عظمة المرأة ..الأم ..الحقيقة والتاريخ

عظمة المرأة..الأم ..الحقيقة والتاريخ (1)
إهداء إلي أمي في قبرها فاطمة أحمد وكل أمهات السودان والعالم أجمع

التاريخ البشري قديماً وحديثاً ملئ بالكثير من الأفكار والمعتقدات والأيديولوجيات الخاطئة ، الظاهر منها والمتستر برداء القيم المغلوطة والزائفة والتي يمكن رصدها من خلال تموجات مسار التاريخ أي من خلال قراءة أحداثه طبقاته ( الجيوزمكانية)بمساعدة الكثير من العلوم كالإبستمولوجيا والسيكولوجيا والسيسيولوجيا وغيرهم من العلوم الأخري .من هذه الأفكار ما يعتقده الإنسان بأنه كائناً فزأ مميزاً وأن هذا العالم الموضوعي بما فيه من مختلف عناصره من أرض وشمس وماء ونبات، بلايين الكواكب والمجرات والنجوم ، بلايين الأنواع من الحيوانات والنباتات، بلايين أنواع الحشرات والزواحف …. الخ وغير ذلك وجد أصلاً من أجله فخامة سيادته ، ومن أجل إمتاعه وسعادته في فترة حياته القصيرة . داخل هذا المفهوم إتولدت مفاهيم إخري عديدة ( خيار وفقوس ) جنون العظمة(megalomania) والأنا (egoism) عند الرجل علي وجه الخصوص فيما يتصل بعلاقته وبمفهوم للمرأة علي أنها وجدت لخدمته وإمتاعه الجنسي ، كما وجدت اللّبوة لإمتاع الأسد ، والأتان لإمتاع الحمار الذكر وكما ……..ألخ!!
منذو وجود هذا الإنسان (الحيوان) علي وجه الارض ، بداية صناعة التاريخ ، من خلال حركة ومسيرة هذا (الحيوان) حيث قام بالكثير من الأعمال الخارقة وتغيير جوانب متعددة في مسار الطبيعة ، كي تتمشى مع مصالحه وطرق عيشه . ساعده علي ذلك ما إكتسبه من قدرات وصفات بفعل الطبيعة نفسها ، منها الوعي الذي رفعه إلي درجة أعلي في سلم التطور، وجعله أكثر الحيوانات قدرة وتحايلاً علي قوى الطبيعة والسيطرة عليها وتطويها . عن طريق هذا الوعي أي المجمل الكلي للعمليات العقلية، نتاج الدماغ المادي التي ساعدت وتساعد هذا الحيوان في فهم العالم الموضوعي وكذلك فهم نفسه من خلال جدلية وجوده في هذا العالم الموضوعي . هذا الوعي مثلما ساعده علي التّغلب علي نواحى متعددة في الطبيعة ، ساعده كذلك بشكل أخر علي السيطرة علي أخيه الإنسان وإستغلاله من خلال ما عرف بالعبودية والتي مازالت تمارس في العديد من بقاع الأرض وذلك بسبب لون البشرة والجنس والشكل والنوع الجندر (gender)
من خلال مسيرته التاريخية ، سعي الإنسان إلي تعديل وإصلاح ما يمكن أن نطلق عليه أخطاء الطبيعة وفي جسده علي وجه الخصوص كما سعي إلي التحكم فيه وتطويعة كي يتلاءم مع مختلف إسلوب حياته وتحكم كذلك في غرائزه وتوظيفها وفق أوضاعه الذاتية والإجتماعية . مع تراكم تجاربه وخبراته وضع معارف وتعاليم وقوانين وأيديولوجيات لتسيير وتنظيم حياته والتي مرت ومازالت تمرّ بأنظمة مختلفة من السيطرة والتحكم من أجل السيظرة الإقتصادية ووسائل الإنتاج ، حيث ظهرت أنظمة إجتماعية متعددة علي مسار التاريخ ، كالنظام الإمومي (matriarchy) حيث كانت المرأة الأم هي المسيطرة