أخبار السودان

راكوبة في الخريف

رغم أن للرواكيب(حوبة)خاصة في الصيف الحار،حيث لا تكتمل جلسات القهوة ذات(البنابر)إلا وسط الراكوبة،المقشوشة والمرشوشة مثل راكوبة رفيقنا منتصر ود الطيب،وإيمان أم غيداء،إلا أن كلمة الراكوبة حينما تلتصق بشخص ما،فمعناها أنه زول(أي كلام)،فمدافع الكورة الراكوبة،يسجل هدفاً في فريقه،وحارس المرمى الراكوبة(مثل البرجوب سابقاً)يدخل فيه القون من السنتر،وسامية السر (الراكوبة)كابتن فريق السلة بكلية الاقتصاد في زمان مضي،تنهزم أمام فرق الآداب(واللاعبات طوال الأجسام)ب 135 نقطة مقابل 5 ،ثم تجزم انها كانت نجم المباراة.
وفي دنيا السياسة رواكيب،لا يعرفون إن كانت الحرب تدور في دارفور أم النيل الأبيض،ويتشاكلون في فندق السلام روتانا أمام الأجانب،طمعاً في الريالات القطرية،ولكن بعض قرارات هؤلاء الرواكيب تصيب الإقتصاد في مقتل.
أمر أحدهم ذات يوم محافظ البنك المركزي بالتوسع في شراء الذهب المنتج محلياً،من أجل تصديره للخارج وجلب الدولار الأمريكي،ولأن البنك لا يستطيع المجادلة في الأوامر العليا،فقد صمت كناية عن الموافقة،ولم يرد على المسؤول الرفيع بالقول أنه ليس بنكاً تجارياً،أو سمساراً ليشتري الذهب من سوق الله أكبر،ثم يصدره للحصول على النقد الأجنبي.
والبنك نفسه الذي يقول في تقاريره السنوية أن مسالة شراء الذهب زادت من مديونية الحكومة وخلقت عجزاً يقدر بالمليارات،لا يستطيع التصريح بأن هذه السياسة هي التي أضعفت سعر الجنيه أمام الدولار،طالما كانت الكتلة النقدية تزداد بمزاج المسؤولين.
والسادن الذي يأمر البنك بشراء الذهب،لم يفكر من أين يأتي هذا البنك بالأموال لهذا الغرض إن لم يكن طباعة العملة حتي صار الجنيه ورقة(ساكت).
والبنك الذي يسمع كلام السادن،فيشتري الذهب بالجنيه السوداني بما يعادل السعر العالمي وبسعر السوق الأسود للدولار،لا يفكر في أيهما أفضل أن يشتري الذهب ويصدره لبلدان خارجية للحصول على الدولار بسعر مضاعف،أم يشتري الدولارات من شارع الجمهورية بالسوق الأسود من تجار العملة ويودعها خزائنه ؟؟!!
وعليه فالرواكيب(كتيرة)فيما يتعلق بإدارة الشأن الإقتصادى،بدءاً من الذين وضعوا المشروع الحضاري،ثم استندوا على حائط صندوق النقد الدولى بحجة تحرير الاقتصاد،فباعوا القطاع العام باسم الخصخصة،وقضوا على مشروع الجزيرة والمشاريع المروية،وانتهوا من الصناعات التحويلية،ثم رجعوا يتحدثون عن أزمة الاقتصاد وضرورة تحرير سعر صرف الجنيه،وأهمية أن يشتري بنك السودان الدهب للتصدير.
ولأن الراكوبة لا تصمد في الخريف،فقد تفاقمت الأزمات،وعجز الميزان التجاري مليار دولار في 3 شهور،والإيرادات غير الضريبية 38% مما كان متوقعاً رغم الأورنيك الإلكتروني،والغلاء راكب(صاروخ)،والموية مافي والكهرباء مافي،والنجار عاوز فلوس،ويمكن ان تضع كلمة الجنجويد محل النجار لتدرك زنقة الحكومة،التي تلهث من أجل ما يسمي برفع العقوبات،ومقصود بها الحصول على المزيد من الإعانات،بالدولار الامريكي او الريالات،ليستمر قصف(الدانات)واعتقال الطلبة والطالبات،وبيع جامعة الخرطوم(أم الجامعات).
هكذا تضع الرواكيب المؤامرات،ومن يشعل(الكبريتة)أولاً يهزم المخططات.

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..