أين المدينة ..؟؟

:: تحت عنوان (ترهات الطاهر ساتي)، يكتب الدكتور معز حسن بخيت، مدير الإعلام والناطق الرسمي باسم وزارة الصحة بولاية الخرطوم، يكتب مقالا ويوزعه – هذه الايام – عبر مواقع التواصل، وفيه ما يلي بالنص ( يحكي الطاهر ساتي عن مشروع زراعة الكبد في السودان متمثلا صورة الرجل الحزين، وعن أن البروف حسب الرسول بابكر وزير الدولة السابق والذي يعتبر من أفضل الأطباء الذين توافدوا على الصحة. وعندما اعترض البروف حسبو على مشروع زراعة الأعضاء كان لسببين الأول قانوني وهو لابد من وجود قانون ينظم عمليه التبرع وقد يكون هذا السبب ثانويا اما السبب الرئيسي الذي لم يذكره الطاهر هو أن القائمين على المشروع اشترطوا أن يكون حفظ الأعضاء بسلطنة عمان، علما بأن المتبرعين من السودان، وكان هذا السبب الذي حدا بالوزير أن يرفض المشروع) .

:: وللأسف، كل هذا غير صحيح ..ونجتر الذكرى، عسى ولعل تنفع د. معز وتعظ الآخرين بحيث لا يغلبوا ( الخاص على العام)..قبل خمس سنوات، كاد قطاع الطب بالسودان يحتفل بإجراء أول عملية زراعة كبد عندما جاء بعض أبناء السودان بالسعودية بهذا المشروع..ليس لحاجة مرضانا فقط، بل لحاجة مرضى دول الجوار الأفريقي أيضاً، فالغاية كانت أن يصبح السودان مركزاً إقليمياً لزراعة الأعضاء.. وتعاقدوا مع وزارة الصحة المركزية بعقد تكافلي ينص على علاج (15%) من مرضى مشافي السودان مجاناً، ومع مستشفى الخرطوم بعقد تكافلي آخر ينص على علاج ( 10%) من مرضى الخرطوم مجاناً.. مجانا .. !!

:: وجهزوا مستشفى ابن سيناء بالعدة والعتاد، واستجلبوا الكوادر الأجنبية والكفاءة السودانية من السعودية وألمانيا.. وزاروا المشافي التي فيها تتوجع (أكباد الناس)، ومنها مستشفى جعفر بن عوف، الملاذ المؤقت لأطفالنا لحين الموت ..( 3/ 4، شهرياً، معدل وفيات أطفالنا بداء الكبد)..وقفوا على الحالات الحرجة، واختاروا (12 مريضاً)، نصفهم أطفال..تم الفحص والتشخيص بمعامل الرياض والقاهرة وألمانيا بتكلفة تجاوزت (25 مليون جنيه)، وكان سعر الدولار جنيهين ونيف.. لم يدفع ذوو المرضى جنيهاً، فالمشروع ( كان تكافلياً)، ومن تم اختيارهم كانوا من (المتعففين)..تم تجهيزهم طبياً ونفسياً، ثم تم تجهيز غرف العمليات بمستشفى ابن سيناء ، وأعلنوا (موعد العمليات) ..!!

:: ولكن، البنيان لا يكتمل في بلاد مراكز قواها تغلب الخاص على العام ..قبل موعد العمليات ب( 24 ساعة)، فأجا وزير الدولة بالصحة – اللواء طبيب حسب الرسول بابكر – الناس والبلد والمرضى و أسرهم بقرار (تجميد المشروع) و (إيقاف كل العمليات)..ولم يكتف الوزير حسب الرسول بهذا، بل نجح في إقناع النائب الأول السابق لرئيس الجمهورية – الأستاذ علي عثمان محمد طه – بعدم جدوى المشروع، وتم ذلك في إطار صراع (مراكز القوى) ..ومات المشروع قبل أن يُولد، ومات ثلاثة أطفال في ذات ( شهر التجميد).. وتجمهرت امهات الأطفال أمام القصر الجمهوري احتجاجاً على إيقاف المشروع وبحثاً عن ( أمل الشفاء)..وتم طردهن بواسطة العسس، لا بعلاج أطفالهن ..!!

