الرق بين المبدع والسيلسي(الصلحي…الحسن)

*معلوم في تاريخنا ان استاذنا الفنان العالمي ابراهيم الصلحي كان وكيلا لوزارة الثقافة والاعلام عام 1975!!!
*وفي هذا العام وقع انقلاب حسن حسين الشهير والذي يقال ان وراءه اللواء عثمان حسين وان الصلحي بحكم قرابته من اللواء جعل سيارات الوزارة تبشر للانقلاب الذي لم يستمر لاكثر من سويعات !!!
*فشل الانقلاب ودخل الصلحي المعتقل لمدة سته اشهر ولم يعرف لماذا اعتقل ولماذا افرج عنه !!!
*يقول صديقه الطيب صالح في مقاله الاشهر ( باحساس الفنان المرهف ذهب الصلحي للبنك ليري ما بحسابه ليتدبر امره فاكتشف ان مرتبه في فترة اعتقاله مع بدل طبيعة عمل ينزل كاملا فاطلق قولته المشهيرة (ايقنت ان السودان بلد مجانين !!!) وهي مقوله استدركها صديقه الطيب استدراكا ظريفا في نفس المقال حيث قال (لا شيخنا الصلحي السودان ليس بلد مجانين، السودان من احسن بلاد الله ،والسودانيون من احسن خلق الله ولكن المجانين حكام السودان وعجيب امة كهذه تنتج حكاما كهؤلاء )
*شخصيا قال لي الاب الصلحي في مؤانسة انه اهدي وزارة الاعلام احد عشر لوحة من لوحاته الكبيرة كل لوحة كانت بقيمة جنيه واحد حين خرج من السجن وزار الوزارة بحث عنها فوجدها في ركن قصي مكومة يفترشها العمال للافطار عليها ولا ازيد علي حزن الرجل !!!
*هكذا روح الفنان غضب من ان مرتبه ينزل وهو لا يعمل فما اجمله من غضب لو كل الساسة علي هذه الشاكله لما كنا وصلنا ما وصلنا اليه وكيف لا نصل وهناك غضب من نوع اخر !!!
*الا هو غضب السيد (الحسن الميرغني ) مساعد الرئيس الذي يذهب مغاضبا من التهميش الذي جلبه لنفسه بنفسه ثم يغيب عن لا عمل ويعود متي ما اراد وبعد كل هذا يغضب ليس لانه مهمش وحسب وليس لانه فشل في حل مشاكل السودان الذي قال انه خلال (180) يوم سوف يحلها ولا يغضب لان كامل مخصصاته تنزل في حساباته وهو لا يعمل ولا يغضب علي مآلات حزبه ولا يغضب انه لم يسمع نصيحة الحكماء في حزبه تماما كما فعل والده صححه الله وعافاه ولا يغضب انه مزق حزبه الممزق اكثر مما مزقته الانقاذ ويا لهذا الغضب الكريم !!!
*يغضب لانه حين عاد ووجد السيارة بانتظاره سال عن اربع اخريات كانت من ضمن مخصصاته وحينما علم انها بالصيانه (ربما مجازا ) (حركات انقاذ وكدا ) غضب اكثر ولاشك الانقاذ غنت له (علي اي حال غضبك جميل زي بسمتك يا اية الحسن الجميل حيرتني في فكرتي ) وصدق من قال ان السياسة في السودان خساسة واضيف نجاسه وانما يحدث لنا نستحقه وزيادة ولها حق الانقاذ تستمر لانها فهمت لعبة الساسة السودانيين والبرجوازية الصغيرة !!!
*وهكذا يتضح الفرق بين قبيلة الابداع التي تموت حبا للوطن وفقرا فيه وترحل بهدوء تاركة الخلود في وجدان الشعب ويرحل الساسة وتلاحقهم اللعنات وحتي وهم اموات !!! وقديما قيل السنة الخلق لسان الحق !!!
* وشتان ما بين غضب وغضب !!!هل نفهم الدرس ام نظل تحت الهرس !!!
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. عيسى جماع حبيب أحد مفتشي مؤسسة النيل الأبيض الزراعية. في إحدى السنوات تأخرت ميزانية جلب لقاط القطن. تجاوز عيسى جماع الروتين و انقذ المحصول من التساقط على الأرض.أوقف عن العمل و قدم لمجلس محاسبة. و أثناء فترة المحاسبة أحضر إليه راتبه و لكنه رفضه بشدة. فهو يرى أنه لم يعمل حتى يستحق ذلك المبلغ. و عندما توفي رثاه أحدهم قائلا هذا من الذين يتحرون الحلال. والله يرحمه و أمثاله.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..