ود حبوبه (مايو 1908): ثورة أم “حجة طين”؟

نبهني طه أحمد أبو القاسم إلى أنه بمر 17 مايو الجاري نكون على مشارف الذكرى الثامنة بعد المائة لمقتل ود حبوبه المهدوي الذي أراد إحياء الدين والمهدية في 1908. وما حدا بي لكتابة هذه الكلمة في غير ميعاد الذكر التقليدية (المائة ونحوها) أن ثورة الرجل قد خضعت لزعزعة قاسية أخرجتها من الوطنية جملة واحدة. فكتب الأستاذ سيف الدين عبد الحميد ناقلاً عن الجزء الثاني من كتاب “حياتي” لبابكر بدري المعروف أن الوطنية لم تك دافع ود حبوبه ل”الثورة” على الإنجليز بل أن الذي دفعه إليها كانت “حجة واطه” مع أخوانه لم ينصفه الإنجليز فيها حين شكاهم عليهم. ونوه الأستاذ عثمان ميرغني، صاحب جريدة “التيار”، بكلمة عبد الحميد لأنها صادفت معنى مركزياً عنده وهو أن حركتنا الوطنية لم تكن أو كمن لم تكن. وكانت لي مع عثمان جولات حول عقيدته المركزية هذه.

بالطبع هناك ما يمكن أن يقال بشكل إيجابي عن حق ود حبوبه في مأثرته الوطنية. ولكنني سأكتفي في هذا الوضع بمدخل سلبي مداره منهجي: كيف يتعاطى المؤرخ أو المهتم بالتاريخ بشهادات المعاصرين؟ هل يأخذ بها كقول فصل أم أنه ملزوم بتعريضها لنار النقد؟ وهل كل شاهد عدل؟ أم أن الغرض أو الحزازة تلون شهادة بعض الشاهدين؟ هل بدري مصدق عند عبد الحميد وعثمان بما صار إليه من وجاهة أخيراً أم بما سبق حلوله هذه الوجاهة؟ وعليه سينحصر مدخلي السلبي على وطنية ود حبوبه من تضعيف رواية بدري عنها وكشف الغطاء عن حزازته السياسة فيها.

لا أدري إن صح الأخذ بشهادة بابكر بدري بخصوص تجرد ود حبوبه الوطني وهو الذي اعتقد أن مثل وطنية الرجل اندفاعات غير مدروسة وضررها على البلاد أكثر من نفعها. وكان رأي حركة الوطنيين في بدري أنه “مخلص” للإنجليز. و”مخلص” في شرح عبد الله الطيب لها مما قد يعادل “عميل” و “سادن” “وانتهازي” و”فلول” في قاموس لاحق لحركاتنا السياسية. واستنكار، أو استنكاف، بدري لاي شغل وطني ذائع في كتابه لأنه لم يكن يريد زعزعة حكم دولة الإنجليز العاقلة بعد مرارة تجربة دولة المهدية العادلة التي أبلى فيها شاباً “طالباني” المزاج والطاقة. و”العاقلة” و”العادلة” هي من اوصاف بدري للدولتين. فما شام بوادر حركة 1924 حتى شمر عن ساعد لدرئها. فقد سمع عن مدرس مصري بكلية غردون يحرض الطلاب ضد الإنجليز فرأى في ذلك إفسادا. وما كان منه إلا أن جاء المصري في منزله وجعله يقسم على المصحف أن يكف عن تحريضه حتى لا يغلق الإنجليز الكلية فيضرهم في أولادهم. ولما دبت الحركة الوطنية بين الطلاب أخذ يجتمع بطلاب القضاء والمعلمين في منزله لينصحهم ويرشدهم لخير بلادهم ووجوب الحفاظ على الكلية مفتوحة ك “دار علم لا دار سياسة”. وأعترف بدري بأن الطلاب الذين كانو يرمونه بالإخلاص للإنجليز لم يستمعوا إلى نصحه. ولم تشفع له جهوده هذه عند الإنجليز الذين خشيوا منها. فلقيه مستر يودال مدير الكلية وطلب منه إلا يجتمع بالطلاب بطلب من ديوان المخابرات. ولتبرئة نفسه من زيغ المخابرات رمى بدري ليودل بكتاب متداول بين الطلبة حوى خطب الزعيم الوطني المصري سعد زغلول. وكأنه يقول له فيقوا يا إنجليز فالمصريون قادمون.

