الطفل بين يدي عمر

*أظلم الليل والفاروق عمر يبدأ عمله الحقيقي والناس نيام,يطوف شوارع المدينة متلمسآ قضايا المواطنين ومعاناتهم وان لم يشتكوا,رغم عدم توفر وسائل الاتصال المتاحة اليوم لحكامنا …!!!
*وبينما هو يسير في الظلام راي شبح انسان يقترب منه وكان ذلك الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف,طلب منه الفاروق مرافقته رحلة البحث عن أحوال الرعية وهم نيام…!!!
*أثناء سيرهما رأيا في أقصي المدينة وميض نار فتوجها اليها,فاذا هي قافلة التموين القادمة من الشام,فضلت البقاء خارج المدينة ودخولها في الصباح الباكر,فقال الفاروق لعبد الرحمن اجلس نحرس ضيوفنا حتي الصباح,فقد كان الجميع نيامآ…
*سمع الفاروق صوت طفل يبكي,وامه تهدهده ليسكت, فيسكت لحظة ويواصل البكاء فيكرر عليها “أسكتيه”وكرر عليها الأمر عدة مرات واخيرآ,انتهرها قائلآ انك أم سوء “اسكتيه” وهنا انتهرته الأم “لقد أضجرتني يا رجل انه فطيم يريد الرضاعة”كم عمره؟فاجابت عام واحد,فسألها ولم لم تدعيه يبلغ سن الفطام؟فأجابته الأم “لأن أمير المؤمنين لا يعطي الا للفطيم”(وكان قد فرض علاوة للاطفال بعد الفطام)وهنا صمت الفاروق واحتبست الكلمات في حلقه,وكأنه فقد حاسة الكلام…!!!
*ولندع ابن عوف يكمل القصة,يقول رضي الله عنه,ذهبنا لصلاة الفجر وكان أمير المؤمنين صامتآ لم ينطق باي كلمة في الطريق من هول ما سمع من تلك الأم…!!!
*اقيمت الصلاة وكان امير المؤمنين يقرا ويبكي يركع ويبكي يسجدويبكي واشتد به البكاء حتي ما عدنا نتبين ما كان يقرأ من القرآن…!!!
*وحين انتهت الصلاة تمتم بكلمات سمعتها خاطب بها نفسه فقد كانت “ويلك يابن الخطاب كم قتلت من ابناء المسلمين؟)…!!!
*مانا فعل الفاروق؟ هل استدعي وزير المالية ليدرس الموضوع ليضعة في ميزانية العام القادم!؟أم هل طلب منه زيادة اسعار المحروقات وفرض ضرائب جديدة لتوفير السيولة!؟وهل برر هذه الزيادات بانها لخدمة المواطن!؟وهل الذي يأخذ يعطي!؟كلا لم يفعل شيئآ من كل الذي تفعلونه بل أصدر امرآ أميريآ لكل الولاة يأمرهم فيه بصرف علاوة الطفل يوم ميلاده…!!
*القرار عند الفاروق يصدر عن دراسة واقعية من معاناة المواطن,يتحسسها ثم يصدر القرار الصحيح,الذي من شأنه ازالة الكرب عن المواطن..!!!
*واليوم وفي عهدك يا عمر كم طفل يموت اثناء الولادة,وكم يموت بعدها؟وكم من الأطفال الذين يبقون علي قيد الحياة يعانون من عاهات بدنية بسبب سوء التغذية..!؟
*أنت يا عمر مسئول عن كل هذا..!؟فالفاروق عمر لم يحرم الطفل من العلاوة بل أخطأ في توقيتها,ورغم ذلك بكي خوفآ من سؤال يومئذ …!!!
*ألم يخطر ببالك سؤال ذلك اليوم…!!!؟
*واليك قصة أخري من واقع حياتنا اليومية,جلست يومآ أكتب مقالآ,فوقفت بجانبي ابنتي وكانت يومها في السنة الأولي الابتدائية والقصة مضي عليها اكثر من ربع قرن واليوم ابنتي لها وبحمد الله ثلاثة أطفال,وقفت بجانبي تريد أن تقول شيئآ ولكنها لا تستطيع وقلت لها تريدين أن تقولي شيئآ ولكنك تخجلين,والأطفال عادة ما يخشون غضب الآباء عندما تطلب منهم المدرسة خارج مهام الدراسة…!!
