إثيوبيا والسودان.. قبل فوات الأوان! 1

سأعود للموضوع الأساسي لاحقا.. وهو الزيارة التي قمت بها إلى أديس أبابا رفقة بعض الزملاء للوقوف على وجه مهم من وجوه العلاقة بين السودان وإثيوبيا.. وعبر نافذة مهمة وهي المجلس السوداني الإثيوبي لرجال الأعمال.. صاحبة الدعوة.. ولكن دعونا نمهد لذلك عبر عدد من المؤشرات المهمة..
إثيوبيا تنطلق بقوة.. هذا أنسب عنوان عريض للمشهد الإثيوبي اليوم.. لا على صعيد الاستقرار السياسي الذي بادر الإثيوبيون على التراضي عليه والحرص على توزيع السلطة والثروة بعدالة بين الكيانات والفصائل.. وحسم جدل الهوية في السنوات الخمس الأولى من عمر الدولة الجديدة.. 91 ـ 95.. فكان هو المدخل للاستقرار السياسي.. ولا حتى على صعيد انضباط الجهاز التنفيذي.. وتطبيق منهج البيروقراطية الإيجابية التي وضع أساسها وحافظ عليها الراحل ملس زناوي.. والبيروقراطية الإيجابية هي النظام الذي يضبط ولا يعطل.. ينجز ولا يعيق.. يحفظ الحقوق ويقطع الطريق على التجاوزات.. ومن ثم على الفساد.. لذا كان طبيعيا أن تكون إثيوبيا قبلة الاستثمارات الضخمة.. وهذا هو الذي وضع إثيوبيا على منصة الانطلاق.. ويجعلنا نجزم أنها.. تنطلق الآن ..!
الخبير المصرفي السوداني عمر سيد أحمد مدير مصرف تنمية الصادرات خرج من سلسلة اجتماعات ولقاءات مع قادة المصارف الإثيوبية أنهم يشكون لطوب الأرض من قلة المعلومات عن السودان.. تصور.. كل هذه الضجة وكل هذا الخطاب السياسي عن العلاقات المتميزة.. وعن المستقبل المشرق.. وعن التعاون المشترك، وبنوك إثيوبيا تجهل كل شيء عن الاقتصاد السوداني.. ليس هذا فحسب.. بل.. يضيف عمر.. إن هذه المصارف قد سعت للحصول على المعلومات.. فكانت وجهتها السفارة السودانية بأديس أبابا.. كانت النتيجة أن لا شيء.. لا ملحق تجاري في السفارة.. ولا مستشار اقتصادي في البعثة.. فمن سيوفر المعلومات..؟
إثيوبيا.. حيثما ذهبنا.. تفتح صدرها.. شعبا وحكومة للسودان.. في كل موقع من الرئيس وحتى آخر رجل شارع إثيوبي.. له قصة خاصة مع السودان أو في السودان.. وهي قصص مطرزة بالحب والتقدير ومسحات من الوفاء.. بل ما يزال الإثيوبيون.. وفي كل المواقع والمستويات.. ينظرون للسودان بحسبانه ذلك البلد الأنموذج.. المعطاء.. المضياف.. وهو بذلك محل تقدير واحترام.. وإذا لم يستثمر السودان هذا التقدير وهذا الاحترام في زمانه الصحيح ومكانه الصحيح وشكله الصحيح.. فسيخسر كثيرا ولا شك ..!
إثيوبيا تنطلق الآن.. وحتى لا نلهث خلفها فحري بنا أن ننطلق معها.. وهذا هو الحد الأدنى.. رفع معدلات التبادل التجاري.. التعاون الاقتصادي.. ولكن بمعطيات حقيقية.. بل لِمَ لا نتعلم منها؟.. ليتنا نسأل المصارف الإثيوبية كيف نجحت في استقطاب لا مدخرات المغتربين الإثيوبيين.. بل كل تحويلاتهم.. لِمَ لا نتعلم من إثيوبيا كيف حسمت خيار تنميتها الاقتصادية.. فوضعت الزراعة والثروة الحيوانية كأهداف استراتيجية لها أولوية قصوى.. لِمَ لا نتعلم منها كيف آمنت بالتنمية المتوازنة.. وطبقتها في الواقع.. فلم تعد أديس أبابا وحدها الزهرة الجديدة وما عداها ذابل.. بل كل إثيوبيا بحضرها وريفها تزدهر الآن بالعمائر والمزارع والمصانع..! وإلى الغد.

