ما تخافو..القرار طلع صيني !!

بسم الله الرحمن لرحيم

صدور القرار 2265 من مجلس الأمن الدولي ..أبرز مدى سطحية الحكومة في تعاملها مع السياسة الدولية عموماً..وهو أمر طبيعي لأن حكومة رزق اليوم باليوم لا يمكنها ان تكون مؤهلة بأي حال من الأحوال بالتعامل مع استراتيجيات دولية..وتعبر عنها بالضبط فهلوة زيارة الرئيس لدول في تحد لقرار الجنائية ..وثقافة تحت جزمتي أكرم الله القراء..فوزير المالية السابق يتخوف من القرار ويصفه من تحت قبة البرلمان بأنه مصاغ بصورة ماكرة..ويتعجب من عدم استغلال العلاقات مع الدول الصديقة لمنع صدوره..ووزير الدولة بالخارجية يخفف من وطأة الأمر رغم إقراره بخطورته استناداً على اعتقاده بعدم إساءة استخدامه بناء على وعود الدول الصديقة وأكثرها هنا الصين…وبهذا الكلام نفهم أن القرار صينى ولن يعيش طويلاً قياساً بسيل البضائع الصينية الرديئة التي تغرق السوق.. ولكن أي سوداني يفك الخط بالكاد..يعرف مدى خطل التعويل على هكذا افتراض..ببساطة لأنه يعرف مدى سطوة المصالح المشتركة بين الدول الكبرى..وأن الصين مهما بدا لنا حجم مصالحها في السودان الذي يرسل له البضاعة الرديئة..فإن البضاعة من الدرجة الأولى تنافس في الأسواق الأمريكية والغربية. حيث الدولار طازج و(من نارو).وشتان ما بين السوقين..علاوة على الدولة العظمى في عالم ذي قطبية واحدة لن تسمح للصين مهما عملت ..أن تتخذ من السودان حديقة خلفية..ولعل المتابع لتصريحات مسئول الخارجية الصينية قبل أيام ..يذكر تماماً قوله أن العلاقات بين البلدين جيدة لكن تعرقلها عوامل خارجية..وبالطبع هذه العوامل ليست من الفضاء الخارجي..
والجانب الآخر في المسألة ..هو فصل الأمر من السياسة الداخلية والظن أو قل التوهم بأنها لا تؤثر في علاقاتنا مع العالم الخارجي..وأن صور اشلاء الأطفال في هيبان وغيرها الناتجة من قصف الطيران لا يمكن أن تبنى عليها مواقف الدول الأخرى التي تتأثر بقوة بجماعات الضغط من قوى المجتمع المدني الحر ..والتي لا يمكن أن تخضعها قوات أمنية..بالإضافة إلى أن المجتمع الدولي وعبر نفس مجلس الأمن وقراراته..يتابع مجهودات السلام والمفاوضات مع الحركات المسلحة والمعارضة المدنية..ويعلم مدى تأثير وجود توازن في القوى حتى تنجح عملية السلام المطلوبة وفقاً لمعايير تختلف عن معايير النظام..ففي ظل قمع النظام لمنظمات المجتمع المدني والتحركات السلمية بالتظاهر ..فإن المعارضة المسلحة ..هي اللاعب الذي يمكن أن يحافظ على توازن القوى بصمودها في وجه حملات النظام الصيفية في كل عام..لذلك يبدو حديث المسئول الحكومي الذي ينحو إلى شيطنة المجتمع الدولي باعتبار القرار صدر بعد حملات النظام ضد هذه الانتصارات الحركات وإعلانه الانتصارات والإحتفاء بها..يضاف إلى رصيد السذاجة التي تجعله في صورة من أعاد اكتشاف العجلة. ولا ننسى الأجندة الأخرى للغرب والتي يعتبر القرار عنصر ضغط لعدم (إساءة) استخدامه في حال انحناء النظام لها ..من قبيل ما رشح من اتفاقات بشأن اللاجئين وإعادتهم إلى السودان من أوربا بجنسياتهم المختلفة.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..