*قالت لي بصوت خفيض “قالوا عاوزين كل يوم خمسين قرش(وكانت يومها قروش)ليه ؟فاجابتني بقصة كدت اسقط من هولها,قالت لي معنا بنت في الفصل سقطت علي الأرض فاقدة الوعي,ذهبوا بها الي المركز الصحي القريب من المدرسة وكشف عليها الطبيب وطلب بعض الفحوصات وبعد أن اكتملت ظهرت النتيجة المأساة,قال الطبيب ودموعه تنهمر من عينيه الطفلة سليمة من أي مرض كل ما في الأمر انها جائعة ولم يدخل معدتها طعام منذ يوم أو يومين علي أقل تقدير…!!!
*نسي الطبيب نفسه والممرضات عملهن والمرضي مرضهم والمعلمات وقارهن وتحول المستوصف الي بيت مأتم ضحيته طفلة لم تتجاوز سنوات ست من عمرها قهرها الجوع فخرت مغشيآ عليها…!!!
*هذا كان قبل خمسة وعشرين عامآ وقد كانت الحياة أخف وطأة فكيف بها اليوم..!!؟كم من الأطفال منذ ذلك اليوم قضوا جوعآ ومرضآ وقصفا!؟
*ألم تسأل نفسك هذا السؤال كما فعل عمر (سيد اللسم)رغم أنه لم يحرم الاطفال من العلاوة…!!!؟وان لم تسأل نفسك فستسأل يومئذ,وما ذلك اليوم ببعيد فقد بقي ذراع…!!!
يا استاذ هاشم الا زلت تعشم في هذا الدعي ، وتريده أن يتبع طريقة عمر بن الخطاب في تقفده الرعية ، يا استاذ هاشم ابن الخطاب رضي الله عنه كان يعرف انه مسئول عن رعية ، ولكن هذا الرجل لا يكترث ولا يبالي إن كانت له رعيه ام لا، المكتولة ما بتسمع الصايحة ، لعل من تدبير الخالق سبحانه وتعالى أن يكون الرجل على ما هو عليه مداً من الله له في المعصية حتى يأخذه أخذ عزيز مقتدر الله يمد له في المعصية والأجل حتى يعذبه في الدنيا والاخره .
هذا المعتوه عمر البشير لا يرى ولا يسمع ولا يشم ولا يقرأ مايكتب لانه انسان انانى ولا يحب الا نفسه لعنه الله فى القبل الاربعه كما كانت تقول حبوبتى رحمها الله
إن جاع في شدة قومٌ شركتهم **** في الجوع أو تنجلي عنهم غواشيها
جوع الخليفة والدنيا بقبضته **** في الزهد منزلة سبحان موليها
فمن يباري أبا حفص وسيرته **** أو من يحاول للفاروق تشبيها
يوم اشتهت زوجه الحلوى فقال لها **** من أين لي ثمن الحلوى فأشريها
لا تمتطي شهوات النفس جامحة **** فكسرة الخبز عن حلواك تجزيها
و هل يفي بيت مال المسلمين بما **** توحي إليك إذا طاوعت موحيها
قالت لك الله إني لست أرزؤه **** مالا لحاجة نفـس كنـت أبغـيها
لكن أجنب شيأ من وظيفتنا **** في كل يوم على حـال أسويـها
حتى إذا ما ملكنا ما يكافئـها **** شـريتـها ثـم إنـي لا أثنـيها
قال اذهبي واعلمي إن كنت جاهلة **** أن القناعة تغني نفس كاسيها
و أقبلت بعد خمس وهي حاملة **** دريهمات لتقضي من تشهيها
فقال نبهت مني غافلا فدعي **** هذي الدراهم إذ لا حق لي فيها
ويلي على عمر يرضى بموفية **** على الكفاف وينهى مستزيدها
ما زاد عن قوتنا فالمسلمين به **** أولى فقومي لبيت المال رديها
كذاك أخلاقه كانت وما عهدت **** بعـد النبـوة أخلاق تحـاكيها
و واضح أن
الفرق كبير بين الثرى و الثريا