علي الدور الإقتصادي ، مثل الزراعة والعمل في البيت وتوفير الغذاء ورعاية الأطفال ووظيفة الإنجاب ، وقد كان النّسل ينسب إلي الأم. ثمّ ظهر النظام الأبوي (patriarchy) والذي دانت فيه السيطرة إلي الرجل الأب من خلال السيطرة علي الإقتصاد وإدارة حياة الأسرة أو العشيرة . وقد ظهر كذلك النظام العبودي (slavery)علي أنقاض النظام المشاعي البدائى (primitive communal system) في تلك المجتمعات القديمة إذ أصبح هذا النظام العبودي المكوّن من طبقة العبيد والمستَغَلَين القوة المُنتِجة الرّئيسية في المجتمع . دانت السيطرة إلي الرجل وأصبح هو المُحَرِك لعجلة التاريخ في مجالاته المتعددة ، هو صانع القانون والقرار والمُعتَقَد والأيديولوجي ( ideology)ألخ. سعي الرجل إلي تكييف الواقع وفق مفهومه وطموحاته الذّكُورِية حيث نشأت سيطرته الكاملة علي المرأة وإستعبادها من خلال هذا المفهوم الذكوري بما سنه ومازال يسنه من قوانين ومعتقدات وأيديولوجيات . ليس هذا فحسب بل نشأ عداء ظاهر ومستبطن يضع المرأة تلك الكائن (الشيطان) في خانة المُداَن دائماً وأبداً وسبب تعاسة ومعاناة الرجل في كل العصور ، وقد تفننت بعض المعتقدات في تكريس هذه المفاهيم من خلال نِعت المرأة وما يتصل بالشّر ، تشهد علي ذلك الكثير من القصص والاساطير والخرافات والإعتقادات في الوفير من التراث المتداول . تبع ذلك النظرة الدونية( inferiority) للمرأة والحطّ من قدرها كأم وزوجة وأخت وحبيبة ..ألخ وجعلها كائناً ذليلاً خنوعاً تابعاً مسيراً وفق إشارة سبابة الرجل ( الضّكر..الفحل) الأمر الذي خلق نوع من الإختلال في العلاقات الإجتماعية حتي في المجتمهات التي تعتبر أكثر رقياً ووثقافة ، إذ يُنظَر إليها كسلعة إقتصادية ، أو أداة إضافية من مغتنيات الرجل وأملاكه ، بل الرخيص منها. تبع ذلك المعاناة الحقيقية المؤلمة للمرأة وصل إلي إخصائها في الكثير من المجتمعات ببتر أعضائها التناسلية وتشويه طبيعتها البيولوجية والنفسية ، ومنعها من أبسط حقوقها في الحياة . وقد وصل الأمر عند الكثير من النساء إلي درجة من القناعة بأنّهنّ كائنات ناقصة إلي درجة الإصابة بعقدةالدونيّة( inferiority complex)والذّل والإنحطاط وصل ذلك إلي التسليم بهذه الحال بأنها أمر مقدّس عند الكثير من الشّعوب لا مفرّ من الطاعة والتسليم به ، كذلك وصل هذا الحال عند الكثير من النساء إلي حب سيادة الرجل والتلذذ بها بل التفاخر بذلك في كثير من المجتمهات .
نواصل …..
اللوحة المصاحبة مكمّلَة للموضوع ..
(الألهة الأم التي تتولي تنشئة الأجيال علي الفضيلة والشجاعة
والجرأة والإقدام. ولذلك تظهر دائماً وهي تحمل طفلاً علي ذراعها)
وهي عبارة عن تمثال أغريقي حجري صغير 2.7 بوصةفي 4.5 بوصة
قمت برسمه وتكبيره أثناء عملي مدرساً للفنون بمعهد معلمات جنزور بليبيا1993م

عوض شيخ إدريس حسن
ولاية أريزونا ..أمريكا

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..