أخبار السودان

رد الجميل .. كم هو جميل ..!

كان للراحل المبدع شاعر الشعب الأستاذ محجوب محمد شريف مبادرة بهذا الإسم تسعى لعمل الخير وسط عامة الناس ..ولو أمد الله في ايامه ربما مع شدة التضييق على نشاطه لكان كابد بما فيه من بقية عافية على توسعة دائرة تلك المبادرة التي أتمنى أن يكون مريدوه و معجبوه وتلامذته قد واصلوا عملها بعد رحيله ..فهي بما كانت تقدمه من خير للبسطاء والمساكين ومن منطلق نية الرجل الصافية بلا غرض ذاتي ..إلا ابتغاء وجه المولى الكريم .. نسأل الله العلي القدير أن يجعلها في ميزان حسناته وأن يتغمده بواسع رحمتة .
يا ترى كم هم من الحاكمون الآن تذكروا أن يردوا الجميل لهذا الوطن الذي أخذهم من وهدة الفقر والجهل وبسط أمام أعينهم نور العلم في كل مراحل تعليمهم المجاني بما في ذلك الإبتعاث للدراسات العليا في أرقى منابر التخصصات المختلفة .. وقد نعموا قبل ذلك بسكنى الداخليات التي كانت نوعية الطعام فيها لاسيما جامعة الخرطوم تضاهي وجبات أكبر المطاعم إن لم يكن فنادق الدرجة الأولى .
ماذا فعل اولئك غير رفس ذلك الجميل بحرمان الأجيال الحديثة من مجانية التعليم و فض سامر الداخليات خوفا من تجمع العقول الواعية على صعيد واحد يهدد بقاءهم في كراسي الحكم المسروقة ..وكم هم من زار منهم مدرسته الصغرى أو الآولية أو الثانوية و دلق في جدرانها صبغة من قبيل الوفاء لها !
ولعلهم يخجلون الآن من عظمة وفاء سفير بريطانيا لدى الخرطوم الذي كان أستاذا بإحدى مدارس الدامر الثانوية منذ عمر جيل كامل .. فهو مدرس إنجليزي ولم يكن طالبا بها فزارها متفقدا و بدأ بالعمل وليس الكلام في صيانتها .. وعرج على بائع الطعمية في منزله وقد هدته السنون و الذي كان يغشاه في ذلك الزمان !
فشتان بين من يردون الجميل بنبل الأخلاق وطيبة النفس .. وبين من يرفضون تذكّر ماضيهم هربا وخجلا منه .. وهم لو يعلمون أن من لا ماضي له .. فهو بلا حاضر و لن يدرك المستقبل إلا وهو بلا ملامح !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. هولاء بدل تعمير مدارسهم التى كانت منارات سعوا الى تدميرها.اين حنتوب التى كانت منارة بل كانت مصنعا للرجال ليس للسودان فقط بل لدول الجوار.حقيقة من اين اتى هولاء(رحم الله الطيب صالح)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..