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. ليست هناك مقارنة بين أثيوبيا والسودان, أثيوبيا خلاص إنطلقت نحو الرفاهية والتقدم , والسودان خلاص فات أوانه بسبب قريبك البشير وبسبب من هم علي شاكلتك تمجدون في النظام وتحرصون علي إبراز وجه بالجمال رغم قباحته التي يراها الكل .

  2. لا مجال للمقارنة بين اثيوبيا والسودان والسبب رجل واحد اسمه مهاتير افريقيا هو ملس زيناوي .. لانه اعتمد على شئ واحد وهو العدل في الحكم وعامل الشعب كله على انه شعب واحد لم يقسم البلاد ولم يفتت الاحزاب ليكون له الكبرياء عليها وليضمن الاستمرار في الحكم كانت ضمانته الوحيدة للأستمرار في الحكم هي العدل ؟؟

    انت اخي محمد لطيف وامثالك من نتائج المحاباة والظلم فالترابيين اعتمدوا على الظلم فعذبوا الناس وفصلوا الناس وشردوا الناس ثم جاءوا بالكذب واخفوا هويتهم من الشعب واستمروا في اخفاءها ؟ كيف ينصر الله قوم جاءوا بالكذب واعتمدوا الظلم والعذاب شعارهم؟؟

    حتى هذه اللحظة لم تستفد الحكومة من اثيوبيا او من النمور الافريقية او النمور الاسيوية التي تنطلق بقوة قبل فوات الاوان .. اتركوا السلاح واعملوا من اجل السلام باي ثمن .. اعملوا من اجل العدل بأي ثمن اتركوا التعذيب وجيوش الامن والمليشيات

  3. وهل الذين يتولون الامر في السودان لديهم معلومات او مهتمين بجمع معلوات تفيد البلد،، ديل مشغولين بتجاراتهم الخاصة وحوافز السفر والاقامة والتبضع حتى خلال المؤتمرات الرسمية في الخارج،،، والكيد لبعضهم البعض ،،، شرذمة من المتخلفين يديرون مؤسسات تخصصاتهم لاعلاقة لها بهذه المؤسسات ،، في الاول تحدث عن سياسة التمكين ثم طف على اثيوبيا وحدث الانقاذ عن روعة المشهد ،،،

  4. يا استاذ لطيف بجد أنت بتسأل ولا بتستعبط
    الفساد الفساد الفساد
    لا تنمية وتقدم مع الفساد
    الرئيس الراحل نميري كان في رحلة للسعودية قبل وفاته وطلب منه بعض المهتمين ان يحاول مع السعودية السماح بعودة تصدير لحوم البقر السوداني والتي توقفت منذ عشرات السنين بامر من السعودية لوجود امراض في ذلك الوقت وقام المرحوم نميري بالاتصال بسفير السودان بالسعودية والذي تبين عدم المامه بموضوع الحظر والأدهى والأمر نفى حدوث مثل هذا الحظر
    هذا حال سفاراتنا بالخارج

  5. ننطلق خلف إثيوبيا؟؟هراء………..وكأنك لا تعيش داخل السودان ولا تعرف شيئا—- إثيوبيا تخلصت من العسكر والانقلابات العسكرية ونحن نرزح تحت حكم العسكر وما شابههم ويستهلكون 50% من الدخل القومي مرتبات فقط دون أدنى مردود غير قتل الغرابة وأهل الجبال وغيرهم وفشلت في حلايب

  6. اثيوبيا و ارتريا هم جيراننا واحبتنا يجب الاتجاه ناحيتهم كل شي سهل معهم كل الوجوه متشابهة تجد الترحاب منهم يحفظون كل الاغنيات مع عدم معرفتهم ما معناها انها الحب لنا نحن يجب ان نتجه لم يحبنا لا الي من نحب ؟ لان المحب الي المحب مطيع . اعتقد ان فضانا هو القرن الافريقي

  7. كل هذا الإعجاب بأثيوبيا ولم يجود عليك عقلك بمخاطبتهم عن إحتلالهم لأراضى سودانية فى الفشقة و قتلهم الممنهج للمزارعين السودانيين و نهب مزارعهم و ممتلكاتهم و اراضيهم !!