ولعل أوثق وجوه “إخلاص” بدري للإنجليز هي المساعي التي تطوع بالقيام بها للإنجليز لتهدئة طلاب الكلية الحربية الذين وضعهم الإنجليز في باخرة بعرض النهر بعد مظاهرتهم الشهيرة في أغسطس 1924. ومن صراحة بدري المميزة أنه حدثنا بغير لبس أنه خشي أن ذهب للطلاب لبشعوا به. فقد أبلغه المستر هسي، مدير المعارف، أنه سيذهب ويسكت الطلاب الحربيين الذين كانو يصيحون بالليل بأصوات مزعجة. وربما قصد بذلك هتافاتهم وأناشيدهم. ولكن بدري طلب منه ألا “يتعب” نفسه وسيقوم هو بالمهمة بدلاً عنه. ولكن راحت سكرة الإخلاص وجاءت فكرة حقيقة مواجهة الطلاب الحربيين الثائرين. ففكر بدري وقدر. وغير رأيه في الذهاب لهم وقال: “خطر ببالي أن هؤلاء الأولاد في ثورة فكرية قادتهم لهذا العمل الذي لم تزل بوادره مستمرة. فإذا ذهبت وحدي فلا شك أنهم يعتبروني داعية للإنجليز. ولا أنجو من سبهم لي علناً وربما ضربوني ليجعلوني عبرة لغيري حتى يظلوا في نجوة من وسائط خائن الوطن في رأيهم”. وعمد بدري إلى حيلة استصحاب بعض وجوه أم درمان معه طلباً للحماية. ولم ينجح في ذلك وبَطل مسعى التوسط مع الطلاب ليكفوا عن إصدار أصواتهم المزعجة في وصف مستر هسي.

إن الأخذ بشهادة مثل بدري عن تجرد ود حبوبه ووطنيتة مجازفة كبرى لأنها تحطيب ليل لا نؤسس به ل”علم الرجال”. وهو العلم الإسلامي العريق في التحقق من صحة الحديث بمعرفة راويه او رواته.

أما عن “وطنية” بدري نفسه أو إخلاصه فسبق لي فيها رأي مخالف لرأي مجاليه لا مكان له هنا.

تعليق واحد

  1. وانا اقرأ هذه الكلمة الرصينة تذكرت ايامنا في الجامعةوانك كنت على صلة بشيخ من قدماء النقابيين اسمه التهامي وهذا الشيخ امدك بمذكرات عن على عبد اللطيف ورفاقه وايامهم البائسة في السجن .وقد تهيأ لي-مخطئا او مصيبا- ان التهامي امدك بوقائع محاكمة ود حبوبة.ربما انت او شخص غيرك امدني بوقائع المحاكمة.ومثلك تحيرت في تلك الوقائع فقد بدأت بنزاع على الارض وانتهت بالمحاكمة الجنائية عن مقتل المفتش.ومع ذلك يجب ان لا ننسى ان الدوافع تتداخل بعضها في بعض في النفس البشرية وان الطلم الذي تعرض له ودحبوبة في ملكية الارض ربما ذفعه للثورة على الطالمين وبدوافع مهدوية لا شك فيها.وانت من ادرى الناس بالمناخ الذي ساد البلاد عقب هزيمة المهدية والدعاوى العديدة بان عيسى هو صاحب الزمان وليس المهدي الذي سطع واختفي كالشهاب وبسرعة الشهاب.
    لقد ضاعت مني تلك الاوراق القديمة واشك كثيرا في امكانية العثور عليها فالارشيف يداس بالاقدام حتى في وزارة شابة كالخارجية وفي الاقاليم حدث ولا حرج عن اهانة الارشيف وامتهانه وقلة الاحتفال بمصيره وذلك على عادتنا في تكريم الشخص بعد وفاته والارشيف بعد ضياعه

