الكهرباء.. وإدارة الأزمة

تحدث الناس عن فشل وزارة الكهرباء في توفير الحد الأدنى من الإمداد الكهربائي للناس والأعذار المختلفة التي ظلت تقدمها، ولا داعي لاجترار التصريحات السابقة حين إدخال عدادات الدفع المقدم، وأنها ستكون الحل النهائي لأنها ستوفر دخلاً مضموناً وثابتاً وتعالج مسألة الديون الهالكة….، ثم تكرر الأمر عند طرح مشروع سد مروي وأثناء تنفيذه.
ليس هذا موضوعنا الآن، فقد حدثت الأزمة…ولا تزال، لكن نريد الحديث عن كيفية إدارة الأزمة، وهو فن معروف في الإدارة وتحتاجه الجهات الخدمية بشدة؛ لأن مسألة حدوث الأزمات أمر يتكرر، إما لأسباب طبيعية أو حدوث كوارث وأحداث خارج الإرادة، أو نتيجة لقصور وفشل إداري. ومسألة إدارة الأزمة تستهدف احتواء آثارها والتقليل منها وتنظيم الموارد الموجودة بشكل عادل وبكفاءة ودقة عالية.
في البداية بدأ وكأن لوزارة الكهرباء مدخلاً معقولاً عبر تنظيم جدولة القطوعات وإعلانها للجمهور، فهذا سيخفف من المشاكل المتوقع حدوثها من ناحية، ويعطي الناس فرصة لتنظيم حياتهم على ضوء الجدولة، ولكن حتى هذا فشلت فيه الوزارة بشكل كامل. فجدول القطوعات لم يتم الالتزام به كما هو محدد. ودعني أضرب مثلاً بالمكان الذي توجد به مكاتبنا بوسط الخرطوم. بدأ القطع في الأيام الآحادية، فرتبنا أمرنا على ذلك، ثم فجأة انقلب للأيام الزوجية بدون سابق إنذار. وفي كل هذه الأيام كانت الكهرباء تقطع من الثامنة صباحاً وحتى الخامسة مساء. عاودت الكهرباء لثلاثة أيام متتالية، ثم فجأة بدأت تقطع ليوم كامل بدون جدولة مفهومة، ارتبك جدول عملنا، وتعطلت مصالحنا ومصالح من نتعامل معهم دون سبب مفهوم.
يوم الأربعاء الماضي شهدت مكالمة بين مديرنا التنفيذي واستعلامات الكهرباء، بدأها بتعريف نفسه وتعريف المكان الذي نوجد فيه، وطلب معرفة جدول القطوعات لأن لدينا عملاً يتطلب معرفة متى ستقطع الكهرباء في منطقتنا. كانت إجابة الموظف في “الكول سنتر” هي الاعتذار لعدم معرفته بالأمر، ثم جاء المشرف ليقول نفس الشيء، أن ليس لديهم معلومات، وهم يتلقون شكاوى الأعطال فقط ، أما الجدولة فلا علاقة لهم بها.
طلب زميلنا معاوية أن يوصلوه بأي جهة لها علاقة بالأمر، وكانت الإجابة أن أذهب لأقرب مكتب كهرباء في منطقتك، رد بأنه مكتب الشهيد معز، وطلب رقم تليفونه، وكانت الإجابة “والله ما عندنا، أمشي ليهم إنت..!” كان من الطبيعي أن ينفعل، ويقول لهم إنهم لا يعرفون عملهم ويعطلون أعمال الناس، فهددوه بأن هذه المكالمة مسجلة.
ما يهمنا هنا ليس تقديم شكوى محددة، ولا نرغب في حل مشكلة خاصة بنا، ولكن الإشارة لدلالة عدم القدرة على إدارة الأزمة بطريقة مهنية. إذا كان الناس قد تقبلوا على مضض جدولة القطوعات، فلماذا انقلبت فجأة إلى قطوعات عشوائية غير منظمة. الأمر الثاني يتعلق بدور مكاتب الاستعلامات والشكاوى. من الواضح أنهم موظفو كبانية لا علاقة لهم بالجانب الفني، وغير مربوطين بالجهات الفنية، ولا يتم توفير المعلومات اللازمة لهم للتعامل مع الشكاوى، دعك من التدريب والتأهيل على التعامل مع العملاء. هذا بالضرورة هو موسم الشكاوى فإن لم يكن لديهم الطاقة والقدرة على الرد واحتمال الناس فسرحوهم وخلوها مطلوقة.

