رئيس المريخ المقبل .. (مجنون)

*إستقالة مجلس تسيير نادي المريخ ،يعتبر تطوراً طبيعياً ،للأزمات الإدارية والفنية المتلاحقة ، ولكن تبقي الديون هي الأزمة الأكبر التي جعلت رئيس نادي المريخ المطارد من الدائنين ، يختفي عن الأنظار مع انه لا ناقة له ولا جمل في كل ما يحدث في هذه القضايا المالية ، وكل مشكلته انه رئيس النادي (المديون) !!
*وبصرف النظر عن توقيت هذه المطالبات من الدائنين او من يقفون ورائهم ـ كما وجهت الإتهامات لمعارضين لمجلس التسيير ـ فإن هذه الديون تعتبر مستحقة الدفع ، ولكن يجب ان لا ينظر للقضية من زاوية واحدة ، فهذه الأزمة قد تحل اليوم او غداً او بعد غد ، السؤال : ثم ماذا بعد ذلك ؟!
*هل سيتم تعيين مجلس تسيير جديد ليدور في نفس الدوامة ؟ ومن المجنون الذي يغامر ويتقدم للرئاسة بالتعيين او الإنتخاب في هذا الجو الملبد بالقبض والسجن ؟؟ وهل تحل الحكومة هذه الأزمة بتسديد الديون ـ ليصفي الجو ـ ويفرش الأرض بالزهور والورود لمجلس جديد إن كان بالتعيين او الإنتخاب ؟!
*الإحتمال الآخير هو الوارد ،فالدولة بعدما مسكت في مفاصل الحركة الرياضية ، والاندية الكبيرة علي وج الخصوص ، لا تريد ان يصيبها (وجع رأس) من هذه الأندية الجماهيرية ، (الفيها مكفيها) فالأسلم لها ان تسكت الأصوات العالية ، والصياح اليومي في الإذاعات والصحف بدفع الديون ووقف الضوضاء، وتعتقد الدولة ان الضرورة تقتضي حل مثل هذه المشاكل حتي لا تتفاقم ، حتي ولو جاء بشكل إسعافي كما حدث مع مجلس ونسي من قبل، ولكن هل هذا هو الحل الحاسم ؟!
*للأسف هذا ليس حلاً ، انما تعقيد للمشكلة ، هذه المسكنات ، لا تعالج هذا المرض المزمن المسمي بالديون ، فإذا لم تتوافر آلية للإستثمار او تحويل هذه الأندية لشركات مساهمة بأي شكل من الأشكال ، او إيجاد اي حلول أخري تجعل هذه الأندية تخرج من جيوب الأفراد ، وتنفك من الدعم الإسعافي من الدولة ، ستظل هذه الأندية تدور في حلقة مفرغة ، ويستمر معها مسلسل ونسي ومن يأتي بعده من ضحايا علي الشاشة دون توقف !
*مشكلة الأندية السودانية انها مازالت ، بعد كل هذه السنوات الطويلة من التطور والنهضة وعمليات الإستثمار والتسويق الحديث الحاصلة في كل العالم ، مازالت أسيرة عقلية متحجرة ،وتدور داخل قوقعة متخلفة ويفكر لها بعقلية السبعينيات والثمانينيات !
*والمشكلة ليست في الأندية فقط انما في القوانين البالية ، واللوائح العقيمة ، التي تجعل علي سبيل المثال إنتخابات الإتحادات المحلية والإتحاد العام لكرة القدم ، والأندية ، سوقاً رائجة ، المكسب فيها للفاشلين ، وتجار العضوية ، وسماسرة الإنتخابات ، فكيف يستقيم الظل والعود أعوج ؟!
*المشكلة ليست في ديون المريخ ، وليست في (ليلة القبض علي ونسي) ، ولا في إستقالة مجلس التسيير ، المشكلة تتعدي نادي المريخ ، لتضم معها ، أزمة رياضية مستفحلة في القوانين واللوائح ، وتتفرع منها طريقة الإنتخابات في الاندية والاتحاد العام والاتحادات المحلية ، وأهلية وديمقراطية الحركة الرياضية وهي (حق يراد بها باطل دائماً) !
*نحن بحاجة ماسة ،لثورة في اللوائح والقوانين أولاً، لأنه إذا لم تنصلح القوانين و(تتفلتر) من الرواسب والثغرات الكثيرة لن ينصلح الحال !
*ويجب ان يراعي في تغيير اللوائح والقوانين ، تغيير مفهوم النادي وذلك للخروج الي آفاق إستثمارية تحت اي مسمي كذلك وضع بنود جديدة لإنتخابات الاتحادات والأندية لمحاربة طريقة الملكية (الفردية) السائدة الآن !
[email][email protected][/email]
(جيتك يا عبد المعين تعينى ولقيتك يا عبد المعين تنعان) هذا هو حال المريخ مع الحكومة………..الاثنين مفلسين ولسانهم طويل…….والاثنين مهددين دوليا….الاول الكاف وراه….والثانى الجنائيه وراه..