    محمد المكي ابراهيم

  2. هبشت بابكر بدري ؟ وقلت عديم وطنية ؟ انا ما بدافع عن بابكر،، شوقي بدري قاااااعد يسمع في كلامنا دة. لكن كدي ورينا وطنيتك يا من كنت مجاورا للراحل العظيم عبدالخالق محجوب. من قال انه قدم لشعبه الوعي ما استطاع، ماذا قدمت ؟ ما نذكر لك سوي الظهور في تلفزيون السودان حين عافه الكرام وما نذكر لك سوي ترشحك لرئاسة الجمهورية ك تمومة جرتق. وليك نفس تخلف رجل علي رجل وتحكم علي وطنية بابكر ؟ بابكر وقت اقتنع بالفكرة المهدية حارب وكاتل و قرب يموت وكان يتمني الموت ووقع في الأسر. بابكر كان صادق يا ايها الشيوعي الما سمعنا ليك باعتقال ولا كف ولا تعذيب ولا شلوت ولا رفد….بابكر في زمن الانجليز بقي زول تعليم ورسالتو بقت التعليم،، تغيير الافكار ماهو عيب لمن يصدر من التحربة الشخصية…

  3. نشبت خصومة وعراك بين الشيخ بابكر بدري والمفتش الإنجليز الشهير برامبل وقد قال الأستاذ شوقي بدري عنها:
    “إن سبب خصومة برامبل وجده أن الأخير كان طويل اللسان على المفتش وكان هناك من ينقل عباراته له. ومنها عبارة ينبغي أن تكتب بماء الذهب وتعلق على أستار الوطن:
    “برامبل صَلّح البلد وخصى الرجال”.
    وقد أحتفي د. عبدالله على إبراهيم بعبارة الشيخ بابكر بدري قائلا:
    (وهذا أفصح من قولي إن التغني بسكك حديد الإنجليز وجزيرتهم المروية وما أدريك ورجم الاستقلال (الاستغلال) هو ضعة نفسية نستبدل به الحرية المستردة برزق بخس وحديد وعلف قالها بدري باكراً وببسالة مركوزة فيه.(

    وأقول من جانبي نعم هذا (كلام الرجال) نهديه (لكل نبت الشياطين الجدد) من لاطمي الخدود على الإستعمار ومن يتحسرون على (علف الإنجليز).

    درك د. عبدالله فأنت باحث جاد وأكاديمي محترم، وقد تعودنا منك أنك لا تقلل من شأن أحد ولا تأخذ الكلام على عواهنه فقد أنصفت بطلنا ود حبوبة كما سبق لك وأن أنصفت بابكر بدري (فلكل مقام مقال) فإختلاف المواقف بين الناس ليس سببا لتخوينهم أو التقليل من وطنيتهم وهذا يذكرني بأبيات عكير الدامر فى مدح الإمام عبدالرحمن المهدي عندما طالبه الناس بأن يهب لحرب الإنجليز كما فعل والده بينما كان يرى هو بأن الزمان قد أختلف وأن الطريق للإستقلال صار مختلفا عن طريق والده عليهم رحمة الله أجمعين:-
    جهاد أبوك سيفا سلاه يلمع ضاوى
    حكمه فى الرقاب للشرع بتلاوي
    وجهاد باللين والحكمة بتداوي
    أجتلفت السيوف إلا الضرب متساوي

  4. الاستاذ الكبير
    لك التحية و انت تتناول بموضوعية و علمية جزءاص من تاريخ السودان- كانت لود حوبة مظلمة فتلك حقيقة و قد تكون الشرارة التي قادت إلي الثورة و قد كان له سبق في الحرب و الجهاد ضد المستعمر بما في ذلك الحكم التركي و قد حارب مع الشهيد و دطه في منطقة الشرفة و قد طلب منه ذلك الصالح أن يذهب فهو مُدخر إلي أمر آخر – كشف للشيوخ و الصالحين !
    جاءت المهدية و حارب معها ود حبوبة و ذهب مع الجيش الغازي لمصر – كان مادحاً و متديناً و هو شقيق ود إمام زعيم الحلاوين و كان كذلك رجلاً فارساً منذ صباه.
    أما بابكر بدري فقد ذكر بوضوح و بقلمه بأنه خدم الإنجليز بالتجسس لصالحهم ! و لصالح البلد و المواطنين لحمايتهم ولعلك إضطلعت علي هذه الفقرة في مذكراته الرائعة !
    لك الود و التقدير

