مشكلة حلايب أم.. مشكلة السودان

(نحت الأوضاع بمثلث حلايب إلى جهة خطيرة في أعقاب تصعيد أمني للسلطات المصرية وقيامها بتعذيب أحد الزعماء المحليين رفض الحديث للقناة المصرية بمصرية المثلث. في وقت وجّه نائب رئيس الوطني إبراهيم محمود، الأمانة العدلية بالحزب، بابتدار مهامها والشروع في إعداد مذكرة ودراسة كاملة لمشكلة حلايب وشلاتين تحتوي على مقترحات لحل المشكلة، تعين الحزب والجهاز التنفيذي للدولة في هذا الملف. وكشف المرشح المستقل السابق بالدائرة محمد عثمان الحسن أوكير، عن تفاصيل خطيرة بقيام أجهزة الأمن المصرية بتعذيب أحد الزعماء المحليين ــ رفض ذكر اسمه ــ بعد رفضه الحديث للقناة المصرية الأولى بشأن تبعية المثلث لمصر. وقال لـ”الانتباهة”، إن السلطات المصرية تمارس التضييق على سكان المثلث، وتقوم باعتقال كل من يتحدث عن سودانية المنطقة. وأن الزعيم المحلي تمسك بسودانية المثلث رغم تعذيبه.)..!
الزميلة الانتباهة أوردت بالأمس هذا الخبر.. وليس غريبا أن يتسرب هذا الخبر من منطقة محتلة.. بل كان الغريب أن لا تتسرب مثل هذه الأخبار.. كان المدهش أن تذبحنا القنوات المصرية كل صباح بمجموعة من المواطنين السودانيين.. نعم سودانيين.. بسحناتهم ولهجاتهم.. وأشكالهم.. وهم يكيلون الثناء لحكومة مصر.. ولرئيس مصر.. أما أن تمارس سلطات الاحتلال التضييق والتعذيب.. بل وحتى القتل والتشريد.. فهو أمر طبيعي ومتوقع.. في الواقع إن هذا الزعيم المحلي الذي تعرض للتعذيب في حلايب.. لا يدفع ثمن الاحتلال المصري لحلايب.. بل يدفع ثمن الأزمة السودانية.. ثمن التشظي.. والشقاق.. ثمن عجز السودانيين عن الوصول إلى قواسم مشتركة.. ثمن فشل أهل السودان في التواضع والتوافق علي خطوط حمراء.. غير مسموح بتجاوزها لكائن من كان.. إن هذا المواطن الذي يتعرض للتعذيب تحت الاحتلال المصري.. لا يواجه مشكلة حلايب.. بل يواجه إن شئنا الدقة والتعريف الصحيح.. مشكلة السودان..!
لنفترض أن حكومتنا السنية قد نفضت عن نفسها النوم والخمول.. وأعلنت التعبئة العامة لاسترداد حلايب وشلاتين وأبو رماد.. ترى ماذا سيكون موقف المعارضة..؟ ليس الأمر في حاجة لعبقرية لقراءة ما يمكن أن يكون عليه موقف المعارضة.. ستنطلق أولا كل الأدبيات المتاحة بالسخرية اللاذعة من حملة الحكومة.. مع التشكيك في جديتها وقصر نفسها.. وعدم بلوغها غاياتها.. ثم سينبري المحللون مؤكدين أن الأمر لا يعدو أن يكون محاولة مفضوحة من الحكومة لصرف الأنظار عن معاناة الشعب.. وشغل الرأي العام عن فشل الحكومة في القيام بواجباتها.. وذر الرماد في العيون حتى لا ترى الفساد الحكومي وتجاوزاته.. هذه أسطوانة جاهزة لن يستغرق تشغيلها غير زمن وضع الأسطوانة على المشغل..!
أما إذا فكرت معارضتنا الكريمة في ابتدار حملة شعبية لدعم هذا المواطن الذي عذبته سلطات الاحتلال المصرية.. ثم تطورت خطط المعارضة للنضال من أجل تحرير حلايب.. سيما وأن التجمع قد.. اتخارج من مصر.. فالحكومة ستسارع بردع هذه الخطوة مشككة بالمقابل في نوايا المعارضة.. مؤكدة في ذات الوقت أن المعارضة لا تهمها حلايب بقدرما تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار في البلاد.. وإفساد علاقات السودان مع دول الجوار.. إلى آخر الأسطوانة.. الثانية الأخرى.. التي تخفيها الحكومة وتستخدمها عند كل.. عوزة..!
ولسبب من هذا فلن يجد هذا القيادي المحلي ولا مواطنوه.. نصيرا ولا داعما.. ولن تسمع بوقفة احتجاجية في أي.. حتة.. في السودان داعمة لسودانية حلايب.. ولذات السبب فمصر مطمئنة على وجودها في حلايب.. بل وستذهب لاستفتاء أهل حلايب.. وهي أكثر اطمئنانا