التيار

تعليق واحد

  1. يا استاذ فيصل لك التحايا والود
    انت راجل سيد العارفين ياخ
    ولكن انت وغيرك من الصحفيين العارفين الميتة وخراب الديار
    ما زلتم مصرين علي التعامل واستعمال لغة مخاطبة
    وكانكم معترفين بانكم تعيشون في دولة
    لمتين
    حا تنطوا الحتة دي وتعترفو بانكم ما عايشين في دولة
    سمها ما شئت ولكن لغة مخاطبتكم وطريقة كتابتكم توحي لؤلاء وتديهم الانطباع بانكم تخاطبون مسءولين في المدينة الفاضلة
    لا يا اساتاذ غيرو الهجة ولغة التفاهم الباااااااردة وحلللللللوة وحهذذذذذذبة دي
    معليش انتو ما عايشين في دولة
    انتو عايشين في اقل من غابة

  2. يا فيصل أخوي يا أستاذ يا محترم والله ووالله أن هؤلاء الذين يتلقون الشكاوى لو ملكوهم المعلومات برضو حا تكون معلومات كاذبة! إدارة أزمات! دي كتيرة عليهم ومافيش حد عارف حاجة لا رئيس ولا مرؤوس والمسألة في نظرهم هي مجرد علاج برؤية كلما تعير يدوها ثلاثة سيطان والموجود دا ياعزيزي ميسر بي قدرة الله ساكت رحمة بعباده …. بس قولوا يا لطيف نسألك التخفيف.

  3. في عام 2009 (نفس عام افتتاح سد مروي) كان أقل من 10٪ من الإثيوبيين يستطيعون الحصول على الكهرباء. وكانت البلد تُعاني من قطوعات دائمة للتيار الكهربائي !!
    ومن أجل التغلب على هذا الوضع ، شرعت الحكومة في تنفيذ برنامج طموح و (( صادق )) لبناء بعض السدود الصغيرة . وتم بناء ثلاث محطات لتوليد الطاقة الكهرومائية بسعة مجتمعة 1.18 جيجا وات، لتنتج أكثر من اضعاف القدرة السابقة للبلاد .
    و من ثّم استطاعت ان تصدره لدول الجوار بعد الاكتفاء .
    في ذات العام (2009) وعدنا هؤلاء وفي احتفالاتهم الصاخبة بافتتاح (سد القرن) واعلنوا من فوق السد ذاته بان كهرباء سد مروي ستصل حتى جنوب افريقيا بعد ان تكتفي بلادنا منه !!!!
    الّا انه والى يومنا هذا (منذ 7سنوات) لم تصل كهرباء سد القرن الى عاصمة البلاد ذات القطوعات المبرمجة ، دعك من جنوب افريقيا
    البعيدة ديك .
    وليت الأمر توقّف على ذلك ، بل قامت حكومتنا الرشيدة باستيراد كهرباء من الجارة اثيوبيا بعد عامين فقط من افتتاح السد (2012) .
    اما جديد هؤلاء فهو (تخزين) الكهرباء الاثيوبية المستوردة في (عِلب) من اجل رمضان كما يقولون !!!!!!!

    سيد فيصل ، ازماتنا كتيرة و نكباتنا أكتر ، رحم الله الوطن والمواطنيين .

  4. (حتى انت يابروتس) استاذ فيصل يا ا خى يجب ان تكون كما عهدناك موضوعيا.ازمة الكهرباء ليست شىء معزول او طارىء حتى تتحدث عن ادارة ازمة.هى جزء من تراكم الازمات ولا يمكن حلها منعزله عن كل الازمات التى لا اول لها ولا اخر .فساد ازكمت رائحته الانوف .هل هى منعزله عن ازمة ادارة الاقتصاد وارتفاع الدولار. اقتصاد انحصر نشاطه فى مثلث حمدى بالفعل لا القول. وحروب عبثيه تشنها الدوله على مواطنيها فى كل الاطراف. وعاصمة يحيط بها حزام الفقر. ولا يجد المواطن على بعد 3 كم من و سط العاصمه ماء صالح للشرب دعك من الكهرباء.بلد يتداوى اهلها بالقرض والعرديب وفى العاصمه وليس بعيدا عنها.فعلا كما قال لى صديق جنوبى مشكلة السودان فى مثقفيه.(الاليدز)

  5. بسم الله الرحمن اولا اعتقد ان ازمة الكهرباء حاتستمر هكذا وممكن ما تنحل خالص طالما التماسيح موجودة ما لم نغرقها الى الابد لن ولم ننعم بكهرباء مستمرة ثم لا يوجد مراغبة للنفس وابتعد الناس تماما عن الدين فكل من يحمل مسئوليه تجده من اول هموهمه الحول على الكسب غير المشروع

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..