  5. شكرا لاستاذنا الكبير .. د.عبدالله على ابراهيم .. ووجوده فى الساحة ليتابع الماض والحاضر .. ويطارده البعض .. ويلمزه .. عن الشهيد عبدالخالق محجوب ..
    ويجيب بلباقة .. وأدب جم .. لال البدري ..
    وال البدري لهم وضع خاص فى اخيلة السودانيين .. ولكن عمنا شوقي بدري .. يبعثر الاوراق .. وهو جالس فلى السويد .. ويعبر الى الدنمارك .. تجمد من البرد فى ذكرياته .. عند خالته نفيسة .. واخريين ..
    عبدالقادر ود حبوبه شهد أكثر من 25 زحفا .. وكان كتف بكتف فى صفوف المجاهدين .. واول من يستجيب لطرق النحاس .. وحمل القوس .. رفيق عثمان دقنة .. الذي قضى اياما بالسجن الرطب .. ربما أكثر من 26 عاما .. لكن نحن وود البدري .. تعجبهم سيرة مانديلا .. نحن حتى اللحظة لا نعرف .. أن نقدم نجومنا فى الفكر والحرب .. ننال منهم بهذة الكلمات .. الجبانه .. هل ثورة ود حبوبة كانت من أجل الواطة .. ؟؟
    الرجل والدته كانت فى مقدمة الزحف .. مع ودالنجومي .. استشهدت قبله .. فى ارض المعركة .. فى مصر .. من اجل الحرية .. اقتحم الانجليز .. والمصريين منزل ودحبوبة .. وتم تقديمة للمحكمة .. المادة 93 .. ازدراء الانجليز والخديوية .. وليس ضد مصلحة الاراضي

  6. التحية لاستاذنا عبدالله وهو يمارس أرهاقه الخلاق .

    بابكر بدري و عبدالقادر ود حبوبة كانا رفقاء سلاح في حملة ود النجومي ولكن عند التقاءهما مرة أخري في الكاملين في 1905 كان كل منهما قد أتخذ طريق مختلفا فالشيخ بابكر بدري كان قد استوعب أن هزيمة كرري سببها الهوة العميقة بين التطور اﻷوربي و التخلف السوداني المهدوي ولذا بدأ مشروعه التعليمي التنويري لخدمة أجيال المستقبل .

    أما ود حبوبة فقد كان مايزال ثوريا مهدويا كارها للأنجليز . ولا أعتقد بأن بابكر بدري قد أختزل سبب ثورة ود حبوبة في مشكلة أطيانه مع أخوته , فالشيخ بابكر بدري روي التالي عن لقائه بود حبوبة في الكاملين في 1905″ كذلك لمت عبدالقادر علي مابلغني عنه بأنه صار يروي المديح ويحمله عنه المادحون والزمال (المنشدون) ونصحته بأن أؤلائك سيبددون ثروته ويتفرقون عنه. أظهر لي وقتها أنه قبل نصحي, وافترقنا”.
    و ماعناه بابكر بدري ” بالمديح ” هي مدائح نبوبة ذات مضمون سياسي (ربما كانت تستخدم كنوع من أنواع المقاومة ضد المستعمر) . لذا فالواضح أن عبدالقادر ودحبوبة كان له نشاط سياسي معادي للحكم الاستعماري سمع به بابكر بدري ونصحه بالاقلاع عنه .

  7. ود حبوبة مناضل و بابكر بدري مناضل و لكن بابكر بدري نشر الوعي و زاد . عليهما الرحمة. أي جدوى نحصل عليها بالهمز و اللمز في رمز كبابكر بدري؟؟ سؤال جاد و الله

  8. تحية لاجتهاد البروفيسور ع . علي إبراهيم ،

    فقد أعطانا صورة مغايرة لما عرفنا عن المعلم الكبير بابكر بدري ، ولا أظنها تهز شعرة في بطولته التي عرفناها ولا حداثته التي رأيناها رأي العين ، منذ أيام حملة توشكي ، التي ذهب فيها الجنود بلا زاد ، وكيف فقد من فقد من أهله ، واستعبدته مصر تلك الأيام ، وعاد إلى السودان ووجد الجهادية عاثوا فساداً .
    ثم قاد الحداثة والتعليم الأهلي بعد المعاش وإلى مماته ، وقاد حملة لم تزل مشهورة ضد الخفاض الفرعوني منذ أيام الإنكليز . وقد كان الإنكليز منذ أربعينات القرن الماضي بسجن النساء اللاتي يقمن بالخفاض الفرعوني هو عين الصواب بكل المقاييس ، في زمنها أم الآن .