    إختشى, هؤلاء القوم يحتلون أرضك و يستبيحون أعراض السودانيين فى المناطق الحدودية بمليشياتهم الاجرامية و سيادتك جاى تتغزل فى بلادهم وفى تطورهم !! يالكم من مخلوقات لا حياء لها ولا أخلاق . لعنة الله على الكيزان أينما حلو .

  8. من النظرة الاستراتيجية ولمصلحة السودان ان تذدهر الدول المجاورة للسودان قبل السودان وربما رمت الحكومة السودانية لذلك ان كانت تعمل وفق استراتيجية مدروسة ، اذدهار السودان الان بحيث يكون بلد جاذب سوف يأتى كل مواطنى اثيوبيا وتشاد والجنوب والمصريون والارتييون وربما اليمنيون الى السودان ده غير هجرات القبائل من غرب افريقيا وهذا سوف يحدث خلل فى التركيبة السكانية الملاخظ خلال فترة اذدهار مشوع الجزيرة والوضع الاقتصادى الجيد بعد الاستقلال هاجرت جماعات بشرية كبيرة من غرب افريقيا واستقرت قبائل كانت متحركة بين السودان وغرب افريقيا والان يشكلون رغم مهم فى التركيبة السكانية – ورغم ظروف السودان الاقتصادية نجد عدد ضخم من الاثيوبيون فى السودان الان ورغم تحسن الاقتصاد الاثيوبى – بالاضافى الى سهولة الحصول على الجنسية السودانية – ونجد ان عدد كبير من قبائل غرب افريقيا استقرت فى غرب السودان قبل فترة وجيزة فترة اكتشاف البترول فى السودان وهذه تساهم الان فى تعميق مشكلة دارفور ونجد كل القبائل المشتركة مع تشاد الان استقرت بالسودان ونحن فى بلاد الغربة نعرف عدد ضخم من التشاديين والنيجيريون والارتريون يحملون الجنسية السودانية ويقفون معنا فى صفوف الرقم الوطنى والجواز الالكترونى فى القنصلية السودانية بجدة وهم ايضا يحملون هويات بلادهم ويسافرون اجازاتهم الى السودان ثم الى بلادهم وبالعكس الى السعودية- كان الانجليز فى السابق يقومون بتهجير النيجيريين المسلمين الى السودان ومساعدتهم فى الاستقرار بالسودان بتشغيلهم فى المشاريع الزراعية من اجل جعل الغلبة للمسيحيون فى نيجريا وقد نجحوا فى ذلك وصار عدد المسيحيون فى نيجريا يساوى او يقارب عدد المسلمين وقامو بتعليم المسيحيون بالاضافة الى مشروع احداث تغيير فى التركيبة السودانية

  9. الكاتب الصحفي الاستاذ محمدلطيف

    سالتك بالله الا تعلم السبب الذي جعل اثيوبيا تنطلق
    و اعاق ليس انطلاقتنا انما تراجع عن ما وصلنا اليه في السابق
    مجرد سوأل بري

  10. ليتنا تركنا مصر وحرياتها الاربع واتجهنا لاثيوبيا .. نحن اغنى من مصر واثيوبيا بمياهنا واراضينا الزراعية المنبسطة شئ ري مطري وشئ ري آلي وأنهار ومياه جوفية وأمطار لكننا في ذيل قائمة الدول والسبب الرئيس هو تدني تيرمومتر الوطنية والحكومات المتعاقبة التي لا تعرف سوى اللغف والمصالح الذاتية التي شغلتها عن مصلحة البلاد والعباد .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..