كمال عمر.. يؤدي أغنية المعارضة بدون بروفة

اعتمد كمال عمر حين دهمته نوبة الهجوم على الحكومة أول أمس، اعتمد على خبرته القديمة في انتقاد الحكومة.. فالرجل كان في مرحلة المعارضة يشتم الحكومة صباح مساء وينافس نفسه في انتقادها بسقف أعلى من سقف حاملي السلاح أنفسهم فبدا له أن اللعب في هذا الميدان أو أداء هذه الأغنية لا يحتاج إلى عمل أية بروفة تحضيرية ناسياً أنه لم يكن يؤدي في السابق تلك الأغنية بدون أوركسترا.. بينما مطلوب منه الآن أن يؤديها ربما أداءً فردياً ولجمهور مختلف وبآلة العود التي لا يتقن استخدامها ولا يتقن أداء أغنيات حقيبة المعارضة بدون صخب .
فكمال عمر سياسي صاخب فعلاً مثل من يطلقون عليهم (فنانين الهجيج) الذين لا يصلحون إطلاقاً لجلسات الاستماع .
البروفة كانت مهمة لكمال عمر حتى لا يقدم أداءً ضعيفاً متخبطاً بين (السلالم) فسلم المعارضة يختلف كثيراً عن سلم الحكومة وعن سلم الحوار.. وسلم كمال عمر في حياة الترابي لا يناسب صوته بعد وفاة الترابي.. وأجواء حفل الحوار حتى الآن ليست هي نفسها أجواء حفلات المعارضة .
وحتى نغادر هذا السطر التوصيفي نضع نقطة بعد كلمة حوار. لأن كمال نفسه كان حتى وقت قريب يضع هذه النقطة بعد كلمة حوار باعتبار أن الحوار هو الحد الفاصل ومدخل التغيير وينبوع الإصلاح الشامل للدولة سياسياً وأمنياً واقتصادياً وكان كثيراً ما يعذر الحكومة وينتقد المعارضة المتعنتة الرافضة للحوار بحدة شديدة ويصفها بالتعنت وعدم موضوعية الموقف الذي هي فيه وقوى المعارضة تبادله إطلاق النار.
وقبل شهرين (تلاتة) عندما سئل كمال في حوار صحفي معه بصحيفة آخر لحظة عن موقف الحركات وكانت صيغة السؤال (واحد من الأهداف الأساسية لانطلاق الحوار وقف الحرب، ولكن الحركات التي لها وجود في الميدان لم تستجب له بعد؟؟)
أجاب كمال بالآتي: القضايا التي كانت سبباً أساسياً في الحرب، والتي من أجلها حمل السلاح حاضرة في الحوار، بل إن الهدف الأساسي والمبرر من قيامها انتفى منذ أول يوم لانطلاقته، إلا إذا كان من يحاربون (لوردات حرب) أو كانت الحرب من أجل الحرب فهذا شيء آخر. انتهت إجابة كمال عمر .
في مؤتمر كمال أول أمس – وبسبب الأداء بدون بروفة – شن الرجل هجمة عنيفة على الحكومة في مواجهتها وتصديها للتمرد وقطع بعدم مقدرة الحكومة على حسم مشكلة النيل الأزرق وجنوب كردفان ودافور عسكرياً، ونوه إلى أن دارفور صدرت فيها قرارات دولية ولا يمكن حسم صراعها عسكرياً كما تدعي الحكومة .
فكيف نوفق بين موقفين متناطحين لكمال عمر حين يعتبر قبل شهرين أن التمرد العسكري غير مبرر الآن اللهم إلا إذا كان قادته (لوردات حرب) ويحاربون من أجل الحرب ..
ثم يعود أول أمس وينتقد الحكومة على مواجهتها للتمرد والتصدي لحملة السلاح في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق؟.. نعم الحرب لن تحل أي مشكلة.. لكن قل هذا لمن يصر على الحرب ويصر على الوصول إلى القصر على صهوة تاتشرات مدججة بالسلاح.. ولا تلم القوات المسلحة لو قامت بأداء مسؤوليتها وأدت دورها الطبيعي .
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..