الظلم على العدالة الاستبداد على الحرية .!؟
أما ان تتحدثون عن الحروب القبلية فأنتم كذاك لا تعلمون شيء لم تسيس الحرب القبلية في السودان إلا بعد نظام الإنقاذ الفاسد أكبر حرب حدث في دارفور بين قبيلة و أخرى كان سنة 1992 حينها قامة الحكومة بدعم بعض القبائل ضد الأخرى و أظن هذه اللحظة كانت شرارة التمرد في دارفور .

أما أن تخافوا من تقسيم السودان فلقد قسم السودان آلى جنوب و شمال و الآن دارفور و جنوب كردفان في نفس الطريق ما لم تتوقف الحرب و بعض التميز و هذا إلا بسقوط نظام الإنقاذ الباطش و ليس التقسيم أن يكون فقط مثل الجنوب بل الآن البلاد مقسمة بين أرض السلام و الحرب بين عرق سامي و آخر متخلف . !؟

و لا أظن احتاج لأوضح أزمة الاقتصاد و التدهور العام على مستوى التعليم الصحة القضاء الشرطة الجيش و انتشار الفساد و العنصرية و الجهل .
إن سودان اليوم ليس أفضل من أمس و أن الصمت هكذا لا يفعل شيء غير أموات في كل مناطق السودان و تشريد و انتهاك لكرامة الشعب السوداني الآن الوضع الاقتصادي و الامني لا يختلف من سوريا و لا ليبيا فعدد النازحين و المهاجرين يشابه عدد السورين و طرق القتل تشابه طرق قتل السورين قتل بلا رحمة … !؟

قراءة للواقع السوداني الآن …
ان الشعب السوداني بالرغم من انتشار بعض المفاهيم السلبية داخله و تفتيت بعض مقومات الرابط الاجتماعي السوداني إلا يوجد درجة من الوعى تفوق درجة المثقف السوداني و القوى السياسية و أظن تأخر التغيير أو الثورة هو بسبب المسكنات و المخدرات التى يصنعه النظام و النخب السياسية من “حوار إلى ،تفاوض، و بيان سياسي” ما نحتاجه هو القليل من التحرر و الإرادة ، و القليل من التعقل داخل البيت السياسي و حلق و عى مشترك عبر انشطة ثقافية و سياسية و اجتماعية لتعزيز روحى الوطنية و النضال . فنظام الإنقاذ ليس بتلك الصورة الأسطورية الضخم بل هو نظام بلا حاضنة اجتماعية و لا عضوية حقيقة انه مجموعة من عصابات المافيا و رجال المال الفاسدين ..

نحن الآن أمام حرب المثقف و المثقف حرب المعارضة و المعارضة حرباً ضد أنفسنا ضد مستقبلنا ليس ضد نظام الإنقاذ و السبب هو خوف بعض الأقطاب السياسية من أن تتلاشى أو أن يحصل لها كما حصل في بعض دول الربيع فكل الإسلام السياسي السوداني بلا إستثناء بعض الربيع العربي أصبح ضد أي ربيع في السودان و لو على حساب الشعب السودان و وجود السودان .

أخيراً. ..
الثورة أو التغيير هما الخيار الوحيد و هذه المرحلة من تاريخ السودان هي الفاصل اما ان نعيش تحت سيف الإنقاذ أو أن نتحرر ..
فان نكون و أن لا نكون او ان نجد أنفسنا و لو على طريق دمشق أو بنغازى أفضل من أن تعيش أحياء بلا أرواح بلا حرية . يسقط نظام الإنقاذ الديكتاتوري المستبد لا خوف في حب الوطن ، عندما يكون الموت من أجل قضية وطنية تتحول الشهادة إلى سعادة ، وتتحول ساعات الحياة الأخيرة للشهيد إلى تاريخ يلهم أبنائه حقيقة النضال والكفاح من أجل نيل حريتهم .

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..