مقالات سياسية

صحيفة "حريات": صاعقة ومفرمة أم صحافة؟ا

حروف حرة

صحيفة “حريات”: صاعقة ومفرمة أم صحافة؟!

لنا مهدي عبدالله
[email protected]

كلما اشتد بي الضيق من حال الوطن وضاقت بي الأرض بما رحبت أفتح موقع صحيفة “حريات ” على الإنترنت هناك أتنفس أوكسجين نقياً فلو كان للسفر سبع فوائد فقد أحسن صنعاً قائد أسطول حريات الإعلامي الكبير الأستاذ “الحاج وراق” أن ترك البلد بحثاً عن مكان يحترم مشروعه الكبير ويستوعب طموحاته وافكاره الخلاقة مضيفاً لفوائد السفر فائدة ثامنة وهي إخراج اللسان للرقيب الأمني وضمان نشر المادة دون مقصات الكراهية!

“حريات” ليست سيرفر وجريدة ضمن جرائد الإنترنت، “حريات” صحافة سياسية متخصصة محترمة، وفهم لرسالة الإعلام وجهد توقن عندما تتصفح موقع الجريدة وأقسامها المختلفة انه نتاج عرق نضح بل ودموع ودماء سالت، فريق إدارة وتحرير وإخراج أعزل في مواجهة البطش والعسف إلا من سلاح الإيمان بالوطن وضرورة تحريره من الطغمة الجاثمة على صدره بالكلمة وبالرأي.

“حريات” إختارت التحدي الأصعب؛ الإنحياز للغبش والمسكين والفقراء وإنسان الشارع البسيط وأدارت ظهرها بالكامل للسلطان وبريق الجاه والبهرج و(التسهيلات) التي يمكن أن تحظى بها كل جريدة (تعمل رايحة) وتغض الطرف عن أفاعيل زبانية الإنقاذ، صحافة قررت أن تكون محترمة بحق وأن تكون رئة للقوى الوطنية ولكل شريف وأن تكون مفرمة تفرم أحلام الديكتاتوريات في حجب الحقائق وتغبيش الوعي وكل آليات التعتيم القبيح والضحك على الذقون وصاعقة تنقض على كل من تسول له نفسه غش الشعب والتلاعب بمقدراته.

“حريات” نموذج لصحافة التوثيق والخبر المعضد بالمستندات لا صحافة التوقعات والتخرص واستسهال رص الحروف دون التثبت من الوقائع، صحافة نزيهة بحق، حريات ليست جندياً في معركة حرية الصحافة بل قائداً ميدانياً لتحرر الوطن، إذ يقول الراحل “صلاح الدين حافظ” الأمين العام الأسبق لاتحاد الصحفيين العرب:”معركة حرية الصحافة مثل معركة استقلال القضاء هى معركة تحرير الوطن من القيود”.

“حريات” متنفس حقيقي، تجربة متفردة ليست مسبوقة، يجب أن يمد لها الجميع أياديهم لتستمر وتستمر، نمد لها أيادي التشجيع، ونمد لها أيادٍ تشد على أيادي فريقها الممتاز، ونمد لها أيادي منتهية بأكف يجب أن نلهبها تصفيقاً لصحيفة قدمت نموذجاً للشرف الصحفي ولأخلاقيات الصحافة ومثلها وقيمها وفتحت الباب لحرية الصحافة كي تدخل بكامل زينتها ورونقها وتأتلق في جو صحي معافى.

وآخر الكلام نداء لكل وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والعالمية إذ يجب عليهم تسليط الضوء على هذه التجربة الرائعة التي أضحت مضرب مثل في الصحافة الحرة والانحياز للكلمة النظيفة (لأن الكلمة شرف الرب)، يا وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والعالمية هاكم إقرأوا كتاب الصدق والشرف والأمانة والنزاهة ولتعلموا أن بني الوطن في السودان بخير، طالما “حريات” ظلهم ومظلتهم والظهر الذي عليه يستند الغبش والغلابة وكل صاحب حاجة.

شكراً “حريات” فأنت النموذج المثالي الذي ننشده لصحافة الغد السياسية المتخصصة التي ستكون السياج الحامي لنظامنا الديمقراطي الذي نكاد نبلغ مسه بأصابعنا، شكراً “حريات” فقد حظينا منك بهواء نظيف طرد سخاماً متراكماً على رئاتنا تسبب باختناقنا ومعاناتنا من كل الغثاء الذي نقرأ، شكراً “حريات” فقد حظينا عبرك بعيون نظيفة تقرأ النظيف، وآذان نظيفة لا يطرقها إلا صوت الحقيقة.

مع محبتي؛

تعليق واحد

  1. يا استاذه لنا كان تنزلي الرابط بتاع حريات دي عشان نتنفس زيك لانو صحافتنا عملت ليناbronchial asthma
    من البديهيات عدم وجود صاحبة الجلاله او السلطه الرابعه في ظل الانظمه الشموليه لان الصحافه عايزه جو ديمقراطي حقيقي وكمان هي الجلاده الاولي للفساد والفساد ينمو ويترعرع في ظل الانظمه البوليسيه والعندنا دي ليست سلطه رابعه ممكن تكون بفتح السين سلطة طحينه او سلطه روسيه بالمايونيز 00باين عليهو الواحد حيشرف في التجاني الماحي عما قريب

  2. شكرا الاميره لنا مهدي على هذه الكلمة الضافيه في حق صحيفة حريات والتي وضع القائمين على امرها الوطن في حدقات عيونهم , وجعلوا القلم خنجرا مسموما في خاسرة هذا النظام الفاسد وكشفو زيفه بالادله , احيي الاستاذ الحاج وراق وكل العاملين بصحيفة حريات على هذه المهنية العاليه والشجاعه النادره في زمن اصبح فيه الجبن والتخازل هو السائد

  3. مشكور يا اخ سوداني طيب علي عنوان الموقع وربنا يكتر من الطيبين والطيبات من ابناء وطننا الطيب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..