:: ويوم التظاهرة قصدت وزير الدولة سائلاً عن أسباب وأد المشروع.. ووجدت معه الدكتور معز حسن بخيت ولم يكن ناطقاً رسمياً بالصحة الولائية، بل كان نافذا بأمانة الصحة بالحزب الحاكم، ومناصراً لهذا الوزير في وأد المشروع.. سألته عن سبب تجميد المشروع، فقال بالنص : (ياخ إنت مستعجل ليه للمشروع ده؟، نحن ح نعملوا بشكل كويس في مدينة البشير الطبية)..فغادرتهما معتذراً : ( أنا آسف، كنت مفتكر موت الشفع ديل ح يكون دافع قوي لاستعجالك إنت أكتر مني).. ومات المشروع، وأعاد الشباب السوداني القائم على أمر المشروع تصدير الأجهزة والمعدات إلى السعودية، وتم إلغاء عقودات الكوادر..ثم، فازت به – بعد شهر من تدميره بالسودان- سلطنة عمان، بشراكة ذكية وترحاب بلغ حد تمليك المشروع قطعة أرض – مجاناً – بمدينة صلالة، وتم الافتتاح.. ويوم الافتتاح بسلطنة عمان، اقترحت للشباب السوداني دعوة الوزير حسب الله ليكون ضيفاً في حفل كان يجب أن يكون بمناسبة ( شفاء أطفال بلده)..!!

:: هكذا كانت الأحداث قبل خمس سنوات، وتفاصيلها موثقة بالأرشيف وذاكرة التاريخ ودموع الأمهات..ووفيات المصابين بداء الكبد – صغاراً وكباراً – لم تتوقف، وهذه مجرد ذكرى، عسى ولعل تنفع د. معز حسن بخيت ..مدينة البشير هي السبب، كما قال الوزير بوجودك يا معز ، وليس القانون المعد منذ العام 1973.. وعليه نسأل : أين مدينة البشير الطبية التي تسببت في وأد هذا المشروع التكافلي؟، وهل هي بحاجة إلى خمس سنوات أخرى .. ؟؟

الطاهر ساتي
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. هؤلاء لا يرحمون ولا يدعون رحمة الله تنزل علي عباده يملاْ قلوبهم الحقدوالحسد ولذلك يريدون الشعب يرزح تحت الفقر والجهل والمرض وبنشغل عنهم بالبحث عن العلاج ولقمة العيش وهذا هو جوهر مشروعهم الحضاري والان صار الشعب كالنعاج يرزح تحت الذل والهوان .

  2. الدكتور معز حسن بخيت ده أنا ما قادر أفهمو.
    هل هو كوز ومؤتمر وطني أم مناضل ضد الكيزان.
    قبل كم يوم قريت ليهو قصيدة قوية تدعم الثورة ضد النظام.
    مع أنه الناطق الرسمي بإسم وزارة الصحة.

    طيب مالو الزول ده ؟

  3. بلد حكومتها خربانة من راسها لي تحتها عاوزهم يعالجوا الناس دوول جايين يدمروا الشعب السوداني ومواردها ودمروها وماباقي علي الشعب السوداني الي ان يترك السودان ويتخارج

  4. الاخ مصطفى
    لقد خلطت بين الطين والعجين الاول وهو الناطق الرسمي لوزارة الصحة متحول كالحرباء والثاني عالم درس في السويد ولديه الجنسية السويدية وشاعر مرهف الحس متخصص في الجينات
    وكما بقول اخوتنا في شمال الوادي ( شن جاب لي جاب )

  5. اخي الطاهر هذا المعز لايستحي هب ان المشروع تم تجميده لماذا لا تجري العمليات الجاهزة والمعدة ولماذا لا يستمر المشروع لحين مدينة البشير الطبية فيكتمل البينان لابد للناس ان تموت في انتظار مشروع الي الان ومنذ عشرات السنين تحت الانشاء هذه تحتاج لفهامه ولماذا يوافق علي عثمان من غير تحري واكيد اخفوا عنه كل التفاصيل تاكدت تماما انهم جاءوا لقتل الشعب السوداني ليس الا

  6. هولاء الحثالة المتاسلمين لايهمهم اطفال ولا كبار يمرضوا ولايموتوا طالما العلاج الماجني متاح لهم في ارقي المستشفيات الاوربية مع التداكر لهم ولا اسرهم والنثريات بالدولار الحار . الواحد فيهم يملي كرشه بما لد وطاب من المشويات والمعجنات واطيب انواع الماكولات بمجرد ينتفخ كرشة يطير لاوربا طالبا للعلاج علي حساب الشعب الغلبان . حسبي الله ونعم الوكيل عليهم

  7. هولاء الحثالة المتاسلمين لايهمهم اطفال ولا كبار يمرضوا ولايموتوا طالما العلاج الماجني متاح لهم في ارقي المستشفيات الاوربية مع التداكر لهم ولا اسرهم والنثريات بالدولار الحار . الواحد فيهم يملي كرشه بما لد وطاب من المشويات والمعجنات واطيب انواع الماكولات بمجرد ينتفخ كرشة يطير لاوربا طالبا للعلاج علي حساب الشعب الغلبان . حسبي الله ونعم الوكيل عليهم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..