    (2)

    إن النظر إلى التاريخ القديم من وجهة نظر قيم اليوم ، فيها كثير إجحاف بالحقائق التاريخية ونسبتها لأبطالها في الخير أم الشر . فنحن اليوم بمفاهيم وقيم تختلف عما كانت في زمان التاريخ .
    نعود لقضية ود حبوبة ، فقد كان بطلاً ذهب في كل معارك المهدية ، وفي عام 1908 ، كانت هناك قضية إرث بينه وبعض أهله ، ولم ينصره الإنكليز، رغم شكواه ، وروى بابكر بدري أن زاره المفتش الإنكليزي والمأمور المصري في منزله ، وهناك تمّ اغتيالهما ( في منزله ) . وتطور الأمر كما تحدث الشاعر الكبير محمد المكي إبراهيم ….،
    وتحولت القضية إلى نضال ضد الإنكليز ، وتداخلت الأغراض والبدايات والنهايات ، ولو كنتُ مكانه لحولت القضية إلى قضية سياسية ، تماماً كما رأى بابكر بدري .

    (3)

    نريد من البروفيسور أن يروي لنا التاريخ المخالف لرواية بابكر بدري ، من مصادره ، ويذكر لنا الحادثة التي جعلت من ود حبوبة بطلاً ، غير وقفته للموت بشجاعة :
    وكانت الأغنية تمجد ثباته :
    بدور اللطام
    أسد الخُشاش الزام
    هزّيت البلد من اليمن للشام
    سيفك للفِقر قلام
    ……..
    وهذه الفِقر ، كانت تاريخه في الحروب المهدوية لا غير .

    (4)

    أما بابكر بدري وما ادعاه البروفيسور من عمالته للإنكليز ، فهو لا يعدو في تقديري مثل من يحاكم الناس وهو ينظر للتاريخ بعيون اليوم وفكر وقيم اليوم ، لا النظر الحصيف للظروف التي عاشها أصحابها خلال الحكم الاستعماري، ولا ننس أنه كان مفتشاً في التعليم الحكومي ، حتى المعاش ثم بعد ذلك بدأ مرحلة مدارس الأحفاد ، ونذكر أن المناضل الكبير عرفات محمد عبد الله ، الذي كان ضمن مناضلي ثورة 1924 ، كان من الذين يقيمون المسرحيات في الثلاثينات لمصلحة المدارس الأهلية ومدراس الأحفاد ، نذكر ( قيس وليلى ) على سبيل المثال .
    وبطولات بابكر بدري وعبد القادر ود حبوبة ، أيام المهدية لا ثمن لها ، فهي قناعة مبذولة بلا ثمن غير الأرواح .
    كلاهما شاركا بطولات المهدية . وما من أحد يُنكر ذلك ، بغض النظر عن الحروب الجهادية التي أمر بها الخليفة عبدالله ، وتقييمنا لها رغم أن كثيرون من قادة المهدية كانوا ينتقدون الانتقام من القبائل ، وفشله في التحالف مع الأحباش ضد المستعمرين ، وقد كانوا ينتقدون اختيار موقعة كرري وتوقيتها في زمانها ، وكانوا يقولون في زمانها :
    ( نحن نؤمن بالمهدية لكن ما في نُصرة ) !

    (5)

    نرجو من البروفيسور أن يحقق فيما حدث لقصة ود حبوبة من أولها إلى آخرها وفق مصادره هو ، لنشهد له أو عليه ، ونقارن بين روايته ورواية بابكر بدري .
    وشكرنا الجزيل للبروفيسور و لكل التداخلين.

    عبدالله الشقليني

    *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..