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. صدقت يا أستاذ محمد لطيف ولكن كيف يسكت الشعب السوداني على هذ ا الذل والإنكسار وأرضه محتله أكثر من عشرين سنه منذ حادثة حسني مبارك في أديس000

  2. الس
    ميد لطيف الظريف
    موضوعك احترت له العنوان الصحيح
    وفجاة جفلت
    مشكلة السودان ام مشكلة حلايب
    لا طبعا مشكلة السودان وحلايب داخل السودان وبالتالي
    الجزء يدخل في الاصل وليس العكس
    وبالتالي المعارضة ياسيد لطيف لها اولويات
    او ينبغي ان يكون لها اولويات
    فاولويات اي معارض او معارضة سواء اكان معارضة كي بورد من الخارج او معارضة علي شكل معارضة عثمان شبونة من الداخل او ناس السلاح الما معروف مكان تواجدهم
    اولويات كل هؤلاء اسقاط الحكومة لحل مشكل السودان في الاول يعني الاصل في كل المعضلة ثم الالتفات الي الاجزاء ويدخل من ضمن هذه الجزئيات او الاجزاء حلايب
    ولا انت عندك راي ثاني

  3. مرمي الله ما بيترفع

    طول عمري مهما كانت روعة مقال أي صحفي ، فإنني أظل إتحفظ و لا أحكم عليه ، و أنتظر آره ، و أعترف أن نفسك طويل ، لأنك تكتب كذا مقال (ظاهره الخير) ، لكن في النهاية تصدق نظرة المعلقين عنك ، فأنت تفرش الأرضية موكيت فاخر لتذبح ضحيتك ، و ضحيتك هنا الشعب.

    خليك من شغل التنظير ، أنت بكلمة معارضة ، بتقصد السياسيين الظاهرين في الإعلام و المحترفين ، لكن ماذا تصنف غالبية الشعب السوداني؟ و السؤال موجه ليك و لجماعتك ، و لأي زول ماسك مايكروفون أو متنطع بكاميرا.

    حكومتك يستحيل تعلن التعبئة العامة لموضوع حلايب ، لأنها تعلم أن الشعب لا يجزئ الأمور ، و أن تحرير حلايب و تأديب المصريين يبدأ من تحرير القصر! لأن الشعب واعي و لديه تجارب و لكي ينتصر ، لا بد أن يستعيد الوطن المسلوب و يؤمن ظهره و جبهته الداخلية.

    راجع مقال الكنداكة (سهير عبد الرحيم) الذي نشر في الراكوبة بعنوان (أنا زولي ما جا) لتعرف تصنيفك.

    أحي قراء و معلقي الراكوبة لأنهم عباقرة و بيعرفوا لصنفك.

  4. كلام فى الصميم. نعم من يهن يسهل الهوان عليه ولا فرق فى ذلك بين حكومة ومعارضة.

    والله ما قلت غير الحق (رغم إختلافنا معاك). نعم حكومة الجبهة الفاسدة المفسدة فعلا مسئولة عن خراب السودان كأسواء حكومة تمر على البلد دون شك وصاحبة القدح المعلي فى كافة أوجه الخراب: السياسي والإقتصادي والإداري والتعليمي والصحي والأخلاقي لكن الفشل بدأ – بكل أسف – منذ 1/1/1956 ومن ديك وعييييييييييييييييييييييييييييك!!

    الحل:إعادة هيكلة الدولة السودانية على أسس جديدة بإقامة دولةالمواطنة والقانون

  5. كويس الكلام بس وين دور الاعلام الذى من المفترض ان يعبى الراى العام ويحثه على التحرك وهو اضعف الايمان لا المعارضة فاضية لحلايب ولا الحكومة مهتمة كثير على الاعلام الان ان يضغط على الحكومة لاستدعاء السفير المصرى والاستفسار عن تعذيب هذا المواطن ديل عايزين يشردوا الناس عشان يستولوا على الارض بالاستفتاء الذى يعدوا له من الان ونحنا كلنا نايمن فى العسل وحلايب سودانية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..